صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حيث إن ل «السياحة» ألف حكاية ول «الاستثمار» ألف امتداد..تركيا.. حضارة لا تشيخ
نشر في الجنوب ميديا يوم 01 - 06 - 2014


استطلاع/ سعيد الصوفي
تركيا.. متحفٌ طبيعي لجمال الكون؛ تتشكّل بطبيعتها كلوحة بديعة تسرُّ الناظرين، رغم تعداد سكانها ال «77» مليون نسمة لا تجد للزحام حضوراً إلا في شارع
الاستقلال مساءً الذي يعجُّ بالمواطنين الأتراك والسيّاح من مختلف دول العالم، كما لا تجد للتلوُّث وجوداً ولا للإزعاج والضوضاء والعشوائية حضوراً مثل ماهو
الحال في مدننا, فحيثما وطأت قدماك تجد نفسك في بيئة نظيفة لا يعكّر حضورك فيها أي عائق..
تتزيّن شوارعها ومدنها المرتبة والمخطّطة بإتقان بأناقتها ونظافتها وبلمسات جمالية من صنعة الإنسان التركي الذي أبدع وتفنّن في إظهار جماليات بلده بكل تفاصيله,
يتوارثون فنون الإبداع كلها كإرث لا يسمح للإهمال أن يطاله بسوء، كما تتجلّى فنونهم في الهندسة والعمران حيث مدنهم عامرة بالكثير من المعالم والجسور المعلّقة
والقلاع والشوارع والممرات والميادين والأزقّة والحوانيت والأسواق القديمة المنظمة في اسطنبول وبورصة وبقية المدن التركية، كل تلك المعالم تحكي عن حقب
تاريخية تمتد إلى قرون مضت ومازالت معالمها شاهدة ودالّة على عصور تاريخية مرّت هنا وجعلت من تركيا بتعاقب ملوكها وسلاطينها ودويلاتها المختلفة على مر
التاريخ متحفاً كبيراً يحوي كل هذا الإرث التاريخي في هذا العالم، قد لا تستطيع الإحاطة أو الإلمام به بسهولة في زيارة قصيرة، هنا حيث تقف أمامك المآذن الستة
لجامع السلطان محمد الفاتح أو كما يسمّيه البعض "الجامع الأزرق" كتحفة معمارية إسلامية شامخة في اسطنبول، فضلاً عن جامع "السليمانية" و"آيا صوفيا" وجامع
"أبو أيوب الأنصاري" وقصر "توباكابي" قصور الباب العالي وكنيسة بطريكية القسطنطينية المسكوتية وكنيسة بماركاريستوس وغيرها الكثير من المعالم.
حب الوطن لا يُقاس بالشعارات واليافطات
حب الوطن عند الأتراك لا يُقاس باليافطات والشعارات والأوبريتات كما هو الحال لدى بعض الشعوب في المنطقة, بل يُقاس حبهم لوطنهم بحجم الجهد المضاعف
في العملية الإنتاجية في شتّى المجالات، وهم اليوم أكثر تسلُّحاً بالتكنولوجيا والمعرفة؛ يسابقون وينافسون في السوق الاقتصادية بمنتجاتهم ما جعلهم في مستويات
متقدّمة اقتصادياً؛ فجهودهم تتضاعف بوتيرة عالية وبإنتاجية أكبر وبتخطيط مدروس واستراتيجيات لا تعرف طريق الفشل.
تركيا اليوم بشعبها وحكومتها وقيادتها السياسية تعمل بهمّة وطنية عالية للوصول إلى العام 2023م كما هو مرسوم له أن تكون تركيا في هذا العام من أقوى
اقتصاديات العالم, ولهذه المهمّة جنّدت الحكومة ما يقارب عدد «300» ألف باحث للعمل في البحث العلمي من أجل بلوغ ذلك الهدف الكبير الذي يضع تركيا في
المراتب المتقدّمة للأقوياء اقتصادياً على مستوى العالم.
أحمد تورسن، نعم الصديق
الصديق أحمد تورسن، المدير التجاري في الخطوط الجوية التركية - كما عهدناه - وجه مشرق لتركيا في حلّه وترحاله، فحيثما حلّ تجد الابتسامة لا تفارق محيّاه،
يشعرك بإحساس كبير أنه قريب منك؛ تجده يتفانى في خدمتك بكل سرور، يتحدّث لك عن بلده باعتزاز وهي تخطو خطواتها المتسارعة، يشرح التفاصيل بإيجاز،
ويفنّد لك المعلومات التي جعلت تركيا اليوم رقماً صعباً في المراتب المتقدّمة بين اقتصاديات العالم، حين تكون برفقته ستتعلّم الكثير منه كيف تدير وقتك وتستفيد،
يشعرك بمدى حرصه على الوقت وعدم الإفراط في ما لا يجدي، وهو يجول بنا في مدن بلاده التي قصدناها «يولوفا وبورصة واسطنبول» كان يحدّثنا عن بعض
الأماكن السياحية والمعالم التاريخية بالمختصر المفيد ومن ثم يدعنا نتأمل - في تلك الطبيعة والأمكنة السياحية والتاريخية - بصمت لنكمل حكاية الإعجاب بالطبيعة
التركية المتنوّعة وبجمال آسر للألباب يحيط بك من كل اتجاه.
جميعنا كان يتمنّى أن يكون لنا في برنامج الزيارة متسع من الوقت لنتعرّف أكثر على هذه المدن بتفاصيلها وجزئياتها الجميلة في بيئة طبيعية بديعة تبدو لنا تركيا من
خلالها أنها موطن الجمال في الكون كلّه.
رفقة السفر
وأنا برفقة زملائي في الرحلة من وكالات السفريات والسياحية في محافظة عدن وهم: سالم السرحي، وعبدالله محمد اليافعي، وماهر الهريش، وزاهر عاطف، وأحمد
سالم بن معدان، ومحمد صالح الشعيبي، وأنسام غازي، وزوجها بهاء وسامية عبدالله، وهويدا وعمار سالم السعيدي، وعبدالله الشعيبي، وفريد أحمد، وأحمد صالح
الأصبحي، وأحمد المفلحي، ورفيق الصايدي وزميله من وكالة الصايدي في محافظة إب, جميعهم يحملون انطباعات جميلة عن تركيا وعن الصديق أحمد تورسن
ويكنّون له كل الحب والتقدير للجهود التي بذلها خلال أيام الرحلة منذ انطلاقتها من عدن حتى العودة مودّعاً الجميع بمطار أتاتورك في اسطنبول.
كان من حسن حظّنا تلك الجلسة الخاصة في أحد مقاهي الأيوبية مع والده الحاج تورسن الذي أمتعنا بحديثه الشيّق عن خبرته وتجاربه في الحياة، بعدها ذهبنا للتجول
في الأيوبية وزرنا جامع "أبو أيوب الأنصاري" والسوق المحيطة بالقرب منه؛ اتجهنا صعوداً بالتليفريك إلى مقهى «كاربوي» الواقع على التلة المطلة على الأيوبية؛
هناك يتزاحم السيّاح من مختلف البلدان يلتقطون الصور التذكارية ويتناولون القهوة التركي ويتأمّلون في جمال المدينة حيث يتمازج جمال البحر والبساط الأخضر
والبناء المعماري مشكّلاً لوحة بديعة تسرُّ الناظرين.
جميعهم كانوا رائعين في رحلة جمعتهم على بيئة يطغى الجمال فيها، كل زاوية جعلتهم مشدودين إلى التأمل والاستمتاع في مناظرها الطبيعية الخلابة وجبالها المكسوة
بالاخضرار وشلالاتها ومياهها العذبة المتدفّقة كالسيول إلى البحيرات المجاورة، كانوا يتساءلون ويطرحون أسئلة عديدة: لماذا، ولماذا لا تكون مدننا بمواقعها
التاريخية والسياحية مثل ما نشاهده الآن في هذا البلد بيئة نظيفة ومخطّطات عمرانية منظّمة وشوارع وخطوط سير ومدناً وريفاً كلها مرتّبة ومحاطة بالحدائق
والمتنزّهات والتشجير واللمسات الجمالية التي تضفي صنعة الإنسان وإبداعه الجمالي إلى جمال الطبيعة، ثمّة اهتمام عالٍ بالذوق العام، وكل هذا تقف خلفه إدارة
محترفة وكادر وعمال فنيون أكفاء يعرفون جيداً الدور الوظيفي المسند إليهم ليظهروا جمال مدنهم بتلك الصورة البديعة الجاذبة للسياح من مختلف دول العالم.
تنوّع سياحي يجذب الزائر إلى مدنها
يحرص الزوّار العرب لتركيا على الذهاب إلى مدن يولوفا وبورصة فضلاً عن اسطنبول وإنطاليا وأزمير وغيرها من المدن التركية ذات التنوّع السياحي، فكثيرون
منهم يفضّلون هذه المدن لما لها من مقوّمات جذب للسيّاح، فمدينة اسطنبول لها سماتها التاريخية والدينية والسياحية والاقتصادية على مستوى العالم، حيث تُعد مركزاً
عالمياً للطيران، فلها مطاران؛ مطار أتاتورك باعتباره أكبر مطار في أوروبا يستقبل في اليوم الواحد «1260» طائرة، فضلاً عن مطار صبيحة الذي يستقبل نصف
العدد, فيما تبذل الجهود الإنشائية في مراحلها - ربما - الأخيرة لاستكمال بناء مطار ثالث في المدينة نفسها، نظراً لحركة الطيران المتواصلة على اسطنبول لما يشكّله
موقعها الاستراتيجي من أهمية على مستوى العالم؛ فما من دقيقة تمر إلا وتهبط طائرة وتقلع الأخرى ما يدل ذلك على أن ثمّة إدارة ناجحة تقف خلف هذا النشاط
المتسارع بكفاءة عالية في إدارة المطارات وفي إدارة شركة الخطوط الجوية التركية وهنا يستحضرني في هذه المناسبة حديث السيد «تميلي كوتيل» رئيس مجلس
إدارة شركة الخطوط الجوية التركية عند لقائه بنا في مبنى الشركة في يناير الماضي وهو يتحدّث عن النجاحات التي تحقّقت باعتبار ذلك هو حصاد للجهد المضاعف
كونهم يعملون على مدى 25 ساعة - حسب كلامه - ما يدل ذلك على مدى حرصهم على الوقت ومضاعفة الجهد الذي أوصلهم إلى هذه المستويات المتقدّمة بين
شركات الطيران في العالم؛ كون الطيران التركي حاز على جائزة أفضل ناقل جوي في العالم لثلاث سنوات متتالية، كما تشير الإحصائيات الرسمية هناك أن عدد
الواصلين إلى مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول حوالي (45) مليون زائر من بينهم (29) مليون مسافر على رحلات طيران دولية.
الاستثمار العقاري للعرب في تركيا
عديد من المستثمرين العرب وجدوا في القانون العقاري الجديد الذي أصدرته الحكومة التركية قبل عام فرصة مغرية للاستثمار في القطاع العقاري، حيث يتيح
للأجانب الحق في تملُّك الأراضي والشقق السكنية والعقارات وبحرية كاملة دون اشتراط الإقامة في تركيا؛ الأمر الذي دفع بالكثيرين من المستثمرين العرب وغيرهم
إلى شراء الشقق والمساكن، كما حفّز بعض شركات عربية على التوجُّه إلى تركيا للاستثمار في القطاع العقاري.
حق التملُّك العقاري
ويرى بعض المراقبين أن القانون العقاري الجديد في تركيا بعد أن كفل للأجانب حق التملُّك الكامل في الأراضي والشقق السكنية؛ أدّى إلى إنعاش القطاع العقاري
وبنسبة ارتفاع تراوحت بين 15 - 30 % في أقل من عام، فبحسب المرشد السياحي «يوسف أكارلي» الذي رافقنا خلال زيارتنا لمدينتي يولوفا وبورصة أثناء
مرورنا على الطريق المؤدّي إلى منتجع وحمامات «ترميل» السياحي كان يشير إلى مزارع وفلل وشقق سكنية تعود ملكيتها إلى مستثمرين ومسؤولين وأمراء
ومشايخ من دول عربية، مؤكداً أن ثمة إقبالاً كبيراً من قبل العرب للاستثمار في القطاع العقاري وبخاصة من دول الخليج العربي، وتعد تركيا بحسب مؤشر "نايت
فرانك الدولي" من بين أكبر 10 أسواق عالمية في نمو أسعار العقار، كما صُنّفت في المركز الثاني من بين الأسواق الأكثر جاذبية للاستثمار في العالم.
ويشيّد المستثمرون العرب استثماراتهم العقارية ومنشآتهم السكنية هناك وفق رغباتهم؛ الأمر الذي دفع بشركات المقاولات إلى إقامة تلك المشاريع الخاصة بما يناسب
أذواق السيّاح والمستثمرين العرب وتلبية رغباتهم في نمط البناء الذي يفضّلونه.
التخطيط لجذب 60 مليون سائح في العام
ومن منطلق أن تركيا مقصد سياحي شهير؛ تعمل الحكومة التركية وأجهزتها التنفيذية المعنية بالسياحة وتنميتها على تقديم الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات
الفرعية لصناعة السياحة، حيث تحتل المركز السادس بين أكبر المقاصد السياحية شهرة في العالم، وتجتذب ما يقارب (40) مليون سائح سنوياً، ويتزايد إقبال السياح
عاماً بعد آخر، وتشير الإحصاءات الرسمية التركية إلى أن عدد السيّاح في العام بلغ (39,2) مليون سائح، وبلغت إيرادات هذا القطاع نحو (32,3) مليار دولار،
ويستهدف قطاع السياحة الوصول بأعداد السيّاح الوافدين إلى تركيا بنحو (60) مليون سائح وبعائدات سياحية تصل إلى (80) مليار دولار بحلول العام 2023م.
ثراء طبيعي وإرث حضاري
يمتد لآلاف السنين
ما يثري هذا القطاع السياحي المزدهر في تركيا ذلك التنوُّع الكبير في المقاصد السياحية التي تشمل الشواطئ الخلّابة على امتداد بحر إيجه والبحر المتوسط وبحر
مرمرة والبحر الأسود وخليج البسفور إلى جانب الخلجان البكر، فضلاً عن الثراء الطبيعي للبلد شهدت مدنها ميلاد العديد من الحضارات القديمة التي مازالت
شواهدها ماثلة إلى اليوم أمام السيّاح؛ دالة على عظمة ذلك التاريخ الزاخر، حيث تتعدّد المواقع الأثرية والمعالم التاريخية التي تحكي مآثر امبراطوريات مختلفة
نشأت هنا وثقافات وأعراق وديانات مختلفة تعايشت هنا؛ كل هذا التنوّع يعود بنا إلى آلاف السنين.
وتُعد تركيا ضمن أفضل سبع دول في العالم من حيث سياحة الحرارة الأرضية «الينابيع الحارة الكبريتية» وتحتل المرتبة الثانية أوروبياً بعدد ( 1300) نبع حار،
ويصل عدد الأسرّة المتوافرة في منتجعات الإجازات الحرارية (35) ألف سرير، وتقدّر نسبة السيّاح العرب الذين يقبلون على السياحة العلاجية ب «11 %».
وتشير بيانات وزارة الثقافة والسياحة التركية إلى أن عدد السيّاح العرب الواصلين إلى تركيا خلال العام 2013م بنحو (3) ملايين و(265) ألفاً و(190) سائحاً من
14 دولة عربية هي "الجزائر والمغرب وليبيا ومصر وتونس والإمارات والأردن والسعودية واليمن، إضافة إلى إيران" وارتفع العدد بنسبة (9 %) عن العام
2012م، وسجّلت اليمن أكبر نسبة ارتفاع بعدد السيّاح الواصلين إلى تركيا لترتفع بنسبة (46،74 %) في العام 2013 م مقارنة بالعام 2012 م تلتها العراق
والسعودية وقطر وليبيا، فيما شهد عدد السيّاح القادمين من لبنان ومصر انخفاضاً بنسبة (4،1 %) مقارنة بالعام 2012م، كما لعبت المسلسلات التركية دوراً كبيراً
ومؤثّراً على المشاهد العربي من خلال ما تعرضه تلك المسلسلات من مناظر طبيعية جميلة وأماكن سياحية جاذبة وما يُعرض فيها أيضاً من المنتجات والأثاث
المكتبي والمنزلي التركي؛ وهذا ما دفع بالكثير منهم إلى تحديد تركيا كوجهة سياحية له بدلاً عن بلدان أخرى.
تسهيلات للسيّاح اليمنيين
«أنجين يمنيسي» مدير مكتب بلازا تور للسياحة في بورصة يؤكد أن السيّاح العرب الواصلين إلى تركيا خلال الأعوام الأخيرة في تزايد مستمر - حيث يرى السيّاح
العرب - حسب قوله إن تركيا هي البلد الأنسب لقضاء الإجازة بدلاً عن أوروبا، لما تتميّز به من مقوّمات سياحية متنوّعة بحكم موقعها المتميّز في قارتي آسيا
وأوروبا، وهذا التنوُّع يعد عاملاً رئيسياً لجذبهم؛ فضلاً عن ترحاب الأتراك بأشقائهم العرب نظراً لعوامل عديدة تجمع الشعب التركي بالشعوب العربية، وفي مقدمتها
الإسلام؛ كون تركيا دولة مسلمة، وشعبها بتعداده السكاني الذي يقارب (80) مليوناً منهم (99 %) مسلمون، هذا إلى جانب التفات تركيا خلال العشر السنوات
الماضية إلى جيرانها ومحيطها العربي والإسلامي وانفتاحها على هذه الشعوب أسهم بشكل كبير في زيادة ونمو نسبة إقبال السيّاح العرب الواصلين إلى تركيا.
وبخصوص اليمن، قال إن السوق السياحي في تركيا جديد بالنسبة لليمنيين، ونحن في مكتب بلازا تور للخدمات السياحية مستعدون جدّاً للتعاون مع السيّاح اليمنيين
والتكفُّل لهم بالإقامة في الفندق والتغذية والمواصلات لمدة أسبوع وبمبلغ تشجيعي من 200 - 300 يورو دون تذاكر الطيران.
عوامل نجاح القطاع السياحي في تركيا
ثمة عدد من الأسباب التي تجعلك تختار تركيا للسياحة؛ يفنّدها مسؤولو الوكالات السياحية بعدد من النقاط، حيث إن السياحة في تركيا تركّز إلى حد كبير على
مجموعة متنوّعة من المواقع التاريخية ومنتجعات ساحلية على بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط, في السنوات الأخيرة أصبحت تركيا مقصداً للثقافة والسياحة
الصحية؛ حيث في عام 2011م جذبت تركيا أكثر من 31.5 مليون سائح أجنبي ما جعلها تتربّع على الترتيب السادس كإحدى أهم الدول سياحية في العالم، كما توّفر
تركيا للسائح العربي أقرب مناخ إلى تراثه الإسلامي، وتتيح له فرصة مشاهدة آثار أكبر امبراطورية إسلامية في ظل الخلافة العثمانية؛ ويتجسّد ذلك في المساجد
بالدرجة الأولى.
وفي تركيا، يمتزج القديم مع الحديث في تناغم فريد، ويتمتّع الزائر بالطعام التركي الذي يمثّل مائدة البحر المتوسط أفضل تمثيل، فخلال زيارتك إلى تركيا لابد من
زيارة اسطنبول وتفقُّد مساجدها وأسواقها, ولكن أنحاء تركيا الأخرى توفّر أيضاً كثيراً من معالم الخضرة والشواطئ الخلابة، خصوصاً في مناطق مثل بودروم
ومرمرة وانطاليا التي تتميّز بالطقس المعتدل، كما أن الشعب التركي ودود ويرحّب بالضيف ويتسم بعادات وتقاليد قريبة عن تلك السائدة في البلاد العربية.
وتوفّر تركيا بُنية ممتازة من ناحية شبكات المواصلات المتطوّرة وآلاف الفنادق والمطاعم التي تناسب جميع المستويات والأذواق، وتُعد كونها بلد المعالم السياحية،
حيث لا تكاد تخلو منطقة فيها من متحف أو حديقة أو آثار قديمة أو أي شيء يجذب السائح ويوفّر له المتعة والتسلية وحتى الثقافة.
حضرموت برس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.