عواصم - وكالات شهدت المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، عمليات اقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد والمحسومة سلفا لمصلحة بشار الأسد وذلك على أصوات القصف ومشاهد الدمار ودماء الأطفال والشيوخ والنساء، حيث ترافقت عمليات التصويت مع تواصل سقوط عشرات القذائف وسط دمشق، ومنها حي المالكي الذي أدلى فيه الأسد بصوته والذي يبعد عن مقر سكنه بضع مئات من الأمتار، وأدت إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح إضافة إلى أضرار مادية. وحلق الطيران الحربي بشكل مكثف في سماء العاصمة، مع تردد صدى أصوات قصف وانفجارات، تطول مناطق في جوبر والغوطة الشرقية، ومناطق أخرى في ريف دمشق، مع تواصل القصف المدفعي أيضا على بعض هذه المناطق، حيث حصدت العمليات العسكرية العنيفة في ريف دمشق وريف حلب، خصوصا مزيدا من القتلى والجرحى والدمار بعد قصفها بالبراميل المتفجرة. وأعلنت اللجنة القضائية العليا للانتخابات تمديد فترة الانتخابات الرئاسية التي كان مقررا أن تنتهي عند الساعة السابعة مساء امس، لغاية منتصف الليل». وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «اللجنة القضائية العليا للانتخابات تقرر تمديد فترة الانتخابات خمس ساعات على أن تنتهي في الساعة الثانية عشرة ليلا في كل المراكز الانتخابية في سوريا، نظرا للإقبال الشديد على صناديق الاقتراع». وكانت مراكز الاقتراع فتحت أبوابها في السابعة صباحا بالتوقيت المحلي لإجراء الانتخابات الرئاسية المحسومة سلفا لمصلحة الرئيس بشار الأسد، ونددت بها المعارضة ودول غربية داعمة لها والأممالمتحدة. ودعي الى الاقتراع، بحسب وزارة الداخلية السورية، 15 مليون ناخب يتوزعون على نحو 9 آلاف مركز اقتراع تقع في المناطق التي يسيطر عليها النظام والتي يعيش فيها، بحسب خبراء، 60% من السكان. وتحدثت اللجنة القضائية عن «إقبال كبير جدا فاق كل التوقعات». وأفاد صحافيو ومصورو وكالة فرانس برس في دمشق وحمص أن الناخبين توافدوا بكثافة، بينما بث التلفزيون السوري لقطات لمراكز الاقتراع من مناطق عدة بينها ريف دمشق والقنيطرة والسويداء ومدينتي إدلب ودير الزور وطرطوس، يؤكد فيها الناخبون ولاءهم للأسد وحماسهم للمشاركة في «العرس الوطني». وفي دمشق، بدا التناقض صارخا بين طوابير الانتظار أمام مراكز الاقتراع وحلقات الرقص والغناء في الشارع تأييدا للأسد، وأصوات انفجارات القذائف التي سقط العديد منها في شوارع العاصمة، والقصف المدفعي في محيطها والتحليق الكثيف للطيران الحربي في أجوائها. لكن باستثناء هذه التجمعات والمواكب السيارة التي رفع ركابها الأعلام السورية وألصقت عليها صور الأسد وصدحت منها الأغاني الوطنية، بدت حركة السير في العاصمة خفيفة ودون المعتاد. وتقام الانتخابات بإشراف النظام الذي تطالب المعارضة برحيله، ما جعلها أشبه بعملية «تجديد المبايعة» للأسد، وهو التعبير الذي يتبناه كثير من الناخبين. في مركز اقتراع أقيم في مدرسة الباسل في شارع بغداد وسط العاصمة، قالت هند الحمصي، ربة منزل (46 عاما)، «جرحت اصبعي لانتخب بالدم، احب وطننا ورئيسنا لأنه الأفضل». وورقة الاقتراع كناية عن ملصق عليه صور المرشحين الثلاثة مع صورة الأسد الى اليسار، وتحت كل منها دائرة بيضاء يقوم بعض الناخبين بالبصم داخلها بالدم للتعبير عن وفائهم للأسد، بينما اكتفى آخرون بوضع إشارة تأييد. في حمص، قال صالح علي مياسة (موظف، 50 عاما) لفرانس برس في مركز اقتراع أن «الحرب على الإرهاب ستستمر في البلاد، لكنني اعتقد أن الوضع سيتحسن بعد الانتخابات»، مضيفا «نحن ننتخب لنبين للعالم أن الشعب هو من يختار قائده». وكان الغائب الأبرز نائب الرئيس فاروق الشرع الذي تعود آخر إطلالة علنية له الى ديسمبر 2012. على خط المعارضة، وصف رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا في مقال نشر له امس في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، الانتخابات بأنها «مزورة ونتيجتها محددة سلفا». وقال «سيعلن الدكتاتور بشار الأسد للعالم هذا الأسبوع إعادة انتخابه كرئيس لسوريا. الدكتاتور لا ينتخب، يجري انتخابات بالقوة والتخويف، وهذان هما الدافعان الوحيدان اللذان يرغمان السوريين على المشاركة في هذه المسرحية». ورأى انه «ستكون لخطة الأسد تداعيات مهمة»، وان الانتخابات ستقدم له «واجهة شرعية سيحاول هو وأربابه في موسكو وطهران استغلالها على الساحة العالمية»، مشيرا الى أن الطريقة الوحيدة للوصول الى حل سياسي هي تغيير ميزان القوى العسكري على الأرض ومد المعارضة بالسلاح. ودانت لجان التنسيق المحلية المعارضة الناشطة على الأرض في بيان «من يؤيد هذا التصويت وسيشارك فيه طوعاً»، معتبرة انه «شريك للعصابة في ارتكاب الفظاعات». وناشدت السوريين مقاطعة الانتخابات «الهزلية»، رافضة كل ما يصدر عنها من نتائج. ويتنافس في الانتخابات ثلاثة مرشحين وهم الرئيس السوري بشار الأسد، بالإضافة إلى عضو مجلس الشعب ماهر الحجار وحسان النوري. وتجرى الانتخابات الرئاسية السورية في ظل إدانة من الأممالمتحدة ودول كبرى تصفها بأنها «مهزلة» تعيق الحل السياسي للأزمة، فيما تعتبر السلطات السورية إجراء الانتخابات قرارا سياديا. وبث الإعلام الرسمي لقطات للمرشحين المنافسين ماهر الحجار وحسان النوري، وهما يدليان بصوتيهما في مركزين آخرين بدمشق. شبام نيوز