وجّه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية إلى بدء استعداداتها لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بعد ستة أشهر. في وقت حذرت مصادر أمنية فلسطينية من تصعيد إسرائيلي قريب في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة، رداً على المصالحة الفلسطينية. ووجه عباس في كتاب إلى رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر إلى «مباشرة اللجنة إجراءاتها الفورية لتكون على أتم الاستعداد والجاهزية لإجراء الانتخابات». وجاء هذا التطور بعد يومين من إعلان حكومة التوافق الوطني، بموجب اتفاق بين حركتي «فتح» والمقاومة الإسلامية «حماس» سعياً لإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007. وأكد عباس أن إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية «من الاستحقاقات الدستورية والسياسية الثابتة التي تعبر عن إرادة الشعب في اختيار ممثليه الشرعيين». ودعا لجنة الانتخابات إلى «التنسيق والتعاون مع الحكومة التي ستقوم بتسخير جميع إمكاناتها للمساعدة في التحضير لإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة، ترقى إلى تطلعات الشعب الفلسطيني في اختيار ممثليه». وأجريت آخر انتخابات فلسطينية للمجلس التشريعي في يناير عام 2006، فيما كانت آخر انتخابات رئاسية أجريت قبل ذلك بعام. من جهته، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، المجتمع الدولي إلى التدخل والضغط على إسرائيل للسماح بعقد انتخابات فلسطينية في القدس الشرقية. وأكد الحمد الله في بيان عقب لقائه ممثلي العديد من الدول الأوروبية والعربية واللاتينية والإفريقية في رام الله أنه من دون القدس لا يمكن إجراء الانتخابات الفلسطينية. من ناحية أخرى، حذرت مصادر أمنية فلسطينية من أن تشهد مناطق الضفة والقطاع تصعيداً أمنياً كبيراً، بسبب حالة الضغط الهائل الذي احدثته عملية المصالحة الفلسطينية على حكومة بنيامين نتنياهو، والاحساس بالفشل والمرارة التي يعيشها جيش الاحتلال والقيادة السياسية في تل ابيب، ما قد يعكس نفسه عملياً على الأرض. وقالت المصادر إن هناك خشية حقيقية من أن تقدم إسرائيل على تنفيذ اغتيال كبير في غزة أو الضفة، ما قد يشعل الأوضاع. وأشارت إلى تصريحات مندوب إسرائيل في الاممالمتحدة، التي صاحبت تقديمه شكوى ضد غزة، بزعم إطلاق الصواريخ، حيث قال إن تل ابيب لن تصمت بعد اليوم على أي هجمات من غزة، وذلك في تهديد واضح وسيراً على نمط الخطوات نفسها التي سبقت عدواني «الرصاص المصبوب» و«عمود السحاب». وأضاف أن «الساعات والأيام المقبلة حاسمة، والفشل الدبلوماسي الإسرائيلي واضح، والاستفزاز على أشده، ويجب على الجميع الانتباه جيداً للتطورات المقبلة». إلى ذلك، شيع الفلسطينيون، أمس، الشهيد علاء عودة في مسقط رأسه ببلدة حوارة جنوب نابلس. واستشهد عودة (30 عاماً) أول من أمس، على حاجز زعترة المقام على بعد كيلومترات قليلة من البلدة، بعد أن أطلق عليه الجنود النار. الامارات اليوم