أشاد قادر مطر نائب الرئيس الإقليمي للمبيعات لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والهند في شركة "بومباردييه" الكندية لصناعة الطائرات ببيئة الاستثمار في دولة الإمارات وبمناخ العمل الذي توفره حكومة الدولة الأمر الذي يجعل من الإمارات وجهة استثمارية رائعة للكثيرين، كما تعتبر الدولة ملاذاً آمناً للمستثمرين من كافة أنحاء العالم، حيث باتت محوراً رئيسياً للاستثمار والتجارة في المنطقة والعالم . كما أشاد في الحوار الذي خص به "الخليج" بتنافسية البيئة الاستثمارية في الإمارات، وأكد أن اقتصاد الإمارات تجاوز الأوقات العصيبة وبدأ في العودة لمساره الصحيح في وقت لا تزال فيه بعض الدول الأوروبية والشرق أوسطية تتخبط في دوامة الأزمة المالية العالمية وغير قادرة على الخروج منها . كما أكد قادر مطر أن تدفق الاستثمارات والأفراد على الإمارات خير شاهد على تعافي الاقتصاد الإماراتي وعلى ثقة المستثمرين بأسواق الدولة . وفيما يلي نص الحوار: كيف ترى بيئة الاستثمار في الإمارات؟ - لا شك أن بيئة الاستثمار في دولة الإمارات ومناخ العمل الذي توفره حكومة الدولة يجعلان من الإمارات وجهة استثمارية رائعة للكثيرين، كما تعتبر الدولة ملاذاً آمناً للمستثمرين من كافة أنحاء العالم، حيث باتت محوراً رئيسياً للاستثمار والتجارة في المنطقة والعالم، وبشكل عام فإنها بيئة ودية للمستثمرين مع وجود بعض الفروقات الفردية التي يمكن للمستثمر أن يجدها في أية دولة أخرى . وأعتقد أن أسواق الدولة حافظت على تنافسيتها إلى حد كبير، وأنا متفائل حيال مستقبل الأوضاع في الإمارات . كيف تنظر إلى الوضع الاقتصادي الراهن في دولة الإمارات عقب خمسة أعوام من الأزمة المالية العالمية؟ - كما نلحظ جميعنا فقد تجاوز اقتصاد الإمارات الأوقات العصيبة وبدأ في العودة لمساره الصحيح في وقت لا تزال فيه بعض الدول الأوروبية والشرق أوسطية تتخبط في دوامة الأزمة المالية العالمية غير قادرة على الخروج منها، وخير شاهد على الانتعاش الذي تشهده الإمارات التدفق الكبير للأفراد والاستثمارات من كافة أنحاء العالم، وهو أمر جيد بالنسبة لنا حيث إن ازدياد أعداد القادمين إلى الدولة سيعزز من قطاع السفر مما سيزيد من عملاء بومباردير في الدولة . ولا شك أن تدفق الاستثمارات والأفراد على الإمارات أكبر دليل على ثقة المستثمرين بأسواق الدولة . ما الأهمية التي تمثلها دبي ل"بومباردييه"؟ - تعد دبي بمثابة نقطة انطلاق هامة وقاعدة متينة بالنسبة لنا، فبنيتها التحتية المميزة واقتصادها الذي يشهد نمواً مطرداً يجعلان منها مركزاً مثالياً لأعمالنا بين الشرق والغرب والشرق الأوسط . ونشعر أن بمقدورنا أن نسهم في نمو إمارة دبي في ظل الإقبال الكبير لقادة الأعمال حول العالم على طائراتنا لتلبية احتياجات السفر لديهم . إلى أي مدى تأثرت الشركة وفروعها حول العالم بالأزمة المالية العالمية، وكيف هو الأداء الحالي للشركة عقب مرور خمسة أعوام على الأزمة؟ - على الرغم من تأثرنا بالأزمة المالية العالمية إلا أننا كنا واثقين من أن الأسوأ بات ضرباً من الماضي وأننا وضعناه خلف ظهورنا، ونتوقع أن نشهد زيادة تدريجية في حجم طلبيات تصنيع وتوصيل طائراتنا حول العالم . كما أننا لم نكتف بمحافظتنا على ريادتنا للأسواق العالمية في مجال تصنيع الطائرات بل عملنا جاهدين لتعزيز هذه الريادة، ونعكف حالياً على تصنيع طائرات جديدة تلبي الطلبات المتزايدة لا سيما مع عودة الأسواق العالمية إلى سابق عهدها، ونتوقع أن نسلم قرابة 180 طائرة أعمال جديدة على مستوى العالم خلال عام 2012 . كيف تنظرون إلى قطاع الطيران الخاص في الإمارات؟ - من غير العدل أن ننظر إلى سوق الطيران في الإمارات ككيان مستقل عن بقية دول العالم، لذا لابد من أن نتناول سوق الطيران من منظور عالمي ومن ثم الاطلاع عليه من منظور إقليمي، وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط نرى أنها منطقة خصبة لطائرات الأعمال . كما أننا نلحظ تحولاً في أنماط الشراء من مجرد مشترين يستخدمون طائراتنا لأغراض شخصية، إلى شركات تشتري طائرات الأعمال لتصبح جزءاً من منظومة نجاحها . أما بالنسبة لتوقعاتنا فيما يتعلق بأسواق الطيران في الشرق الأوسط خلال العشرين عاماً القادمة فإننا نتوقع أن تتسلم المنطقة قرابة 185 .1 طائرة أعمال جديدة 50% منها من الطائرات الكبيرة وبعائدات تقترب من 18 مليار دولار . ما آخر الصفقات التي أبرمتها "بومباردييه" في الإمارات وحول العالم؟ - إن السرية جزء أساسي من عملنا، ومع ذلك فقد أعلنا عن بعض الصفقات هذا العام منها أننا أبرمنا صفقة في يونيو 2012 بقيمة 3 .7 مليار دولار مع Us Fractional Operator NetJets لتصنيع 275 طائرة نفاثة متوسطة الحجم، كما أعلنا في نوفمبر الماضي عن صفقة بقيمة 8 .7 مليار دولار مع "VistaJet" إحدى الشركات المتخصصة في تقديم خدمات الطيران الفارهة والمشغل الحصري لطائرات بومباردييه للأعمال للحصول على 142 طائرة نفاثة كبيرة الحجم من طراز Global . كم بلغ حجم سوق مبيعات "بومباردييه" على مستوى العالم خلال عام 2012؟ - بلغ إجمالي عدد الطلبات التجارية التي تسلمناها لتصنيع الطائرات النفاثة حتى نهاية سبتمبر من العام الحالي 297 طلباً مقارنة ب 206 طلبات منذ بداية 2011 حتى نهاية أكتوبر من نفس العام، أما بالنسبة لجانب التوصيل فقد سلمنا 119 طائرة حتى نهاية الربع الثالث من هذا العام مقارنة ب 115 طائرة حتى نهاية أكتوبر من عام 2011 . هل تخططون للدخول في شراكات مع القطاعين العام والخاص في دولة الإمارات؟ - حالياً ليس لدينا خطط عامة بهذا الشأن ولكننا نتطلع إلى انتقاء أفضل السبل لتعزيز أعمالنا ونموها ولدينا فريق مختص بهذا الأمر . هل واجهتم أية أزمات مالية في الإمارات، وهل تعتقدون أن بنوك الدولة ما زالت متحفظة في الإقراض؟ - على اعتبار أننا أكبر مصنع لطائرات الأعمال النفاثة حول العالم فهذا يعني أننا شركة عالمية، وأننا قادرون على مساعدة العملاء للحصول على تمويل بما يتناسب مع احتياجاتهم وطلباتهم، وإذا رغب العملاء بالحصول على تمويل يتوافق مع الشريعة فيمكننا حينها العمل مع البنوك الإسلامية، كما أننا نحث البنوك المحلية على تمويل طائرات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط . كيف تنظرون إلى بيئة التصنيع في الإمارات؟ - تعد عملية تصميم وتصنيع وتوصيل الطائرات النفاثة أمراً معقداً للغاية، حيث تتضمن هذه العملية شراكات عدة مع المزودين، وتشترط وجود سلسلة توريد متكاملة حقاً، وفي الوقت الراهن فإن خطوط التجميع النهائية الخاصة بطائراتنا تتواجد في شمال أمريكا، ولكننا نتطلع دائماً للفرصة المناسبة لاستكشاف مواقع جديدة بشرط أن تتسم بالتنافسية من حيث كلفة التصنيع . باختصار فإننا نصنع طائراتنا في المملكة المتحدة والمكسيك والولايات المتحدة وكندا، ونعتزم قريباً اقتحام أسواق المملكة المغربية للتصنيع فيها . ما الوجهات الجديدة التي تعتزمون التوجه إليها؟ - نسعى دائماً لخدمة عملائنا واستكشاف أماكن جديدة حول العالم، وكجزء من منظومة عملنا لا يمكننا الإفصاح عن هذه الوجهات في الوقت الحالي . ومع ذلك يمكنني أن أؤكد أن هناك تواجداً متزايداً في الشرق الأوسط، فضلاً عن بعض الدول ذات الاقتصادات النامية في أمريكا اللاتينية والهند والصين وآسيا . هل تعتقدون أن قانون الشركات الجديد في الإمارات سيسهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات للدولة؟ - نظراً إلى التعديل الذي سيحمله هذا القانون فيما يتعلق بملكية المستثمر الأجنبي للشركات فأعتقد أن هذه إشارة جيدة، وأنه سيسهم في زيادة الاستثمارات الوافدة إلى الدولة الأمر الذي سيعزز الطلب على قطاع السفر، وكشركة متخصصة في تصنيع طائرات الأعمال فإننا ندعم أي مبادرة تستهدف دعم قطاع الأعمال في الإمارات . ما تأثير النشاط السياحي القوي في دولة الإمارات في أعمال "بومباردييه"؟ - لا شك أن أي زيادة في النشاط الاقتصادي تسهم في زيادة مبيعاتنا من الطائرات . كم تبلغ نسبة الأيدي العاملة الإماراتية في مكاتب الشركة في الإمارات؟ - حالياً لدينا ما يقرب من 20 إماراتياً يعملون في مكتب "بومباردييه" في دبي في مختلف التخصصات كالمبيعات والتسويق وخدمات العملاء، ويعد هذا المكتب مكتبنا الإقليمي لمساعدة وخدمة العملاء في المنطقة .