تدرس حركة حماس في أروقتها السياسية سبل الرد على - ما اعتبرته قيادات رفيعة فيها - تنصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، من استحقاقات اتفاق المصالحة. غزة (فارس) وترى الحركة في إصرار عباس على عدم صرف رواتب موظفي حكومة إسماعيل هنية في غزة سابقًا، وما تلاه من موقف أعلنه رئيس حكومة الوفاق الوطني رامي الحمد الله، تنصلًا قد يفجّر الأمور. وكشفت مصادر سياسية في الحركة، عن إبلاغ أطراف أوروبية لقيادة حماس قبل أيام من أنه لن يتم صرف رواتب للموظفين العسكريين، فيما سيجري التدقيق في هيكلية الموظفين المدنيين، الذين تم توظيفهم في عهد حكومة هنية. وما يثير استياء قيادة حركة حماس رفض السلطات المصرية فتح معبر رفح البري مع قطاع غزة، رغم تعهد مفوض ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد بأن ذلك سيتم بعد مباشرة حكومة التوافق الوطني لعملها. كل هذا ما سلف يدفع حركة حماس لثلاثة سيناريوهات، أولاها ممارسة ضغط شعبي على عباس كي يفي بما نص عليه اتفاق المصالحة الفلسطينية، وثانيها التصعيد العسكري مع الاحتلال الإسرائيلي في محاولةٍ منها لفكفكة التعقيدات السياسية التي تواجهها. أما السيناريو الثالث الذي يمكن أن تلجأ له حركة حماس في قطاع غزة، فهو حجب الثقة عن حكومة الوفاق الفلسطينية من خلال عقد جلسة للمجلس التشريعي في غزة من جهة، والتصالح مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، وتشكيل حكومة جديدة معه، من جهةٍ ثانية. وترى حركة حماس أن هذه الخطوة يُمكنها أن تضمن لها فتح معبر رفح، باعتبار أن دحلان يمتلك مفاتيحه على أساس العلاقة القوية التي تربطه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إضافةً إلى الدعم المالي الكبير، الذي ستحظى به الحكومة الوليدة من حلفاء الرجل، لاسيما دولة الإمارات العربية. القيادي في حركة حماس إسماعيل الأشقر علّق على ما سبق، قائلًا:" من المبكر الحديث عن سيناريوهات"، مضيفًا لمراسل وكالة أنباء فارس:" سنحمِل عباس على تنفيذ ما تم التوافق عليه". وتابع الأشقر يقول: "نحن في بداية الطريق، ولا نستطيع القول إن المصالحة فشلت، وأننا عندنا نقطة الصفر، رغم أن هناك تحديات ومصاعب ومشاكل تواجهنا". المحلل والكاتب السياسي مصطفى الصواف، أكد أنه لابد من ممارسة الضغوط بكل الوسائل والأدوات على عباس كي يفي بتعهداته وباستحقاقات المصالحة. ورأى الصواف أن موقف القوى والفصائل من ما يجري بين حركة حماس والرئيس محمود عباس وحركة فتح، "على غير ما يرام"، على حد تعبيره. ونوه إلى أن سيناريو التصالح بين حماس ودحلان مستبعد، مشيرًا إلى أن طرح هذا الموضوع فيه "نوع من عدم الإدراك". وكالة انباء فارس