وهي حيرة تزداد ونحن نحتفل باليوم العالمي للغة العربية هذه الأيام, إنها بشكل أكثر وضوحا غياب الهوية اوتغييبها عن قصد.. ونحن أمام واقع هذه الظاهرة كان لابد ان نعيد طرح تلك الأسئلة الحائرة التي تتردد وتتعدد في الثقافة الرقمية كما نلحظها في حياتنا العامة..ويمكن لاي عابر لهذه المنتديات ان يلاحظ غياب الهوية او تغييبها عبر هذا المحتوي الغريب الذي لايرتبط أغلبه بهموم الامة والمخاطر التي تحيط بها. ومع تعدد صور الغياب..نكتفي هنا بصورتين: غياب التعبير الايجابي علي مستوي القراءة والترجمة ثم غياب أدوات رقمية تسعي لتطوير العربية.. نلاحظ الدرجة المخيفة للأخطاء العربية ليس في الكتابات الفكرية او التاريخية وحسب, وإنما في ترجمة العديد من الروايات والكتابات الشبابية المقدمة الينا عبرالشاشة الرقمية وخارجها. الامر يتجاوز الأخطاء اللغوية الي غياب ببلوغرافية كافية للمطبوعات العربية, فمازلنا نعاني من غياب أدوات حاسوبية تسعي الي تطوير اللغة العربية وتسهم في استخدامها الايجابي عبر الشبكات العالمية, ومازلنا نعاني من غياب نظام رقمي لغوي ونحوي في لغة الضاد كالاشتقاق والتصريف.. والاكثر من ذلك انه مع ما يقال من تعرفنا علي الثقافة الرقمية ودورها الكبير في ثورات الربيع العربي ما زلنا نلاحظ ان الواقع يشير ايضا الي حقيقة ثابتة هي ان العربية في الفضاء الرقمي العالمي لاتمثل اكثر من واحد في المائة. فالعربية تقف وراء أو بعد الانجليزية واليابانية والألمانية والصينية والفرنسية والاسبانية والروسية والإيطالية والبرتغالية ثم الكورية, برغم ما نردده من آن لآخر من ان العربية لغة الهوية, وان العربية لغة القرآن الكريم التي يجب ان تسود في جامعاتنا العلمية الي آخر هذه الدوافع التي يجب التنبه اليها عند البحث عن العربية في الفضاء الرقمي اليوم.. اليوم ونحن نحتفل باليوم العالمي للغة العربية.