أكّد الرئيس المصري عبدالفتّاح السيسي عزمه على استكمال خريطة الطريق، مشيراً إلى أنّ البلاد ستعمل خلال المرحلة المقبلة على ترسيخ الحقوق والحرّيات، منوّهاً إلى ضرورة تحقيق التوازن بينهما، ومع ترقّب الشارع الكشف عن هويّة الحكومة الجديدة، تمّ الكشف عن أنّ حكومة رئيس الوزراء إبراهيم محلب جاهزة وأنّ وزراءها سيؤدّون اليمين أمام السيسي اليوم أو غداً، وفيما تمّ الإبقاء على 13 وزيراً على رأسهم وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، رجّحت مصادر الاستغناء عن بعض الوزارات على غرار «العدالة الانتقالية» ودمج حقائب أخرى. وشدّد السيسي، على اعتزام بلاده استكمال كل مراحل «خريطة الطريق» بنجاح، لافتاً إلى أنّ «الدستور الجديد بما كفله من ضمانات للحقوق والحريات سيكون موضع تطبيق خلال الفترة المقبلة من خلال التشريعات والقوانين التي سيضعها مجلس النواب المنتخب». وقال السيسي خلال لقائه وفد مجلس العموم البريطاني أمس، إنّ «مصر ستعمل في المرحلة المقبلة على ترسيخ الحقوق والحرّيات، مؤكّداً في الوقت نفسه ضرورة تحقيق التوازن بين الحريات والحقوق»، موضحاً أنّ «مساحة المصالحة السياسية في مصر قائمة، لكن فقط مع من لم تتلوّث أيديهم بدماء الأبرياء». تفهّم دولة على صعيد آخر، أشار السيسي إلى أنّ «الدولة تتفهّم مشكلات الفئات الضعيفة، ويتعين على الغرب إدراك أن المشكلة لا تكمن في إنكار الدولة لحقوقهم، قدر ما تكمن في نقص الموارد اللازمة لحل مشكلاتهم»، مضيفاً أنّ «الغرب بحاجة إلى تعديل تصوره لمفهوم حقوق الإنسان، والكف عن الانتقاد دون أن تكون هناك إجراءات عملية ملموسة يقدمها للمساعدة في تسوية مثل هذه المشكلات». شيخ الأزهر كما استقبل الرئيس السيسي شيخ الأزهر د. أحمد الطيب ولفيف من علماء الأزهر، ووافق على إنشاء «بيت الزكاة والصدقات المصري» كهيئة مستقلة تابعة للدولة يرعاها الأزهر، مشدداً على أهمية تزويده بآليات متكاملة تضمن من خلالها الدولة حسن إنفاق الأموال في المصارف الشرعية للزكاة ووصول الصدقات لمستحقيها، معبراً عن تطلعه لاضطلاع الأزهر الشريف بدوره في نشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة وتصويب الخطاب الديني سواء في المساجد أو بالمناهج التعليمية أو على مستوى مؤسسات الدولة كافة، معرباً عن دعمه الكامل للأزهر الشريف في الاضطلاع برسالته كاملة. وأكد الرئيس خلال استقباله نائب رئيس مجلس الأمة الكويتي مبارك الخرينج، على رأس وفد يضم خمسة أعضاء من البرلمان، على ضرورة بذل الجهود للحفاظ على سلامة دول المنطقة وأمن شعوبها والدفاع عن الاسلام الحنيف، متقدّماً بالشكر لموقف الكويت الداعم لإرادة وتطلعات الشعب المصري. تشكيل حكومي في شأن آخر، ووسط تكتّم رسمي، انتهى رئيس الوزراء المكلّف المهندس إبراهيم محلب من التشكيل الحكومي الجديد، عقب إجراء تعديلاته في عدد من الحقائب الوزارية، وسط أنباء رشحت بأنّ الوزراء الجدد سيؤدون اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أو غداً في القصر الرئاسي. ووفق مصادر مقرّبة فإنّ محلب عقد سلسلة لقاءات مع عددٍ من الوزراء القدامى ومجموعة من الشخصيات العامة خارج أروقة مقر مجلس الوزراء، أسفرت عن قرار الإبقاء على نحو 13 وزيراً من مجموعة وزراء حكومته السابقة، على رأسهم الوزارات السياسية والأمنية، وأبرزها وزارة الداخلية ووزيرها اللواء محمد إبراهيم. سلسلة مشاورات وكشفت المصادر ذاتها عن أنّه «انتهى من تشكيله الحكومي بعد سلسلة من المشاورات التي تمت بشكل تنسيقي بينه والرئيس عبد الفتاح السيسي»، مشيرة إلى أنّ «محلب كان يعقد اجتماعات بأحد الفنادق تارة وأخرى بأحد مقرات شركة «المقاولون العرب» لاختيار الوزراء»، لافتة إلى أنّه «من المرتقب أن تشمل الحكومة الجديدة نواباً لمحلب لمساعدته وتقديم المشورة والدعم اللازم، إذ سيكونون بمثابة مستشارين للشؤون الاقتصادية والسياسية والدفاع، على أن يكون وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي نائباً لرئيس الوزراء لشؤون الدفاع». استغناء ودمج ورجّحت المصادر الاستغناء عن بعض الوزارات مثل «العدالة الانتقالية»، ودمج حقائب وزارية أخرى، فيما أثير جدل حول بعض الأسماء المطروحة في التعديل الجديد مثل وزير العدل المرشّح لتولي حقيبة الوزارة محفوظ صابر، فضلاً عن وزيرة السياحة المرشحة لتولي تلك الحقيبة أماني الترجمان، فيما من المتوقّع فصل وزارة التجارة والصناعة عن الاستثمار، وإضافة قطاع الأعمال لها لتكون وزارة الاستثمار وقطاع الأعمال، وضم وزارة التموين للتجارة والصناعة. على الصعيد، تردّدت أنباء عن أنّ «التغييرات الحكومية ستشمل مجموعة من الوزارات على رأسها التعليم العالي والنقل والكهرباء والبيئة والري والعدل والعدالة الانتقالية والقوى العاملة، مع تجدّد التأكيدات أنّه لا مساس بالوزارات السيادية مثل الدفاع والداخلية والخارجية». إلغاء واستحداث ثارت تكهّنات عن أنّ الحكومة الجديد لن تشمل وزارة للإعلام طبقاً للدستور الجديد، على أن يحل محلها المجلس الأعلى للإعلام. ومن المرجّح خروج وزيرة الإعلام درية شرف الدين من التشكيل الجديد، فيما تحدثت تقارير إعلامية حول استحداث وزارات جديدة للعشوائيات وتنمية سيناء والمشروعات الصغيرة، بينما تحدّثت تقارير أخرى عن استحداث وزارة للمرأة. البيان الاماراتية