نتنياهو يتهم حركتي الجهاد وحماس .. الاحتلال يعتقل العشرات بالضفة في محاولةٍ لحل لغز جنوده المختطفين كثفت أجهزة الاستخبارات وجيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات بحثها عن الجنود الثلاثة الذين اختفت آثارهم ليل الخميس الماضي، قرب مستوطنة "كفار عتصيون" بمحاذاة مدينة الخليل، جنوب الضفة المحتلة. القدس المحتلة / رام الله (فارس) وشن جيش الاحتلال الليلة الماضية عمليات اعتقال واسعة في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، في محاولةٍ لحل اللغز، الذي يحيّر أجهزة الأمن الإسرائيلية بشأن اختفاء الجنود الثلاثة. وطالت الاعتقالات نوابًا في المجلس التشريعي الفلسطيني، ووزراء سابقين، وقيادات وكوادر في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وناشطين في إطارهما الطلابي بالجامعات، وأسرى محررين. ومن أبرز المعتقلين، القيادي والنائب عن حركة حماس حسن يوسف، القياديين في الجهاد الإسلامي طارق قعدان، وجعفر عز الدين، ووزير شؤون الأسرى السابق وصفي قبها، ووزير شؤون القدس السابق خالد أبو عرفة وآخرين. إلى ذلك، أصدر وزير الحرب الإسرائيلي موشي يعالون أمراً بإغلاق شامل لمناطق الضفة الغربية يبدأ من منتصف الليلة الماضية، وحتى إشعارٍ آخر. وأعقب هذا القرار عمليات مداهمة واسعة من قبل جيش الاحتلال لقرى وبلدات بمحافظة الخليل التي يفرض عليها طوقٌ أمني، في محاولةٍ للوصول لطرف خيط عن الجنود الثلاثة المختطفين. وأشار المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أليكس فيشمان، إلى أن الجيش الإسرائيلي يحشد قوات برية في الضفة. واستبعد فيشمان أن تكون تلك الحشود من أجل إنقاذ الجنود المخطوفين، وذلك لأنه لم يتم العثور أبدًا على معلومة تقود إليهم، منوهاً إلى أن هذه العمليات هي "في أفضل الأحوال تظاهرة قوة مقابل الفلسطينيين وتمرير رسالة مهدئة إلى الجمهور الإسرائيلي". ولفت إلى أن السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، تبذل كل ما بوسعها وكل ما تسمح "إسرائيل" لها بفعله من أجل تقليص الضرر الذي لحق بها، وأداء هذه الأجهزة مقابل نظرائها الإسرائيلية يدل على أنها ستكون مسرورة بأن تنهي بنفسها هذه القضية، وتعتقل الخاطفين. وبحسب فيشمان فإن هذه القضية تشكل الاختبار الكبير لحكومة بنيامين نتنياهو، واختبارًا للحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة، التي يفترض أن تتخذ قرارات لإنهاء الأزمة من دون تحطيم كافة المصالح الإسرائيلية. وكان نتنياهو قد صرّح الليلة الماضية بأنه "لا يمكن الإفصاح عن كل ما يدور في عمليات البحث عن المستوطنين المختطفين"، مؤكدًا أنه تم أسرهم من قبل ما وصفها ب "منظمة إرهابية". وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي عقده برفقة وزير الحرب موشي يعالون وقائد أركان الجيش بيني غانتس إنه "قرر استخدام كل الوسائل المتاحة للعثور على المختطفين، ومنع نقلهم لقطاع غزة"، مشيرًا إلى أنه سيطالب السلطة الفلسطينية بالعمل على الإفراج عنهم، بما أن الذين قاموا بعملية الأسر خرجوا من مناطق السلطة، وبالتالي فإن أبو مازن مسؤول عن عملية الأسر. وأضاف: "حركتا حماس والجهاد الإسلامي تعهدتا بإبادة "إسرائيل"، وطوال الوقت يتعهدون بأسر وقتل أبناء الشعب الإسرائيلي". من جانبها، كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية عن تلقي الشرطة بلاغًا باحتمال وقوع عملية اختطاف مساء الخميس الماضي، غير أن هذه المعلومات لم تنقل إلى الجيش، وبالتالي لم تبدأ أعمال التمشيط بحثًا عن المخطوفين إلا الساعة السادسة من صباح يوم الجمعة. / 2811/ وكالة انباء فارس