الاثنين 16 يونيو 2014 10:30 مساءً صنعاء ((عدن الغد)) خاص: الفوضى في البنية الثقافية أثناء الثورة ، تهيئ لبيئة مضنية وان الرؤية من خلال أعمدة الدخان المتصاعدة في الشارع الذي يزداد صخبا تجعل من المشهد متحركا إلى حد الانزلاق نحو متاهات من العنف والمكايدات. نستطلع في الأسطر التالية أراء بعض المثقفين محاولين فهم فكر التغيير الثوري كما يرونه . استطلاع : أمل عياش حافظ مصطفى علي القائم بأعمال مركز عدن للثقافة والتراث المثقف ليس براجماتيا أن المثقف الحقيقي هو الذي يملك رؤية واضحة تجاه مايعتمل على الساحة اليوم ، ربما لايملك الإجابات لكنه يملك الإرادة والقدرة على الصمود وعدم الانجرار وراء الجوقة أو القطيع الذي ينقاد نحو بريق السلطة المخادع. أن المثقف الحقيقي يدرك لماذا يقبع في الصفوف الخلفية ويدرك تماما الواقع أو البيئة التي تخلق الفعل التغييري المبتور والناقص ، ولكنة لا ينتهز الفرصة أو يملئ على حساب المجتمع أو الطبقة المسحوقة . المثقف اليوم يحمل في سلوكه ذلك الهم الذي انطلق مع ثورات العالم منذُ الاشتراكية والصحوة الأولى لبزوغ الإسلام وهو بالتأكيد ليس براجماتيا ولكنه يؤمن بأن للثورة مبادئ . د. مبارك سالمين رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في الأمانة المثقفون دعاة التغيير لا حركة ثورية بدون عقل بدون حركة ثقافية موازية , والثقافة هي التي تضع الاستراتيجيات العامة التي تؤطر الفعل الثوري لأن المثقفين هم دعاة التغيير وقادة التحوّل الاجتماعي فمعظم الثورات بشر بها الشعراء والكتاب والمثقفون عموما . والمثقف الحقيقي هو الذي يقف بفكره وثقافته إلى جانب قيم الحق والعدالة والمواطنة المتساوية , يقف إلى جانب الخير والكرامة الإنسانية في وطنه أما مثقفي السلطة فهم أناس يتسمون بالانتهازية والبرجماتية لتبرير ظلم السلطات وعسفها ولتنويم الجماهير وإطالة غفلتها. نادرة عبد القدوس كاتبة وصحفية / عدن ج) أربعة أنواع من المثقفين تُعلِّمنا دروس التاريخ السياسية أن ما من فعل ثوري إلا ويسبقه فكر ووعي ثقافي يمهد الطريق نحو التغيير ورسم ملامح الغد الجديد ، ومنذ العقود الماضوية حتى اليوم ، والمثقف يناضل ، بما أوتي من قوة بصيرة وتماهي مع واقعه ، من أجل إماطة اللثام عن الحقيقة ، وتعرية السلطة البابوية والكهنوتية والفاشية المستبدة ، وإلغاء استعباد الإنسان لأخيه الإنسان . قاوم المثقف في كل الأزمنة والعصور ، وفي كل بقاع الأرض ، فكان هناك روسو وفولتير وبوشكين وابن خلدون وابن رشد وقاسم أمين ومحمد علي لقمان ونور حيدر سعيد وماهية نجيب ورضية إحسان الله والبردوني ولطفي جعفر أمان وغيرهم كثُر ، الذين أوقدوا جذوة الفعل الثوري في النفوس ، وكانت كلماتهم ومواقفهم ومناداتهم في التغيير واختراق التابوت السياسي والاجتماعي نبراساً ينير الطريق للناس ، ثم كان الفعل الثوري الذي يهدف إلى تجديد العالم القائم على فكرة تحرير الإنسان من ربقة الظلم والفساد والتخلف. وعندما نتحدث عن دور المثقف في الفعل الثوري ؛ فنعني ذلك الدور النضالي الفعلي في إحداث التغيير المنشود الذي يحلم به السواد الأعظم من الناس في وطننا العربي ، الباحث عن قوميته العربية المتلاشية. وتكمن المشكلة وهي خلاصة عصر العولمة المهيمنة على العالم كله في وجود أربعة أنواع من المثقفين العرب ، النوع الأول يقف نضاله الثوري في ترديد الشعارات والخطب الرنانة ، وتبادل الأفكار والآراء عبر شبكة التواصل الاجتماعي ، في حين يتطلب الوضع المحموم في الوطن العربي خروج هؤلاء المثقفين إلى الشارع والمشاركة الفاعلة من أجل التغيير . فيما يقف الثاني في عتبة السلطة تاركاً ظهره لما يجري في الشارع الثوري ، الرافض إبقاء مستنقعات الفساد والظلم وطيف القبلية والعشائرية الممقوتة لتتحكم في مصيره . أما النوع الثالث فهو المتردد في اتخاذ الموقف الثوري ، أما النوع الأخير فهو المنكفئ على ذاته ، ويكتفي بالفرجة من بعيد بصمت غريب . والنوع الأول أي مثقف السلطة هو الأكثر بشاعة ، فهو الذي تعتمد عليه السلطة السياسية في تزييف الحقائق وتلميع وجهها ، وإظهار الباطل حق والحق باطل . هذا هو مثقف السلطة الباحث عن فتات السلطة ، وهو إن تحمل عليه يلهث ، أو تتركه يلهث ، وهو المرغوب دائماً في كل الأنظمة ويتواكب مع كل الألوان كالحرباء . وما أبشع ما قاله أحد هؤلاء اللاهثين خلف السلطة اليمنية الفاسدة ، يوماً ، عبر قناة عربية إخبارية في أحد برامجها ، إذ كان يتحدث فيه عن الطاعة العمياء لولي الأمر والخنوع للحاكم ، وأن من يعارض الحاكم يُعد من أعداء الله وولي الأمر. فهل ننتظر الفرج للشعوب العربية ، وبين ظهرانينا أمثال هؤلاء اللاهثين وراء سراب السلطة المُقيتة ، ومخرجاتها النتنة ؟ حقيقة لا ندري متى ستعيش الشعوب العربية الاستقرار السياسي والاقتصادي وحياتها المرفهة ، كبقية شعوب الدنيا المتقدمة؟ ولكن أملنا في الله عظيم وفي المثقفين الحقيقيين الذين وهبوا حياتهم من أجل إحداث التغيير الجذري في البلاد ، والسعي من أجل حياة كريمة لبني آدم ، دون تمييز في اللون والجنس والدين ، ونشر السلام والأمن والاستقرار. جمال كرمدي فنان مسرحي تجريد الفعل الثوري من الايدلوجيا من المؤسف جدا أن الفعل الثوري لا يحمل أهداف استراتيجية واضحة المعالم والرؤى نحو أفاق مستقبل الدولة المدنية الحديثة التي جاءت من أجل إسقاط نظام دكتاتوري أعتمد على عسكرة السلطة بعقليتها القبلية المتزمنة التي أودت بالبلاد والعباد إلى نفق مظلم .. كنا نتوقع من الثورة الشبابية أن تكون نحو التغيير البنيوي من أعلى إلى أسفل السلطة ونظرا لقيادة دور الثقافة في الحراك الثوري انعدمت الرؤية وغابت مسألة الشفافية والوضوح في المسار الثوري وكلما يفعله الحراك الثوري انما هو فرصة سياسية الأمر الواقع ليس إلا دون مستقبل لهذه الأمة المكابدة والتي عانت ويلات النظام الدكتاتوري وأجهزته القمعية .. كان من المفترض على الفعل الثوري أن يضع الثقافة أساسا داعما لتوعية افكار وأهداف الثورة بين أوساط الجماهير ولكن في غياب دور الثقافة والمثقفين والمبدعين أصبح الفعل الثوري مجرد من وعي أو فكر ايديولوجي . اما حول مثقفي السلطة فأنهم أشبه بأرجوزات تستهلكهم السلطة لإفراغ رؤيتها السياسية ليصبحوا مجرد أبواق تنضخ في الهواء لصالح النظام .. أن الفعل الثوري يجب أن يحرر العقل والفكر من منظومة تقليدية عفا عنها الزمن إلى منظومة إيديولوجيا ترتقي بالفعل والفكر نحو الحداثة والخلق والإبداع ولا تقيده وتكبله لإملاءات سياسية وتبغية منفعية ليس إلا .. المؤلف والكاتب عياش علي محمد بنية الثقافة الثورة بدون ثقافة لا تنتج إلا الفوضى والثقافة علم معرفي له ابعاد نوعية تستطيع أن تنتشر في أوساط المجتمع وتحدث التغيير المنشود . والثقافة بدون استراتيجية في التنمية والموارد البشرية لا تأتي بالطموح المراد تحقيقه .. وكما كانت النخبة الحاكمة تشجع على نمو الثقافة فأنها تتسع لتصل كل أطراف المجتمع . والمدن والعواصم يجب عليها بالضرورة بناء دور للثقافة وتصور ثقافية وحدائق ومتنزهات وشوارع مشجرة وسينمات ومسارح ومكتبات . وإذا لم توجد هذه الأشياء في أي عاصمة أو مدينة لاتعد أنها توجد لديها ثقافة .. الإعلامي والكاتب محمد عبد الرحمن الثقافة هي العناية بالإنسان الثقافة في الشكل والمضمون تعبير عن هدم البنية الاجتماعية التي سبق وقتها . وتحاول بناء بنية جديدة تليق بهذا العصر الجديد ، والثقافة تعتمد على الإنسان و اذا أهمل الإنسان فأن الثقافة تتوارى نحو الأعمال التي ... للثقافة دورها الفعال في الحالات الطبيعية أما في حالات ترتفع أصوات الرصاص و قذائف المدافع و الصواريخ فإنها تخفت حتى تكاد تضيع أو لا تسمع وان سمعت فأنها تظل مشوشة غير واضحة الأفق و الهدف كالسحاب الذي لا يكاد يرى منه سوى لونه لكنك لا تقدر على تأكيد هطول المطر من عدم هطوله. علي الذرحاني – رسام وكاتب مثقفو السلطة مداحو القمر دور الثقافة في الفعل الثوري اليومي هو دور تنويري وتعريف الناس بهذا الفعل وبأهمية التغيير وتحريك الجمود والركود الذي هو رمز للفساد والموت ودور الثقافة هذا هو جزء من الفعل الثوري لأن الثورة لا تقام بالسلاح فقط والانتفاضة والاحتجاج بل الثورة والفعل الثوري يكون بالكلمة والمنطق والحجة والعلم والتخطيط وبالنصيحة والموعظة وبكل الوسائل المعرفية والثقافة وتكون بالأغنية والقصيدة والمسرحية والكتاب واللوحة الفنية وبكل الوسائل الفنية والثقافية والإبداعية . وطبيعي فإن لكل ثورة أهداف قامت من أجلها وتتواكب الثقافة مع هذه الأهداف : أما مثقفي السلطة فهم مثل مداح القمر ومثل (الدوشان) الذي يحضر العرس والفرح من أجل مدح العريس لكي يحصل منه على شيء أو يجود عليه مقابل ذلك المديح والإطراء في الزفة . الإعلامي والفنان المسرحي شكري عبدالله توفيق الصمت والنفاق في الماضي كان المثقف ينذر ويبشر بالثورة والتغيير كما فعل فولتير في فرنسا وتولستري ودستوفسكي وبوشكين في روسيا والكواكبي في المشرق العربي وكما بشر البردوني وعبده عثمان والجرادة ولطفي أمان وإدريس حنبلة بالثورة في الوطن وفي عدن كان المثقف وهكذا كانت الثقافة ولكن في زماننا هذا نرى المثقف للأسف متخاذل متخفي ومتردد في الفعل الثوري وأصبح دوره دورا مجاملا ومنافقا ومترددا فلما لم نسمع للمقالح ( عبدالعزيز) كلمة واحده في الثورة ولماذا لم نسمع لاتحاد الأدباء والكتاب بيان واضح عن موقفه وموقعه من الثورة في الجنوب أو في الشمال ولو كان الجاوي حيا لسمعنا ولرأينا مسيرات باسم الأدب والثقافة وهكذا بالنسبة للفنانين اليمنيين الذين كانوا أول من نادى بالثورة على الظلم نراهم اليوم صامتين بحكم الوظيفة والخوف من طرده منها . عدن الغد