محمد أحمد البيضاني هناك عامل مهم في الإبداع الفني والأدبي وحتى السياسي ، ولعبت المرأة دورآ هاما في بعث هذا الإبداع والخلود الفني والأدبي والسياسي في حياة المبدعين. تميزت المرأة الروسية بجمال طاغي وعواطف جياشة وأمومة حنونة ، فالمرأة الروسية تحب الأطفال وإنجاب الأطفال، ويتميز الروسي بحبه العميق لوطنه وكل ما يرمز إلى روسيا ، كان الإبداع الفني والأدبي في روسيا له الصدارة في أوروبا حتى جاءت الثورة الروسية التي لم تهتم بالإنسان وأهتمت بالآلة فأنتهت ولم تستمر ، ولكن بقت في روسيا قبل الثورة كل الإنجازات العظيمة في الفن والأدب والكثير من المجالات التي ساهمت في صنع الحضارة الإنسانية. كانت الروايات والسيمفونيات العظيمة التي صاغها الروس ما زالت حتى يومنا هذا متداولة بين الناس بالرغم من مرور الزمن، ومعظم هذه الروايات الخالدة قد دخلت عالم السينما،ولعبت السينما المصرية دورآ كبيرآ في تحويل الروايات إلى عمل فني سينمائي رائع ، وأيضا لعبت السينما الغربية نفس الدور. مؤلف سيمفونية شهرزاد .. ألف ليلة وليلة الموسيقي الروسي نيكولاي ريمسكي كورساكوف الذي كتب له الخلود في تلك السيمفونية وكانت هناك قصة حب رائعة خلف هذا العمل ، إن الإبداع الفني والشعر لا يأتي من فراغ بل من وحي عيون جميلة وصدر إمرأة يهز قلب الفنان أو الشاعر أو الكاتب ليبدع ويقدم تلك الأحاسيس الرقيقة في عمل فني .. إن الإبداع يأتي من ثورة نهد يشعل النار في كيان فنان. نيكولاي ريمسكي كورساكوف 18 مارس 1844 – 21 يونيو 1908 . ولد في تيخفين بالقرب من سانت بطرسبرج ودرس في الأكاديمية البحرية ، وكان له الفضل في التعريف بالمدرسة الموسيقية الروسية في المعرض الدولي الذي أقيم في باريس عام 1889 ، ثم تجلت أعماله الأوركسترالية وكان أشهرها شهرزاد ، حاول أن يعود بالموسيقى إلى الأصول الشعبية وهي الأغاني الفولكلورية والأناشيد الدينية الأرثوذكسية التي أستنبط منها روح الشرق ، أدرك أن الإلهام الروحي أتى من الديانات في الشرق مهبط الديانات السماوية. سيمفونية شهرزاد ما زلت حتى يومنا تشكل الموسيقى التصويرية لكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية أولجا إفيسكايا عشيقة الكاتب العظيم بوريس باسترناك والتي رمز لها باسم لارا عشيقة الدكتور زيفاجو ، تلك المرأة الجميلة القوية التي وقفت أمام طغيان الدولة الروسية وقامت بتهريب الرواية لترى النور في الدول الغربية ويسمع بها العالم ، أولجا صاحبة العيون الجميلة التي سحرت باسترناك ليكتب تلك الراوية الهامة في تاريخ الأدب الروسي. ولكن من هي ملهمة سيمفونية شهرزاد التي ألفها كورساكوف، قيل إنها كانت سيدة معروفة ولكن تكتموا في الأمر لأسباب كثيرة. حين أسمع السيمفونية أشعر بأني أسير في شوارع بغداد وشهرزاد تحكي حكاياتها التي سستبقى على مر الزمن - قصص الحب في قصور الشرق والنغم ينقل المستمع إلى عالم حوريات يسبحن في بحيرات العطور وليل البخور . لم يحدث مثل هذا الإبداع في دنيا الفن .. حين تسمع السيمفونية تحلق في عوالم بعيدة المدى .. عالم سحري .. إنه سحر الشرق. العبقرية الخالدة هي أن كورساكوف لم يذهب قط إلى الشرق فكيف أستطاع أن يصور شهرزاد كأنها حقيقة واقعة .. كيف همس من خلال اللحن بالحب وجعلك تسير في شوارع ألف ليلة وليلة . من صنع هذا الإبداع .. عيون روسية فاتنة ألهمت هذا الفنان. كاتب عدني ومؤرخ سياسي من الجنوب العربي القاهرة