عقيل الحلالي صنعاء شن الطيران اليمني، أمس الثلاثاء، غارات على مواقع يتمركز فيها مقاتلو جماعة الحوثيين في جنوب محافظة عمران (شمال)، بينما توسعت دائرة المعارك بين القوات الحكومية وقبائل محلية من جهة والمتمردين الحوثيين، من جهة ثانية، في محافظة صنعاء، لتصل إلى بلدة «بني مطر»، التي تبعد كيلومترات قليلة إلى الغرب من العاصمة. وذكر مصدر في الجيش وسكان محليون ل(الاتحاد)، أن مقاتلات تابعة للطيران الحربي شنت غارات مساء أمس على تجمعات الحوثيين في جنوب وجنوب شرق مدينة عمران. وقال مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع المرابط جنوبعمران، :«نفذ الطيران ثلاث غارات على مواقع الحوثيين» في بلدة «عيال سريح» . وأفاد سكان بأن الغارات «استهدفت تجمعات الحوثيين في مناطق السلاطة، سحب، بني ميمون، بني الزبير، وعمد». وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس: «إن الغارات هدفت إلى تخفيف الضغط عن مواقع الجيش في جبل ضين التي تتعرض لهجمات متكررة من قبل الحوثيين، في محاولة للاستيلاء على الجبل الاستراتيجي بسبب موقعه المطل على الطريق بين عمرانوصنعاء». وكان الجيش اليمني قد أعلن في الرابع من الشهر الجاري اتفاقاً لوقف إطلاق النار بعد يومين على غارات استهدفت مواقع الحوثيين في عمران، قبل أن تتجدد المعارك هناك، وفي بلدة «همدان» شمال العاصمة صنعاء يوم الأحد الماضي. وأكدت مصادر في الجيش مقتل عشرات الحوثيين في المواجهات المحتدمة حتى مساء أمس في محيط جبل «ضين» وفي جبل «المحشاش»، شمال عمران، مشيرة إلى أن القوات العسكرية المتمركزة في جبل «ضين» قصفت الليلة قبل الماضية مستودع أسلحة تابعة للحوثيين في منطقة «عمد»، ما أدى إلى وقوع انفجار عنيف، أسفر عن سقوط عدد غير معروف من القتلى في صفوف الحوثيين. وأدت المواجهات بين الجيش والحوثيين هناك لإغلاق طريق عمرانصنعاء لساعات أمس، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن محافظتي عمران وحجة (شمال غرب) منذ الليلة قبل الماضية، بعد أضرار لحقت بخطوط نقل الطاقة بالقرب من جبل «ضين». وقال مسؤول في وزارة الكهرباء والطاقة، في بيان رسمي، إن «العمليات العسكرية بين الجيش والجماعات المسلحة بالقرب من منطقة الاعتداء، حالت من دون تمكن المهندسين من الوصول إلى المنطقة لإصلاح الأضرار». وأسفرت المواجهات الدائرة بين الطرفين في عمران في الثماني والأربعين الساعة الماضية عن سقوط 25 مسلحا قتلى من جماعة الحوثيين وإصابة 30 جريحاً، حسبما ذكر مسؤول محلي نقلاً عن مصادر في الجماعة المذهبية التي تنامى نفوذها بشكل كبير في شمال البلاد بعد إطاحة الرئيس السابق علي عبد الله صالح مطلع 2012 تحت ضغط احتجاجات شعبية طالبت بالديمقراطية، واستمرت 13 شهراً. في غضون ذلك، احتدم القتال بين القبائل المحلية المدعومة بوحدات من الجيش والحوثيين في بلدة «همدان»،واندلعت المواجهات في منطقة «ضروان» ليل الاثنين الثلاثاء، واستمرت حتى مساء أمس، من دون أن ترد معلومات مؤكدة بسقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين المتمركزين على هضبتين المسافة الفاصلة بينهما تُقدر ب2 كيلومتر. في هذه الاثناء، عزز الحوثيون وجودهم المسلح في بعض مناطق بلدة «همدان»، حيث شوهد العشرات منهم يتمركزون في عدد من الهضاب بمنطقة «حاز» التي شهدت قبل أسابيع مواجهات بين الجماعة الشيعية ومقاتلين محليين مواليين لحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، الشريك في الائتلاف الحاكم وعلى صلة بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. وأبلغ مصدر قبلي محلي (الاتحاد) بأن الحوثيين تمركزوا أيضاً في بقايا منزل مدمر منذ المواجهات السابقة ويملكه الزعيم القبلي المحلي والقيادي في حزب الإصلاح، قناف القحيط، مشيراً إلى أن الحوثيين هددوا سكان محليين بالقتل وتدمير منازلهم في حال السماح لمن وصفوهم ب«التكفيريين» بالتمركز في بعض الهضاب القريبة من منازلهم. واتسعت أمس دائرة المعارك في محيط العاصمة صنعاء لتصل إلى بلدة «بني مطر» المتاخمة للعاصمة من جهة الغرب، بحسب مصادر قبلية ووسائل إعلام محلية. وتشهد العاصمة صنعاء توتراً غير مسبوق بين الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، وسلفه صالح على خلفية تنازعهما أحقية حراسة مسجد «الصالح» القريب من القصر الرئاسي جنوبالمدينة، ويعد أكبر مساجد اليمن. وواصلت قوات من الحماية الرئاسية، أمس، لليوم الرابع على التوالي، محاصرة مسجد الصالح الذي يتحصن بداخله مئات من أفراد حراسة الرئيس السابق الذي يقود حزب «المؤتمر الشعبي العام»، أكبر الأحزاب السياسية في البلاد، فيما يتولى هادي المنصب الثاني فيه. والتقى قياديان بارزان في حزب المؤتمر، مقربان جداً من صالح، أمس، السفير الروسي بصنعاء، فلاديمير بتروفيتش ديدوشكين، ونائبة السفير الأميركي، كارين ساهارا. وذكر موقع حزب «المؤتمر»، أن الأمينين العامين المساعدين للحزب، سلطان البركاني، وعارف الزوكا، قدما للسفير الروسي ونائبة السفير الأميركي، في لقاءين منفصلين، شرحا مفصلاً عن طبيعة الأوضاع والتطورات في العاصمة صنعاء، وأنهما أبلغا الدبلوماسيين الأجنبيين تخوفهما من أن «تؤثر هذه التطورات على أمن واستقرار العاصمة وحياة أبنائها ومستوى معيشتهم». واستقبل الرئيس السابق أمس في قصره الشخصي وسط صنعاء عشرات من زعماء ورجال القبائل المواليين له الذين أكدوا «تأييدهم» لصالح ضد ما وصفوه ب«التصعيد السياسي وتسميم أجواء الوفاق الوطني»، والعملية الانتقالية التي تشرف عليها دول الخليج العربية والدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي. ودعا مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمس، القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية كافة في اليمن إلى وضع مصلحة البلاد «فوق المصالح الذاتية». كما طالب المجلس في بيان- أصدرته بعثته الدبلوماسية في صنعاء، ونشرت وكالة «سبأ» اليمنية الرسمية مقتطفات منه- القوى اليمنية ب«النأي عن التجاذبات والمناكفات السياسية غير المجدية ووقف العنف والصراعات العبثية»، مشدداً على ضرورة استشعار هذه القوى «المسؤولية الوطنية في المساهمة بتوفير الأجواء المواتية لاستكمال تنفيذ ما تبقي من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتطبيق بنود المرحلة الثالثة من المبادرة، بما يكفل إنجاح التحول السياسي». وحذر البيان من «مغبة أي محاولات تستهدف تقويض العملية السياسية القائمة في اليمن، استناداً إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية أو إعاقة الجهود الهادفة إلى تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني»، مؤكداً أن دول مجلس التعاون ستعمل عبر بعثة المجلس في اليمن مع بقية الأطراف الراعية للمبادرة «للتصدي لأي محاولات في هذا الصدد». وجددت بعثة مجلس التعاون الخليجي في صنعاء دعم دول المجلس المطلق «للإجراءات والقرارات كافة» التي تتخذها القيادة السياسية اليمنية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، بهدف «تعزيز أمن واستقرار اليمن، والمضي قدماً في تنفيذ المبادرة الخليجية»، مشددة في الوقت ذاته على أهمية الحفاظ على الروح التشاركية والتوافقية بين مختلف المكونات السياسية والمجتمعية اليمنية. وأكدت أهمية التسريع بوتيرة تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، الهادفة إلى مكافحة الفساد، وتحسين الظروف المعيشية والإنسانية، والدفع بالأوضاع الاقتصادية في اليمن نحو الاستقرار المنشود. ودعت بعثة مجلس التعاون الخليجي في ختام البيان وسائل الإعلام اليمنية إلى الاضطلاع بدور محوري وفاعل في دعم وتعزيز روح التوافق الوطني، والمساهمة في توطيد عرى اللحمة الوطنية، انطلاقاً من القيم والمبادئ المهنية. شبام نيوز