3 محددات تتصارع بقوة في اختيار طلاب المرحلة الثانوية مستقبلهم الأكاديمي ومساراتهم الدراسية وهي الطموحات الشخصية، ورغبات الأهل، ونصائح الأصدقاء. تلك الحقيقة رصدتها الراية عبر استطلاع رأي عدد كبير من طلاب الثانوية والمرحلة الجامعية، الذين أكدوا أن هناك ضرورة لتغيير تلك العوامل التي ترسم طريق المستقبل للشباب، خاصة في ظل متغيرات المجتمع والتي تتراجع معها الطموحات الشخصية ورغبات الأهل وآراء الأصدقاء أمام احتياجات سوق العمل. وأكد عددٌ من الطلاب والأكاديميين في جامعة قطر أن ربط مخرجات التعليم بسوق العمل يحتاج توفير المزيد من الوعي الأكاديمي لدى الطلاب بالمرحلة الثانوية لمساعدته على الاختيار الصحيح للتخصص. وأشاروا إلى ضرورة خضوع الطالب للتوجيه والإرشاد الأكاديمي والمهني داخل المدارس الثانوية، لأن الطالب إذا وصل للمرحلة الجامعية دون امتلاك الرؤية للمستقبل سيخضع لتوجيه الآباء والأصدقاء وهذه الأمور تؤثرعلى قراره. وشددوا على ضرورة اختيار الطالب بنفسه توجهاته الجامعية وفق طموحاته الشخصية، فهو المسؤول بالدرجة الأولى عن اختياراته ومستقبله. وأكدوا أن الأسرة الواعية هي التي تترك الحرية للطالب أن يختار بملء إرادته ما يطمح إليه من تخصص وأن تناقش رغباته دون الإلزام أو فرض الرأي على تخصص بعينه إرضاء للمجتمع أو الوظيفة وانعكاسًا لعمل والده في الطب أو الهندسة أو الصيدلة أو المحاماة، وربما يكون نسخة فاشلة من الأب في هذه المهن. د.علي الكبيسي: الآباء يفرضون التخصص الجامعي على الأبناء يؤكد الدكتور علي الكبيسي رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر،أن على الطالب أن يختار تخصصه بنفسه،فكثير من الآباء يفرضون الكلية والتخصص الجامعي على الأبناء وهنا تقع الإشكالية،والأسوأ إذا تدخل الوالدان ووصلا إلى حد الفرض هذا قد يكون فيه عكس رغبة الطالب. وأشار إلى أن السؤال الأهم: هل وصل الطالب إلى مرحلة تمكنه من الاختيار، لافتا إلى أن على الطالب خلال دراسته الثانوية تجميع معلومات تساعده على الاختيار الصحيح وهذا يخضع لعملية توجيه داخل المدارس الثانوية والمفروض أن يكون هناك توجيه مهني في المرحلة الدراسية الأخيرة حتى يستطيع الطالب أن يحسن الاختيار لأن الطالب إذا وصل الجامعة بدون توجيه مهني لا شك أنه سيخضع لتوجيه الآباء والأصدقاء وتوجيه بعض المدرسين في المدرسة وكل هذه الأمور تؤثر على قراره، فمن الأفضل والأولى أن يختار الطالب بنفسه وهناك عامل آخر يمكن أن يؤثر فيه وهو سوق العمل لابد أن يراعى عند الاختيار كل هذه العوامل التي تساعد في تكوين اختياره، مؤكدا أن الطالب إذا حسب هذه العوامل والمؤشرات قد ينجح في اختياره، فهو المسؤول عن اختياره وهو المسؤول عن مستقبله. وقال: القرار الأخير يرجع له، وعليه أن يختار ما يناسب اهتماماته ورغباته لكن لابد من توفر عوامل تساعده، صحيح أن معلوماته قليلة لكن يجب أن يختار بشكل صحيح حتى تسير مسيرته الجامعية بشكل صحيح وإذا اختار خطأ فإنه سيتعثر بمعنى أنه سيعمد إلى تغيير تخصصه أكثر من مرة. منوها أن دولة قطر بحاجة إلى كل التخصصات ثلاثية الاختيار. د. حبيب بوهرور: الأسرة وسوق العمل والمهارات تحدد مستقبل الطلاب يقول د. حبيب بوهرور منسق برنامج ماجستير اللغة العربية وآدابها: هناك ما يعرف ب"فرديرك زافيه" الذي يحدد ثلاثية الاختيار التي تحدد مستقبل الطالب، وهي سوق العمل أوما يسميها البيئة المنتجة، ثم بعد ذلك البيئة الحاضنة - العائلة لأن الطالب في هذه المرحلة من العمر شئنا أم أبينا مازال في مرحلة مراهقة بين 16 و18 سنة حتى رغبة الاختيار لديه من ناحية سيكولوجية هي رغبة متأثرة بالمحيط بالأصدقاء وبمحيط قناعات لم تكتمل بعد، فلهذا دائمًا يجب أن يبنى التوجيه داخل البيئة الحاضنة وأقصد بها العائلة. فمثلاً يقول طالب إنني سأدرس الصيدلة أو القانون أو المحاماة أو الهندسة ولكن هل الكفاءات الفكرية والأكاديمية والتعليمية متوفرة لدى الطالب هل لديه الحافز الذي يعتبر الأساس في اكتشاف المهارات. وأكد أن الأسرة الواعية هي التي لاتفرض على الطالب رأيها فرضًا ولاتريد أن تلزمه بتخصص دون آخر ربما يكون نسخة فاشلة من الأب في المحاماة أو الطب. وأضاف: سوق العمل شئنا أم أبينا في مجتمع واقعي يجب أن تنفتح التخصصات بالجامعة على سوق العمل في مجال التخصصات باللغة العربية ويخطئ الكثير عندما يقول لايوجد هناك فرص عمل بل هناك فضاءات عمل كثيرة ممكن الفرد أن يخلقها سواء في الصحافة، في الإعلام وفي الاستشارات داخل الوزارات المختلفة، وفي مجال التعليم. خلاصة القول إن اختيار الطالب لمساره داخل البيئة الجامعية يكون في إطار مثلث العائلة وسوق العمل والمهارات المكتسبة من طرف الطالب. أمين الحق: دراسة الهندسة تواكب متطلبات سوق العمل يشير الطالب أمين الحق الذي يدرس في كلية الهندسة تخصص هندسة كهربائية إلى أنه اختار هذا التخصص لمواكبة متطلبات سوق العمل الحالية التي ستحقق له طموحاته بالعمل مباشرة فور التخرج. وقال: في نفس الوقت أميل جدًا لدراسة الهندسة الكهربائية، لأنها تحتاج إلى تفكير رياضي للعقل وفيها إبداع وابتكار في تصميم الأجهزة، واختراع بعضها مثل الكمبيوتر والربوتات، كذلك كان لدي حلم وطموح أن أتعمق في الذكاء الاصطناعي وهو الأساس في الربوتات في الطب وفي الإشارات المرورية في الطرق .. وأضاف: إن الأهل كانوا يميلون للالتحاق بتخصص الطب ولم يكن لدي فرصة للدراسة في الخارج أو الالتحاق بإحدى الكليات في دولة قطر، وفي الأساس كانت رغبتي الأولى الطب، لذلك اخترت الهندسة الكهربائية ،لأن من برامجها هندسة الطب الحيوي، وأنا - إن شاء الله - سأتخصص في هذا المجال لتحقيق طموحاتي وآمالي وأهدافي التي كنت أصبو إليها. عبد الله الملا: الشباب لديهم وعي بالتخصصات المطلوبة يقول عبد الله محمد الملا: أدرس ماجستير تفسير في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بعد أن أنهيت دراسة ماجستير في إدارة الأعمال. وأوضح أن السبب في دراسة هذين التخصصين هو رغبة شخصية وحاجة وظيفية، لأن سوق العمل يتطلب ذلك وعلى كل إداري أن يطور من نفسه إلى جانب الشعور بالرغبة في متابعة الدراسات الإسلامية، وأنا أرى أن على كل طالب عندما يختار مجال تخصصه عليه الموازنة بين أمرين الميول الشخصية وحاجة سوق العمل للوظيفة وأن يحقق الموازنة السليمة حتى ينجح باختياره. وقال: للأهل دور كبير ومؤثر في اختيار الطالب تخصصه، خاصة في مرحلة البكالوريوس، وأهلي كان لهم دور في اختيار تخصصي من قبل الوالدة وتحفيز من الوالد منذ أيام الدراسة من جهة التوجيه والإرشاد دون الإجبار وتركا لي مطلق الحرية في اختيار التخصص الذي يتوافق مع رغباتي وميولي ومدى حاجة سوق العمل إليه، لأن الإنسان في النهاية يدرس من أجل المستقبل والوظيفة والتطور في مجال العمل والارتقاء بالمستوى الوظيفي. وأضاف: الآن لدى الشباب الوعي الكافي بأهمية التخصصات العلمية والأدبية من خلال الاطلاع على كافة التخصصات عبرشبكات التواصل الاجتماعي، موضحًا أنه منذ فترة من الزمن كان الشاب يختار تخصصه بالخطأ ثم يعود إلى تغيير التخصص بآخر لعدم وجود نفسه في الاختيار الأول، وهذا حدث مع طلاب كثر ويضيع سنوات من حياتهم الجامعية لعدم وجود الوعي الكافي.. مبينًا أن جزءًا كبيرًا من النجاح والتميز مربوط بالرغبة في التخصص الذي يميل إليه. محمد علي: الموهبة لاعب رئيس في اختيار التخصص يقول الطالب محمد علي من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية: اخترت تخصصي بناء على رغبتي الشخصية التامة بدون أي تدخلات من الأسرة أو ضغوط من المجتمع. وأشار إلى أنه يرفض أن يكون للأهل دور في اختيار التخصص، إنما بالإمكان توجيه وتنمية المواهب لدى أبنائهم ليتميزوا بها فمثلًا لكل طالب اهتماماته فأحدهم قد يكون مهتمًا بالرياضيات وآخر بعلوم الدين والقانون أو بالإدارة، لذلك أحذر الطلاب الذين يسندون اختيارهم لهذا التخصص أو ذاك بأنها ترجع لرغبة الأهل، وحقيقة أشعر بأسف شديد لما أسمعه من بعض الطلبة، إن والدي أجبرني على هذا التخصص لسمعته الطيبة ومتطلبات الوظيفة وسوق العمل في الدولة. وأكد أن الموهبة تبقى اللاعب الرئيس في اختيار التخصص وربما يلعب سوق العمل دورًا بسيطًا، إنما يبقى الدافع الأساسي بأن أختار ما أفضله بغض النظر عن الوظيفة. عارف اليافعي: اخترت التخصص مبكرًا الطالب عارف اليافعي من كلية التربية يقول: منذ مرحلة الثانوية وأنا أرغب في دراسة مسار اجتماعيات تربية ودمجت التخصصين بتخصص واحد، خاصة إذا علمنا أن سوق العمل بحاجة لمدرسين في كافة المدارس المستقلة والخاصة وقد شجعني على اختياري مدرس مادة التاريخ والجغرافيا، لأنني أحب قراءة التاريخ ومعرفة الدول والمناطق. ويضيف: الحمد الله اختياري جاء متوافقًا مع إرادتي وفي نفس الوقت مع المجتمع والوظيفة. تماضر الحنزاب: الطالب يتحمل نتائج اختياراته تقول تماضر الحنزاب طالبة ماجستير لغة عربية: اختيار التخصص يتم بناء على عدة نواحٍ، في الدرجة الأولى ما يرغب الطالب في دراسته لجهة الميول والرغبات، ومن ناحية ثانية ما يتطلبه سوق العمل من وظائف. وأكدت ضرورة أن يتحمل الطالب مسؤولية اختياره بعيدًا عن أي مؤثرات خارجية حتى ولو كان من قبل الأهل. وأضافت: لابد للطالب من تحقيق النجاح والارتقاء في العمل، فأنا عندما تخرجت عملت معيدة بالقسم ثم مرشدًا أكاديميًا، والآن قد أكون محاضرة أو أعمل في أي مجال خارج الجامعة. واشارت إلى أنها ترفض رفضًا قاطعًا أن يجبر الطالب على دراسة مجال لايحبه ولايرى نفسه به وفي حال حدوثه فهو قرار خاطئ من وجهة نظري. فاطمة الحمادي: الاختيار المناسب يفتح أبواب سوق العمل تشير الطالبة فاطمة الحمادي من كلية الآداب والعلوم إلى أنها اختارت التخصص وفق رغبتها ووفق الوظيفة المناسبة في سوق العمل والتي ستتيح لها مستقبلًا جيدًا بعد التخرج وبإمكانها أثناء الدراسة تنمية مهاراتها إلى جانب التخصص والعمل. وأوضحت أنها كانت ترغب في دراسة اللغة الإنجليزية إنما عدم حصولها على شهادة الإيليس منعها من ذلك لأنها كانت ولاتزال تعتبر من معايير القبول في هذا التخصص والآن بصدد الدراسة في قسم الإعلام. حمدة النعيمي: مطلوب إرشاد أكاديمي ومهني بالمدارس أكدت الطالبة حمدة النعيمي أنها اختارت دراسة الإعلام بناء على رغبتها وطموحها مشيرة إلى أنها أحبت هذا التخصص بدون النظر إلى الوظيفة في المستقبل لشغفها بقراءة الصحف والمجلات وإن كانت تحبذ العمل في مجال العلاقات العامة، منوهة إلى أن الأهل كان لهم دور مشجع ومحفز لاختياري، معتبرة أن الطالب الذي يختار تخصصه عن حب ورغبة سيحقق النجاح بعكس الطالب الذي يترك كل الأمور للأهل لتدير له دفة حياته. وأكدت أن هناك محددات تتصارع بقوة في اختيار طلاب المرحلة الثانوية لمستقبلهم الأكاديمي ومساراتهم الدراسية وهي الطموحات الشخصية، ورغبات الأهل، ونصائح الأصدقاء، داعية إلى ضرورة تغيير تلك العوامل التي ترسم طريق المستقبل للشباب، خاصة في ظل متغيرات المجتمع والتي تتراجع معها الطموحات الشخصية ورغبات الأهل وآراء الأصدقاء أمام احتياجات سوق العمل. وأشارتت إلى أهمية ربط مخرجات التعليم بسوق العمل ويحتاج هذا توفير المزيد من الوعي الأكاديمي لدى الطلاب بالمرحلة الثانوية لمساعدته على الاختيار الصحيح للتخصص، وضرورة خضوع الطالب للتوجيه والإرشاد الأكاديمي والمهني داخل المدارس. آمنة النعيمي: النجاح المهني للآباء يتحكم في اختيارات الأبناء آمنة النعيمي تقول: اخترت دراسة الإعلام والأهل وافقوا على ذلك، خاصة أنني اخترته بناء لرغبتي الأولى وتحقيقًا لطموحاتي وآمالي بغض النظر عن الوظيفة. وأشارت إلى أن الطالب إذا وصل للمرحلة الجامعية دون امتلاك الرؤية للمستقبل سيخضع لتوجيه الآباء والأصدقاء، وهذه الأمور تؤثرعلى قراره. وشددت على ضرورة اختيار الطالب بنفسه توجهاته الجامعية وفق طموحاته الشخصية، فهو المسؤول بالدرجة الأولى عن اختياراته ومستقبله. وأكدت أن الأسرة الواعية هي التي تترك الحرية للطالب أن يختار بملء إرادته ما يطمح إليه من تخصص وإن تناقش رغباته دون الإلزام أو فرض الرأي على تخصص بعينه إرضاء للمجتمع أو الوظيفية وانعكاسًا لعمل والده في الطب أو الهندسة أو الصيدلة أو المحاماة، وربما يكون نسخة فاشلة من الأب في هذه المهن. دانة المضاحكة: توجيهات الآباء ضرورة دانة المضاحكة (تأسيسي) تقول: بداية اختار التخصص بنفسي ثم أتشاور مع والدتي، لأنها توجهني دائمًا للأنسب، وفي الأخير أختار حسب رغبتي وطموحي، وماذا أحب، وماذا أستطيع أن أعمل ولاعلاقة مطلقًا للوظيفة واحتياجات سوق العمل بالاختيار. وأضافت: بعد الانتهاء من التأسيسي أرغب بالدراسة في كلية القانون، لأنه من التخصصات التي تهتم بحقوق المرأة والطفل ويشبع رغباتي في معرفة قوانين الأسرة ومختلف القوانين بشكل عام. خولة المضاحكة: طموحي دراسة القانون تؤكد خولة المضاحكة (من البرنامج التأسيسي) أن اختيار التخصص يتم حسب رغبتها وميولها الشخصية بدون التأثر بالصديقات، ويمكن مناقشة الأمر مع الوالدة واستشارتها بالموضوع لتكون لديها خلفية عن التخصص الذي أرغب بدراسته. وتقول: طموحي دراسة القانون لأنني أحب أن أكون محامية مشهورة في المستقبل القريب وإن شاء الله أحقق كل ما أصبو إليه. منى فضل: الأهل يدعمون اختياراتي تقول الطالبة منى فضل: اخترت مسار اللغة العربية - إعلام بناء لرغبتي والأهل كانوا من المحفزين والمشجعين لاختياري، وأنا حاليًا أسعى لتحقيق طموحي، نافية أن تكون الوظيفة سببًا من أسباب اختيار التخصص، مشيرة إلى أن الاختيار تم لإشباع طموحاتي في هذه الدراسة التي أحبها وأنشدها. جريدة الراية القطرية