أكد مختصون في الارشاد الأكاديمي، والتوظيف والتدريب، أن أغلب طلبة يبحثون فور تخرجهم من الثانوية العامة، عن وظيفة مضمونة بروتب مرتفع قبل التخصص الجامعي، ويحددون تخصصاتهم الجامعية ومستقبلهم بناءً على الجهات الحكومية، التي يعملون فيها وتمنحهم امتيازات كبيرة، لافتين إلى أن معظم طلبة الثانوية العامة، ليس لديهم أدنى فكرة عن التخصصات الجامعية والوظائف المتوفرة في سوق العمل. وأشاروا إلى أن عدم توعية الطالب بالتخصصات الجامعية والوظائف المطلوبة في سوق العمل، تتسبب في نفور طلبة من بعض التخصصات، بحثاً عن الوظائف المضمونة والرواتب المرتفعة بالإضافة إلى تدخل الأسرة أحيانا في تحديد مستقبل الطالب. من جانبهم أعرب طلبة في الثانوية العامة عن قلقهم من دراسة تخصصات جامعية، غير مرغوبة في سوق العمل، والبقاء على قائمة البطالة سنوات طويلة بعد التخرج الجامعي، الأمر الذي يدفعهم إلى العمل أولاً ثم البحث عن دراسة تخصص جامعي، يضمن لهم الحصول على راتب مرتفع عند التخرج. فيما أفاد مدير مكتب هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية في رأس الخيمة، خلفان محمد غيث، بأن طلبة في الثانوية العامة يبحثون فور تخرجهم من التعليم الثانوي عن الوظيفة، من دون التفكير عن التخصص الجامعي الذي يؤهلهم للحصول على المميزات والراتب المرتفعة، لافتاً إلى أن الهيئة تنفذ ورش تدريبية لطلبة الثانوية العامة الباحثين عن عمل، لتعريفهم بالتخصصات الجامعية والوظائف الحكومية والخاصة التي تأهلهم للحصول على امتيازات ورواتب عالية. الراتب قبل الوظيفة وتفصيلاً، قال المرشد الاكاديمي المهني في مدرسة طنب الثانوية، هلال سليمان، إن أكثر ما يشغل طلبة الصف ال12 قبل تخرجهم من الثانوية، البحث عن الراتب قبل معرفة التخصص الجامعي الذي سيلتحق به أكاديمياً. وأوضح أن الطالب يتكلم قبل تخرجه من الثانوية العامة عن رغبته في الحصول على وظيفة تمنحه راتب مرتفع، متابعاً أن الارشاد الاكاديمي للطلاب يعتمد على مقاييس محددة، تأهل الطالب لدراسة تخصصات جامعية مطلوبة في سوق العمل، متابعاً «ذات مرة نصحت أحد الطلاب المتفوقين في الصف الحادي عشر القسم العلمي، بالإلتحاق بتخصص الهندسة النووية، أو الكهربائية، إلا أنه رفض، وأبلغني بأنه سينتقل إلى القسم الأدبي في الصف الثاني عشر، من أجل الحصول على وظيفية حكومية، براتب مناسب حال تخرجه». وذكر أن سوق العمل في حاجة إلى الدراسات العلمية مثل الهندسة، والطب، والتعليم، إلا أن العديد من أسر الطلبة تلعب دورا سلبا في توجيه الطلبة نحو تخصصات غير مرغوبة في سوق العمل، من دون أن يدروا. وأكمل أن الارشاد الأكاديمي، يسعى إلى تغيير نظرة الطالب المالية، وجعله يفكر في دراسة تخصصات مثل الطاقة النووية التي تسعى الدولة لجذب المزيد من خريجي الدراسات النووية، باعتبارها وظيفة مضمونة، لها امتيازات عدة، مؤكداً أن بعض الطلبة يفكر في الراتب المرتفع والراحة الوظيفية، من دون معرفة طبيعة التخصص الجامعي. زيارات إلى سوق العمل وأوضح سليمان، أن أحد الطلبة رفض التخصص في الطلب على الرغم من تفوقه العلمي، وتوجه نحو دراسة القانون، للعمل في مجال المحاماة، بحجة أنها تجلب الأموال بشكل أكبر، مضيفا أن تنفيذ الزيارات الميدانية لطلبة الثانوية العامة لسوق العمل مثل طيران الإمارات، ساعدة بنسبة كبيرة على تغيير مفهوم الطلبة نحو سوق العمل، خصوصاً أن الدراسة في الطيران تقبل الطلبة من القسمين العلمي والأدبي. وأضاف أن معظم الطلبة لا يمتلكون أدنى فكرة عن الوظائف المطلوبة في سوق العمل، سوى الوظائف في الجيش والشرطة، متابعاً أنه يتم إبلاغ الطلبة بأن سوق العمل في حاجة إلى أطباء ومعلمين ومهندسين، لكنهم يرفضون ويتوجهون إلى الوظائف المضمونة التي تدفع رواتب عالية. ورأى المرشد الأكاديمي المهني في مدرسة شعم، علي الظهوري، أن بعض الطلبة يستعجلون البحث عن وظائف برواتب مرتفعة، ولا يوجد لديهم طموح في الدراسة الأكاديمية، والجلوس لمدة أربع ساعات في المحاضرات الجامعية يومياً، موضحاً أن طلبة في الثانوية العامة يحلمون بالحصول على وظائف برواتب كبيرة، والتخلي عن الشهادة الجامعية، والاكتفاء بشهادة الثانوية العامة. وأضاف أن الارشاد الأكاديمي، وضع خطة لتحفيز الطلبة على ضرورة دراسة التخصصات العلمية الجامعية، من أجل الانخراط في سوق العمل، في مختلف التخصصات، مشيراً إلى أنه يتم إغراء الطلبة بالرواتب الخيالية التي توجد في سوق العمل، حال دراستهم تخصصات جامعية معينة، مثل الطب والهندسة النووية والكهربائية، ومختلف التخصصات التي المتوفرة في سوق العمل. وذكر الظهوري، أن الارشاد الأكاديمي يدعم الطلبة في سوق العمل من خلال تطوير مستواهم في المواد العملية التي تساعدهم حال تخرجه من الثانوية العامة على التخصص في المجال العلمي الذي يلبي طموحاته الذاتية. كما أنه يتم تنفيذ زيارات ميدانية إلى سوق العمل، لمختلف الجهات الحكومية، والشركات العالمية في الدولة، لتعريفهم بمتطلبات سوق العمل، والوظائف المتوفرة في سوق العمل، حتى يتمكن الطالب من التعرف على الوظائف المطلوبة والتفكير في دراسة تخصصات جامعية تأهلهم للانخراط في المؤسسات والجهات التي تم زيارتها. وأشار الظهوري، إلى أن كثير من الطلبة ليس لديهم فكرة عن الشركات والمؤسسات الموجودة في الدولة، أو عن التخصص المطلوب دراسته للالتحاق في سوق العمل، والحصول على امتيازات وراتب عالية تلبي احتياجات وطموحات المواطنين. إلى ذلك قال طالب في الصف الثاني عشر القسم العلمي، عيسى راشد، إنه لم يتخذ قرارا حتى الآن عن التخصص الجامعي الذي سيدرسه بعد تخرجه من الثانوية العامة، متابعاً »أخشى من دراسة تخصص جامعي، لا يوجد له وظائف في سوق العمل، لذلك أفكر حالياً في الوظائف المتوفرة في سوق العمل، من أجل اختيار التخصص الجامعي المناسب الذي يلبي احتياجاتي الشخصية والمالية«. وأكد الطالب سيف الحبسي، أنه يرغب في الحصول على دورات تدريبية، في إحدى الجهات الحكومية، بعد تخرجه من الثانوية العامة، من أجل الحصول على وظيفة مضمونة، وبعدها يستكمل دراسته الجامعية، لأنه يخشى عدم العثور على فرصة عمل مناسبة بعد تخرجه في الجامعة. وأضاف أن جميع المؤسسات تحتاج إلى الخبرة الكافية، من أجل الموافقة على طلب التوظيف، لذلك فإن العمل بعد التخرج من الثانوية العامة، ومواصلة الدراسية الجامعية يمنحه الخبرة الكافية عند تخرجي في الجامعة، ويضمن له الحصول على وظيفة بشكل أسهل وأسرع. الشهادة والخبرة ومن جهته قال مدير مكتب هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية، في رأس الخيمة، خلفان غيث، إن بعض طلبة الثانوية العامة، يفضلون الراتب على الشهادة الجامعية، على الرغم من أن الشهادة الجامعية هي التي تصل بصاحبها إلى الامتيازات الوظيفية والراتب المرتفع. وأوضح أن الهيئة توضح للباحث عن عمل بأن الشهادة الجامعية، والخبرة، مرتبطان بالراتب، وأنه يجب على الطالب معرفة الفرص المتوفرة في سوق العمل، من أجل تحديد التخصص الجامعي المناسب. وأضاف أنه توجد نماذج من المواطنين المتميزين، من الذين أصروا على استكمال دراستهم الجامعية، والانخراط في سوق العمل، بهدف الوصول إلى مناصب رفيعة، وحصلوا على رواتب متميزة، متابعاً أن أغلب المشاركين في ورش التدريب التي تنفذها الهيئة، مهتمين بمتابعة التدريب من أجل الحصول على فرص عمل متميزة. الامارات اليوم