وجدت عدة دراسات مختلفة أن حياة النباتيين الجنسية أفضل من حياة أكلة اللحوم، وانهم أقل عرضة للإصابة بالسرطانات لكنهم بالمقابل أكثر عرضة للاضطرابات الغذائية ومخاطر الإصابة بالجلطات وأمراض القلب . فقد بيّنت دراسة أجراها الباحثون في جامعة (يو سي بركلي) الأمريكية، ونشرت في دورية (هورمونز إند بيهايفيور) الطبية أن الأشخاص الذين يستهلكون التوفو (نوع من الجبن النباتي المصنوع من حليب الصويا)، وغيره من الأطعمة النباتية، تكون حياتهم الجنسية أفضل عادةً من أكلة اللحوم . ذكرت الدراسة أن بعض المنتجات النباتية قد تؤثّر في معدلات الهرمونات وتعزّز النشاط الجنسي . وقام الباحثون من جامعة (يو سي بركلي) بدراسة على قرود من فصيلة "ريد كولومبوس" في الحديقة الوطنية في أوغندا، وقاموا بتسجيل الأطعمة التي كانت القرود تستهلكها على مدى 11 شهراً . وركّزوا في دراستهم على عدائية القرود التي قاسوها من خلال عدد القتال والمطاردة فيما بينها، كما سجلوا تواتر عملية التزاوج، والوقت الذي تمضيه القرود في تنظيف بعضها بعضاً . كما قام الباحثون بتجميع عينات من براز هذه الحيوانات بهدف تقييم معدلات الهرمون لديها . واستنتجوا أنه زاد تناول القرود لأوراق شجرة "ميليتيا دورا" (شجرة استوائية تحوي على مركبات شبيهة بالاستروجين، والقريبة بتركيبتها من مادة الصويا)، ازدادت معدّلات هرمون الجنس، الاستراديول، وهرمون القلق، الكورتيزول . ولاحظوا أنه مع هذا التغيّر الهرموني، طال الوقت الذي تمضيه القرود في التزاوج، وقصرت الأوقات التي أمضتها في تنظيف بعضها بعضاً . وفي دراسة بريطانية - نيوزيلندية مشتركة تبين أن النباتيين أقل عرضة للإصابة ببعض أنواع السرطانات من غيرهم . وأظهرت الدراسة التي شملت 61566 شخصاً أن النباتيين أقل عرضة للإصابة بسرطانات الدم والمثانة والمعدة، ولكن الحالة ليست نفسها مع سرطان الامعاء . وقال باحثون بريطانيون ونيوزيلنديون إن الدراسة تناولت أفراداً يتناولون اللحوم والأسماك، وآخرين لا يستهلكون أياً من المنتجين . وبينت الدراسة أن 33% من آكلي اللحوم قد يصابون بالسرطان،مقابل 29% فقط من النباتيين . ولفت الباحثون إلى وجود اختلافات ملحوظة بين الذين يتناولون اللحوم والنباتيين في الميل إلى الإصابة بالسرطانات اللمفاوية والدم . كما أظهرت الأبحاث أن الذين يستهلكون السمك حصراً أقل عرضة للإصابة بالمرض من آكلي اللحوم . لكنهم لفتوا إلى أن نتائج الدراسة "ليست قوية بما فيه الكفاية لكي يطلب إدخال تعديلات على النظام الغذائي للأفراد" . كما اظهرت دراسة مماثلة استندت إلى معلومات عن العادات الغذائية لنحو 52 ألف رجل وامرأة في بريطانيا أن الذين لم يأكلوا اللحوم من بينهم وركزوا على تناول الخضار والأسماك تدنى احتمال إصابتهم بالسرطان إلى أدنى مستوىً مقارنة بنظرائهم الذين شكلت هذه المادة جزءاً أساسياً من طعامهم . وقال الباحثون الذين أعدّوا الدراسة التي نشرت في "المجلة الأمريكية للتغذية السريرية" إنهم أطلعوا على العادات الغذائية لهؤلاء الأشخاص، الذين تراوحت أعمارهم ما بين 20 و89 سنة في تسعينات القرن الماضي وذلك بعد تقسيمهم إلى مجموعات كانت الأولى تأكل اللحوم، والثانية كانت تأكل الأسماك والثالثة تأكل الخضار حيث تبين أن الذين كانوا يأكلون الخضار والأسماك تدنت نسبة إصابتهم بكافة أمراض السرطان مقارنة بنظرائهم الذين كانوا يأكلون اللحوم . كما فوجئ الباحثون بسبب اكتشافهم للمستوى المرتفع للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين النباتيين وهو مرض له علاقة مباشرة بتناول اللحوم الحمراء . ويوصي اختصاصيو التغذية بتناول خمس حصص غذائية من الفاكهة والخضار يومياً من أجل خفض الإصابة بالسرطان والأمراض الأخرى . إلى ذلك، قال الأستاذ تيم كي من قسم أبحاث السرطان وعلوم الاوبئة في جامعة أكسفورد الذي أعد الدراسة "إن هذه الدراسة تشير إلى احتمال أن يكون هناك بعض الانخفاض في معدلات الإصابة بالسرطان بعد تناول الخضار والأسماك ولكن علينا النظر إلى ذلك بحذر" . وفي هذا الإطار، قالت الباحثة والاختصاصية في علم التعذية الدكتور جوان لون إن هذه الدراسة تشير إلى أن السرطان مرض "معقد" وبأن اتباع أسلوب حياة معين قد يقرر مستوى الخطر الذي يواجهه المريض . ومع ذلك اكتشف باحث صيني ان النباتيين الذين يمتنعون تماماً عن تناول اللحوم أو المنتجات الحيوانية، معرضون لخطر متزايد في الإصابة بالجلطات وأمراض القلب . وقال ديو لي من جامعة تشيجيانغ في هانغزو إنه معروف ان لدى أكلة اللحوم عوامل خطر أكثر من النباتيين للإصابة بأمراض القلب والأوعية، لكن أغذية النباتيين الذين يمتنعون تماماً عن أكل اللحم والمنتجات الحيوانية، تفتقر للكثير من العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد والزنك والفيتامين "ب 12" وأحماض أوميغا 3 الدهنية . وأشار لي إلى ان النباتيين يصابون بتراجع نسبة الكولسترول الجيد في الدم إلى جانب زيادة معدلات مادة ال"هوموسيستيين"، وهذان أمران مرتبطان بأمراض القلب . وخلص لي في دراسته التي نشرها في مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية الأمريكية، 'إلى ان النباتيين معرضون للإصابة بالجلطات وأمراض القلب، ولذا يوصى بأن يزيدوا من تناول أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في زيت السمك والجوز والمكسرات، والفيتامين "ب 12" الموجود في ثمار البحر والبيض والحليب المدعم . وقال باحثون أمريكيون ان النباتيين الذين يميلون إلى تناول وجبات صحية ولا يعانون من زيادة في الوزن أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالاضطرابات الغذائية . وخلصت دراسة اجراها علماء في جامعات مينيسوتا وتكساس وسانت جونز على عينة من 2500 شاب وفتاة تراوح أعمارهم بين 15 و23 سنة إلى أن للنباتيين نظاماً غذائياً صحياً أكثر من غيرهم عندما يتعلق الأمر بتناول الفاكهة والخضر والحد من المأكولات الدهنية، ولكنهم أكثر عرضة للشراهة ولاتباع حميات غذائية غير متوازية من غيرهم . وتنطوي الحميات التي يتبعها هؤلاء الشبان على مخاطر اللجوء إلى سلوكيات غير صحية كتناول أدوية قاطعة للشهية وحبوب منحفة أو إلى التقيؤ والمسهلات . وقال الباحثون في بيان إن "نتائج الدراسة تشير إلى أنه سيكون من المفيد بالنسبة للأطباء أن يسألوا المراهقين والبالغين الصغار عن وضعهم النباتي الراهن والسابق عند تقويم مخاطر اصابتهم بالاضطرابات الغذائية، ورغبتهم في التزام النظام النباتي" .