مراد الشوافي منذ أن فجعت بنبأ وفاتك وأنا أحاول أن أكتب كلمة رثاء فيك وأصيغ بعض حزني على فقدك في كلمات فلم أستطع لأن الحزن لا يزال يعتصرني ويعيد صياغتي و لم يساعدني على تجاوز هول فاجعتي فيك غير إيماني العميق واللا محدود بالله وبقضائه وقدره ويقيني وتسلمي بأن الموت علينا حق . نلتقيك في نهاية كل عام دراسي لأيام معدودة هي أيام عملنا معا في لجان التصحيح لإجابات امتحان الشهادة الثانوية لتغيب عنا بعده تاركا في نفس كل من عرفك أو تعامل معك محبة لك وأثر طيبا يدوم فترة أطول بعد غيابك لينتظرك بشوق وكأنك تغرس في قلب كل من يلقاك قلبك بصدقه ونبله وطهره لينبت حبا لك وشوقا للقياك الذي يأتينا كل عام متأخرا كعشاء الفقراء. تأتينا لتصبغ العمل بصبغة طيبة نابعة من طيب قلبك شفافة تكشف عن نقاء معدنك لهذا فقد أحببناك مثلما أحبك الكثيرون ممن عرفوك وتعاملوا معك فكنت لنا الأخ والصديق , كنا نعمل ونمرح معا و لم يحول دون مرحنا فارق السن ولم يعزلك عنا بياض الشعر بل كانت كل تلك السمات فيك هي ما تميزنا عن غيرنا حيث كنت أنت الوسام الرفيع الذي يعلو صدورنا . عرفناك ثري الخبرة زاخرا بالعطاء كسنابل وادي حضرموت الزاخرة بقمحها الأسمر .. ذاك الوادي الذي دشنا عملنا التربوي والتعليمي بالتعليم في مدارسه والتنقل بين مناطقه الخضراء الجميلة عندما كان ساحلنا امتدادا له وكانت بواديه وصحاريه عمقا لنا ولازالت برغم جدار القرار الذي أرادوه أن يكون عازلا بيننا وقد عجز أن يعزلك عنا لتصبح ( منا وفينا ) وقد كان خبر وفاتك فاجعة لنا . أما فاجعة حضرموت فيك أنها فقدت هامة تربوية بحجمها وقد كنت همزة الوصل بين واديها وساحلها وكنت خير من يمثلها ، فهنيئا ( للغناء) انتسابك لها ولسيئون التربية أنك كنت يوما سفيرها ولحضرموت الأم أن في أسمك بعض من أسمها وفي ملامحك وتعبير لسانك رسما لها . عدنا كالعادة إلى مركز التصحيح ولكن هذه المرة بدونك وقد أخذك الموت منا ولكن روحك لازالت تملا المكان مثلما لا يزال حبك يملا قلوبنا لهذا فقد كانت مناسبة لأصيغ بعض حزني وأنا في معمعان الحدث الذي عرفناك فيه وأصبح اليوم بدونك لا طعم ولا لون له . رحم الله أستاذنا (أحمد عوض بريكان باشامخه ) وغفر له وأسكنه فسيح جناته و (.. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) مراد الشوافي [email protected] 21/06/2014 الانتقال الى صفحة الكاتب للمزيد من المقالات .. أضغط هنا : الحضرمي اليوم الحضرمي اليوم