هي – شروق هشام تعدّ السمنة مشكلة العصر، وللأسف دقت معدلات السمنة في السعودية ناقوس الخطر وبشكل خاص بين النساء، حيث أفادت دراسة أميركية عن تصدّر المرأة السعودية في أكبر زيادة في معدلات السمنة. وكشفت الدراسة التي أعدها معهد قياس وتقييم الصحة في سياتل التابع لجامعة واشنطن، والتي حملت عنوان "انتشار زيادة الوزن والسمنة على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية في الأطفال والبالغين في الفترة من 1980-2013′′، أن السعودية ومصر شهدتا أكبر زيادة في معدلات السمنة خلال ثلاثة عقود ماضية بين النساء بجانب سلطنة عمان والبحرين وهندوراس، أما لدى الرجال فقد تصدرت القائمة نيوزيلندا والبحرين والكويت والسعودية والولايات المتحدة. لابد أن يكون هناك أسباب وراء ارتفاع معدلات السمنة بين النساء السعوديات بهذا الشكل، خصوصاً وأن ارتفاعها سبب مباشر لارتفاع معدل الإصابة بأمراض كثيرة لا حصر لها، فلقد كشفت الدراسة الأخيرة للمكتب التنفيذي لمجلس وزاء الصحة في الخليج أن البدناء يكلفون المملكة أكثر من 500 مليون ريال سنويا بسبب ترددهم على المستشفيات لعلاج أمراض سببها المباشر هو زيادة الوزن. للتعرف إلى أسباب زيادة معدلات "السمنة" بين السعوديات، استشارت "هي" الدكتور أنور يوسف استشاري أمراض الأسرة، والذي لخص أهم هذه الأسباب في النقاط التالية: الخمول والكسل: إن قلة النشاط الجسدي والخمول يؤديان الى السمنة، ويمثل هذا السبب أكثر من 65% من حالات السمنة، ويساعد على ذلك نمط الحياة الحديثة في السعودية، ووسائل الراحة داخل المنزل وخارجه، فاستعمال السيارة حتى في المسافات القصيرة، والمصاعد الكهربائية في المباني، والأدوات الكهربائية داخل المنازل، وكذلك انتشار الأجهزة الذكية التي تقضي معها السعوديات عدة ساعات يومياً، مع عدم توفر نوادي رياضية مناسبة للسيدات، كل ذلك حدَ بشكل كبير من النشاط والحركة، وبالتالي ازدادت معدلات السمنة. نوعية الطعام: لها دور مهم في الإصابة بالسمنة، حيث تعتمد معظم السعوديات على الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالسكريات والنشويات، والدهون ذات السعرات الحرارية العالية، وتلك لها قابلية للتخزين بسرعة على هيئة دهون داخل الجسم. الوراثة: هناك عدة عوامل وراثية لها تأثير على السمنة مثل زيادة عدد الخلايا الدهنية عن الطبيعي، ومناطق توزيع الدهون في الجسم كتوزيعها في الأرداف والبطن، والبعض أيضاً يرثن الشراهة في تناول الطعام. تأثير بعض الأدوية: إن بعض الادوية التي تتناولها المرأة لها تأثير مباشر في حدوث السمنة ومنها: حبوب منع الحمل وذلك نظراً لما تحويه من هرمونات انثوية تؤدي الى اختزان الماء داخل الجسم وعدم استهلاك الطاقة بكاملها، وأيضاً يعتبر دواء الكورتيزون من مسببات السمنة لأنه يحث الجسم على انتاج الدهون وكذلك ينفرد بتوزيعها حيث يجعلها تتراكم بشكل كبير حول العنق والوجنتين والبطن، هذا إضافة لإثارته للشهية بشكل متواصل واحتباسه للسوائل والملح داخل الجسم، كما يعتبر استهلاك أدوية المهدئات والمسكنات بوفرة وإفراط احدى أسباب السمنة، لأن مستهلكتها تفقد تدريجياً نشاطها وحركتها فتقل همتها وبالتالي لن تحرق الوحدات الحرارية التي تخزنها فيزداد وزنها. الغدد والهرمونات: تلصق كثير من النساء تهمة إصابتهن بالسمنة إلى الاضطرابات في الغدد والهرمونات، وهذه التهمة غير صحيحة في أغلب الحالات، حيث أن خلل الغدد، واضطراب الهرمونات لا يزيد دورها في إحداث السمنة على 5% من مجموع السيدات المصابات بالسمنة، ويعد خمول الغدة الدرقية من أكثر أمراض الغدد الصمَاء المسببة للسمنة لدى النساء، كما أن اضطرابات الغدة الكظرية والبنكرياس لها دور أيضاً في حدوث السمنة. وأخيراً الأسباب النفسية: من الممكن أن تؤثر الحالة النفسية في كمية الطعام التي يتم تناولها، حيث تهرب بعض النساء من المشاكل النفسية إلى حالة الإفراط في تناول الطعام وهذا ما يسمى بالسمنة النفسية، وتكون ناتجة عن الشراهة في الأكل وعدم الاحساس بالشبع، والميل إلى النوم والراحة وحياة الكسل. أما بخصوص علاج السمنة فقد أوضح الدكتور أنور: "توجد اليوم، العديد من طرق علاج السمنة وانقاص الوزن، والمبدأ الأساسي الذي تستند إليه هذه الأساليب، هو اتباع نمط حياة صحي، يشمل ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن ذو سعرات حرارية مقننة تحت إشراف أخصائيين التغذية، ويمكن في الحالات القصوى الإستعانة بالأدوية أو إجراء عملية جراحية، ولكن ينصح بعدم الوصول لوضع يلزم القيام بهذه الاجراءات لعلاج السمنة". الاماراتيةللاخبار العاجلة