القاهرة - "الخليج"، وكالات: أكد وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والمصري سامح شكري العمل على تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في المرحلة المقبلة، لا سيما في ظل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة خصوصاً في العراقوسوريا وليبيا، فضلاً عن مواجهة التهديدات المشتركة كظاهرة الإرهاب . وقال شكري خلال مؤتمر صحفي عقد أمس في القاهرة إن المباحثات التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع كيري تناولت مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وشهدت توافقاً على ضرورة حشد الجهود من أجل التصدي للتحديات والمخاطر التي تشهدها المنطقة ومالها من أثار وانعكاسات على السلم والأمن الإقليمي والدولي، ولا سيما الاضطرابات الخطرة القائمة في كل من ليبيا وسورياوالعراق، فضلاً عن تعثر جهود التسوية في الشرق الأوسط بين الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي" . وأكد شكري أن كيري شدد على أهمية العلاقات المصرية الأمريكية وبعدها الاستراتيجي والدفع بها إلى آفاق أرحب . من جانبه، قال كيري إن بلاده ملتزمة الوقوف إلى جانب مصر لتحقيق آمال وطموحات ثورة يناير وتعزيز حقوق الإنسان ودعم حق الأفراد في حرية الرأي ومحاربة التطرف الديني بكافة أشكاله ودعم التطلعات السياسية والاقتصادية للشعب المصري . وأكد كيري أن الولاياتالمتحدة ستستمر في العمل مع مصر لدفع الشراكة الطويلة بين البلدين "بالتعاون مع شركائنا وأصدقائنا بالمنطقة لدعم الاقتصاد المصري وتحقيق الاستقرار والتنمية للشعب المصري الذي أوضح مطالبه من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية" . وكانت واشنطن أفرجت عن 572 مليون دولار من المساعدة المخصصة لمصر قبل نحو عشرة أيام بعد حصولها على الضوء الأخضر من الكونغرس، كما أعلن مسؤولون أمريكيون أمس لمناسبة زيارة كيري المفاجئة إلى القاهرة . كما أعرب كيري عن ثقته بأن الإدارة الأمريكية ستوافق على قيمة المساعدات الأمريكية لمصر كاملة من دون نقصان كما سيتم تسليم طائرات الأباتشي قريباً . وأضاف أنه تمت مناقشة الدور المصري المهم الذي تدعمه الولاياتالمتحدة بشكل كامل في مواجهة الإرهاب والتطرف . وقال "شددت على أننا ندعم بقوة تطبيق الحقوق والحريات على كل المصريين وخصوصاً حرية التعبير والتجمع سلمياً وتشكيل جمعيات . بحثنا أيضاً الدور الأساسي لمجتمع مدني نشط وصحافة حرة" . وقال كيري، إن الولاياتالمتحدة لم تكن مسؤولة عما حدث في ليبيا وما يحدث فى العراق اليوم، متابعاً أن في ليبيا كان هناك ديكتاتور يهاجم شعبه ويهدد بأن يقتلهم، والأممالمتحدة أصدرت قراراً بحماية هؤلاء الأشخاص الذين ثاروا ضده، بأصواتهم وأفعالهم، مشيراً إلى أنهم سيساعدون ليبيا حتى تتمكن من مواجهة المتطرفين . ودعا القادة العراقيين الى تجاوز الانقسامات الطائفية، مؤكداً أن بلاده ليست مسؤولة عن الأزمة ولا تسعى إلى "اختيار" زعيم للعراق . وأضاف، أن الولاياتالمتحدة عملت بجهد على مدار سنوات لإعطاء الفرصة للشعب العراقى ولكن "داعش" عبرت الحدود من سوريا وبدأت بالتخطيط للتحكم في مستقبل الشعب العراقى فهي من تنفذ الهجمات الإرهابية . وأشار إلى أن الرئيس أوباما أكد التزام الشعب الأمريكى إعطاء الفرصة للعراقيين، مؤكداً أن واشنطن لن ترسل المزيد من القوات ولكن ستساعد العراقيين على استكمال أن يكون لديهم حكومة موحدة وواثق بأنهم سيفعلون ذلك بمساعدة العالم أجمع وليس أمريكا فقط . وكان كيري أشار خلال لقائه مع شكري إلى الأهمية البالغة لدور مصر الإقليمي، وأنه حضر إلى القاهرة لتكثيف مستوى الحوار القائم بين البلدين . وذكر المتحدث باسم الخارجية المصرية أن الوزيرين أجريا مباحثات رسمية بحضور وفدي البلدين . واستهل شكري اللقاء بالتأكيد على أهمية العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة، وأهمية تطويرها في مختلف المجالات، استناداً إلى الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتفهم حقيقة الأوضاع والصورة الصحيحة، لما يحدث في البلاد من عملية تغيير مجتمعي، في إطار بناء نظام ديمقراطي حقيقي يعكس إرادة الشعب المصري . وتركزت المباحثات على أوجه تطوير العلاقات الثنائية في إطار عملية التحول الجارية في مصر وإسهام الولاياتالمتحدة في دعم هذه العملية من خلال تقديم الدعم الاقتصادي وغيره من أشكال الدعم . كما تناولت المباحثات عدداً من القضايا الإقليمية التي تهم البلدين وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأوضاع في العراق، وتطورات الأزمة السورية، فضلاً عن الأوضاع الراهنة في ليبيا . وأكد شكري على الموقف المصري الخاص بأن يتم استئناف المفاوضات الفلسطينية "الإسرائيلية"، استناداً إلى مرجعيات عملية التسوية، وأن تتم العملية، وفقاً لمبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة . وفيما يتعلق بالوضع في العراق، شدد شكري على ضرورة الحفاظ على وحدة الدولة العراقية وسلامة أراضيها وإشراك كافة القوى الوطنية العراقية في تحديد مستقبل البلاد والتصدي للتحديات القائمة من خلال مواجهة قوى الإرهاب والتطرف . وأكد أهمية الحل السياسي للأزمة السورية، بما يضمن وحدة أراضي الدولة ويحقق تطلعات الشعب السوري في بناء ديمقراطية تعددية، معرباً عن قلق مصر من تصاعد وتيرة العنف بالمنطقة . كما شدد على أهمية تعزيز التشاور مع دول الجوار الجغرافي لليبيا، مشيراً إلى نتائج اجتماع الجزائر لوزراء خارجية دول الجوار، بما يضمن تحقيق الاستقرار في ليبيا، ويسهم في ضبط الحدود المشتركة بما يمنع تهريب الأسلحة وتسلل العناصر الإرهابية . وقال المتحدث: إن الوزيرين اتفقا على الأهمية البالغة لتكثيف التشاور المشترك تجاه هذه القضايا الإقليمية، وتعزيز التعاون بين البلدين في مواجهة ظاهرة الإرهاب، وتحقيق الاستقرار في المنطقة . الخليج الامارتية