دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأحد، إلى وقف القتال وبدء الحوار في أوكرانيا، وعرض الرئيس الأوكراني الجديد على شعبه خطته للسلام والتي تشمل الحوار مع الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق البلاد، وتوعد بالقتال إذا رفض المتمردون الاستجابة لخطته . وقال بوتين في تصريح متلفز "يجب فتح حوار معمق وجوهري" بين الرئاسة الأوكرانية والمتمردين في شرق البلاد . وأوضح أنه "يجب أن يستند هذا الحوار بين الأطراف المتناحرة في أوكرانيا إلى خطة السلام" الأوكرانية التي أعلنت موسكو أنها تدعمها . لكن بوتين شدد على ضرورة أن توقف كييف العمليات العسكرية وتضمن حقوق الناطقين بالروسية . وقال الرئيس الروسي إن القوات الأوكرانية استخدمت المدفعية الليلة قبل الماضية خلال معارك وقعت بشرق أوكرانيا . وقال بوتين "للأسف ما نراه . . ينبئنا بأن المعارك مستمرة وشهدنا الليلة الماضية استخداماً مكثفاً للمدفعية من الجانب الأوكراني" . وأضاف بوتين أنه لم يتضح ما إذا كان الجيش الأوكراني هو من أطلق المدفعية أم "ما يسمى بالقوات شبه العسكرية لقوى الجناح اليميني" التي تساند الحكومة . من جهته عرض الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، أمس الأحد، على الشعب خطته لإحلال السلام في شرق البلاد الانفصالي التي تتضمن حواراً مع المتمردين الموالين لروسيا الذين "لم يرتكبوا جرائم قتل أو تعذيب" من أجل إعادة وحدة البلاد . وفي خطاب مدته 12 دقيقة أرسل ليلاً إلى محطات التلفزيون التي قامت ببثه، قال بوروشنكو إن "آراء متعارضة لا تشكل عقبة في طريق المشاركة في المفاوضات" . وأضاف "إنني مستعد لمناقشة الذين تم تضليلهم والذين تبنوا خطأ مواقف انفصالية وبالتأكيد باستثناء الذين تورطوا في أعمال إرهاب وقتل أو تعذيب" . وتابع "أضمن أمن كل المشاركين في المفاوضات وكل الذين يريدون تبني لغة الحجة بدلاً من لغة السلاح" . وتنص خطة السلام هذه التي وضعت على الموقع الإلكتروني لإحدى محطات التلفزيون على "إنشاء منطقة فاصلة عرضها عشرة كيلومترات على الحدود بين أوكرانياوروسيا وممراً للمرتزقة الروس" يسمح لهم بالعودة إلى روسيا بعد تسليم أسلحتهم . وأكد بوروشنكو أن "سيناريو السلام هو السيناريو الرئيسي الذي نعتمده . أنها خطتنا الأولى" . وتابع "لكن الذين يريدون استخدام مفاوضات السلام ليراهنوا على الوقت ويعيدوا تجميع قواهم، عليهم أن يعرفوا أن لدينا خطة باء مفصلة . لن أتحدث عنها الآن لأنني اعتقد أن خطتنا السلمية ستنجح" . وأبدى استعداده للقتال، إذا أصر الانفصاليون على ذلك وقال "فعندئذ ستثبت الدولة قوتها وإرادتها السياسية لشن ضربة حاسمة ضد المجموعات المسلحة" . وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل أعربا عن بالغ القلق إزاء استمرار العنف في أوكرانيا مؤكدين ضرورة نبذ الأعمال العدائية فوراً ووقف اطلاق النار في شرقي البلاد . وذكرت الرئاسة الفرنسية أن هولاند وميركل شددا في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي بوتين على ضرورة التوصل سريعاً إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في أوكرانيا وتلافي المزيد من التصعيد لتحقيق الاستقرار في البلاد . وأضافت أن فرنسا وألمانيا طلبتا من الرئيس بوتين بذل كل جهد ممكن لاقناع الجماعات المسلحة في أوكرانيا بوقف الأعمال العدائية والعمل على انهاء القتال فوراً . وأعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر في بيان أن الحكومة الكندية قررت السبت فرض عقوبات اقتصادية جديدة على مسؤولين أوكرانيين موالين لروسيا وشركة نفطية في القرم . وقال هاربر إن "الاحتلال غير الشرعي للقرم من قبل روسيا والنشاطات العسكرية الاستفزازية التي تقوم بها تبقى مصدر قلق كبير للأسرة الدولية" . وأعلن عن منع أحد عشر شخصاً وشركة في روسيا من السفر إلى كندا . وبهذه العقوبات التي تأتي بعد سلسلة من الإجراءات المماثلة في الأشهر الأخيرة التي اتخذت بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، يرتفع عدد الممنوعين من السفر إلى كندا إلى 43 روسياً و16 أوكرانياً . (وكالات) الخليج الامارتية