اليوم ومن خلال هذه الصفحة نتذكر باعتزاز أولئك الرجال الأبرار والنماذج الفريدة من أبناء عدن ومآثرهم الخالدة التي ساهموا في صُنعها ووضعوا الأساس المتين لخدمة هذه المدينة الحالمة (عدن) لنعرف الأجيال عن تاريخهم ليعلموا معنى الوفاء والإخلاص من خلال تخليد ذكرياتهم وتسطيرها على صفحات ناصعة في كتب التاريخ. وأولى هذه النخب التي سوف نقدمها لكم اليوم شخصيتان كان لهم باع كبير في خدمة هذه المدينة وهما: حجة التاريخ العدني الأستاذ والمؤرخ عبدالله يعقوب خان و الأستاذ سالم علي عبده من المؤسسين الأوائل لشركة الباصات العدنية. المؤرخ العدني عبدالله يعقوب خان: هو من مواليد 21 فبراير 1891م, تلقى تعليمه في عدن إلى صف السينير كامبريدج تحت إشراف الدكتور عطا حسين. بدأ خدمته في الدوائر الحكومية عام 1908م, وعمل في إدارة المعارف في الفترة من عام 1911 وحتى 1937م وخلف مدير المعارف في غيابه لمدة من الزمن, وفي الفترة من العام 1923 – 1924م قام بتأسيس المكتبة التربوية كما عمل مسجلاً للعقود ابتداء من عام 1937م. أهتم بالرياضة منذ صغره ولاسيما لعبة الكركيت, وكان بطلاً من أبطال هذه اللعبة ونال خلالها خمسة نياشين وعدداً من الكؤوس, وكان من المؤسسين الأوائل لنادي ال(أم سي سي) وترأسه في بداية تكوينه حيث تحصل على العديد من الجوائز. وفي العام 1934م عمل على تأسيس نادي أنجمن إصلاح في التواهي وقام بدور هام في الجمعية الإسلامية الهندية في عدن. وإبان فترة حرب الطليان في بداية الأربعينات عمل كمتطوع في فرقة الوقاية من الغارات الجوية وشارك في عضوية العديد من الجمعيات كجمعية أصدقاء الحرية, والمعهد البريطاني, وجمعية الرياضة العدنية, ومدرسة شيرين بهاي لالجي الإسلامية, وجمعية مسجد حارة القطيع وغيرها. وإذا نظرنا في حياته الحافلة بالنشاط الأدبي والاجتماعي والرياضي نرى العديد من الأعمال التي قام بها ومن أهم أعماله تاريخ عدن وقد نشرت منه فصول عديدة في صحيفة فتاة الجزيرة وصحيفة الأفكار, وقاموس الأمثال العدنية, جغرافية عدن, الصومال في عدن, تاريخ الطباعة والصحافة, كما كانت له العديد من المقالات العلمية والأدبية التي قام في تحبيرها في الصحف المحلية. وفي عام 1946م قامت الجمعية الإسلامية بتكريم المؤرخ عبدالله يعقوب خان بمناسبة منحه لقب (صاحب خان) من قبل ولاة الهند. ملك السيارات سالم علي عبده عُرف عنه بأنه ملك السيارات في عدن, لأنه كان يمتلك أكبر عدد من السيارات المختلفة. هو من مواليد 1907م في عدن, التحق بمدرسة بازرعة الإسلامية الخيرية في كريتر ودرس القرآن الكريم على يد الشيخ محمد في مسجد أبو الليل. انقطع عن الدراسة لوفاة والده وهو في التاسعة من عمره. وفي العام 1916م عمل سالم علي عبده في بيت رجل الأعمال الفارسي أدلجي باتيل براتب شهري وقدره 15 روبية, ثم عمل كُمسري في باصات الفارسي أدلجي وهو في سن الثانية عشرة. تحصل على إذن سياقة السيارات عام 1926م فعمل سائق لسيارات القنطراز (المقاولات), وتمكن بجده واجتهاده بأن يجمع مبلغاً من المال أشترى به أول سيارة أجرة خاصة به في عام 1935م. ومنذ العام 1935م عمل كان يعمل صباحاً مع رجل الأعمال أدلجي صباحاً وبعد الظهر يعمل سائق للأجرة على سيارته حتى أستطاع بأن يجمع مبلغاً آخر من المال وقام بشراء سيارة أجرة ثانية, وفي عام 1939م أفتتح أول جاراج كبير للباصات في الخساف بكريتر, ويعرف حتى الآن بركن سالم علي عند المدخل المؤدي إلى الخدمة المدنية وبلغت أصوله في بداية الأربعينات سيارتان وباص واحد. وإبان الحرب الإيطالية في عدن قام بتأجير سياراته وأدار أعمال المقاولات الحكومية حيث كان يقوم عبرها بتأجير السيارات لسلاح الطيران الملكي البريطاني والقوات الحربية المرابطة في عدن. قاد سالم علي عبده حركة الإضراب التي ناوأت شركة الباصات التي غادرت عدن بعد فشلها وأسس جمعية مالكي السيارات وسائقيها في بداية عام 1947م وترأس الجمعية منذ تأسيسها. ساهم سالم علي عبده بإدخال الكهرباء إلى ميناء الحديدة وبيوتها وشوارعها ومساجدها وإداراتها الحكومية. كان الشيخ سالم علي عبده ممثلاً ووكيلاً لشركة جيوجت للسيارات وشركات أخرى للدراجات والراديوهات والبطاريات وجميع لوازم تغيير السيارات. عمل سالم علي عبده ليلاً ونهاراً وكان تاجراً حصيفاً يعرف معادن الناس اجتماعي يحب الخير للجميع وكان يفضل العمل على الكلام. كسب سالم علي عبده الكثير من الخبرات من خلال سفرياته العديدة حيث كان كثيراً وتنقل في بلدان العالم العديدة, وكان يجيد العديد من اللغات الأجنبية مثل: الإنجليزي والإيطالية والجزراتية, و له أربعة أولاد هما علي و محمد و صلاح و كمال. انتقل إلى رحمة الله في 12 مارس 1962م. صحيفة الامناء الصادرة اليوم العدد 328 تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية : أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال. أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء. أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم. أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية. لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية. ل "الأمناء نت" الحق في استخدام التعليقات المنشورة على الموقع و في الطبعة الورقية ". الامناء نت