وافق المجلس الوطني التأسيسي في تونس «البرلمان الانتقالي» أمس على موعد 26 أكتوبر لإجراء الانتخابات النيابية، وموعد 23 نوفمبر لإجراء الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، على أن تكون الدورة الثانية قبل نهاية العام، بما يشكل خريطة طريق لقيام مؤسسات دائمة بعد أكثر من ثلاث سنوات على الثورة في يناير 2011، وما رافقها من اختلافات حادة بين الأحزاب السياسية لاسيما بعد اغتيال قياديين معارضين في 2013. وشدد رئيس المجلس مصطفى بن جعفر قبل مناقشة القانون الجديد على الأهمية الكبرى لهذه المرحلة الأخيرة من العملية التأسيسية. وقال النائب محمود بارودي بعد إقراره بأغلبية 125 صوتاً مقابل معارضة 13، وامتناع 17 عن التصويت «إنها خطوة تاريخية.. نحن سعداء لأنه تم تحديد الجدول الزمني وهذا يعطي الأمل في مستقبل تونس». وعبر كمال توجاني عضو «الهيئة» المكلفة تنظيم الانتخابات عن ارتياحه بعد إقرار النص، وقال «الوضع توضح، والآن يجب أن نواصل العمل والتحدي الأكبر هو تسجيل الناخبين على اللوائح الانتخابية»، وأضاف «نأمل أن ننجح في تسجيل ال3,5 ملايين ناخب المتبقين»، موضحاً أن «الهيئة» التي أطلقت حملة توعية ستركز خصوصاً على المناطق الريفية عبر مراكز متنقلة للتسجيل. وكانت بدأت الاثنين الماضي عملية تسجيل أسماء الناخبين تمهيدا لهذه الانتخابات التشريعية والرئاسية. وتستمر عملية تسجيل الناخبين شهراً. ولا يحتاج الناخبون المسجلون في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي 2011، إلى إعادة تسجيل أنفسهم مرة أخرى. ويبلغ عدد الناخبين التونسيين حوالى 7,5 ملايين ناخب، لكن نحو أربعة ملايين فقط سجلوا أسماءهم في 2011. وخلافاً للانتخابات السابقة، فإن الناخبين المدرجة أسماؤهم على اللوائح الانتخابية هم فقط الذين سيتمكنون من الإدلاء بأصواتهم في انتخابات 2014. ومن المتوقع أن تؤدي الانتخابات إلى فوز حركة النهضة الإسلامية ومنافسها حزب نداء تونس اللذين توصلا لاتفاق يسمح بإقرار الدستور وتشكيل حكومة انتقالية حتى الانتخابات المقبلة. وبينما تحتفظ النهضة بقاعدة جماهيرية واسعة فإن نداء تونس أصبح ينظر إليه على أنه قاطرة المعارضة العلمانية. لكن الانتخابات الرئاسية قد تكون أشد شراسة بين متنافسين بارزين، من بينهم رئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي زعيم نداء تونس، والرئيس الحالي منصف المرزوقي الرئيس السابق لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، ونجيب الشابي القيادي بالحزب الجمهوري والمعارض البارز لنظام بن علي، إضافة للهاشمي الحامدي زعيم تيار المحبة الذي حقق قبل ثلاث سنوات مفاجأة مدوية بعد أن جاء حزبه في المركز الثاني في الانتخابات البرلمانية 2011. ولم تعلن «النهضة» حتى الآن عن ترشيح أي شخصية، لكنها دعت السياسيين إلى إيجاد مرشح توافقي للانتخابات الرئاسية المقبلة لخفض الاحتقان السياسي. (تونس - وكالات) الاتحاد الاماراتية