الرافضون : لقاءات بعض القيادات الجنوبية بهادي خيانة للشعب الجنوبي وهم لا يمثلونه المؤيدون: على جماهير الحراك الاستفادة منها من أجل إعادة الحقوق للجنوبيين تباينت آراء وردود أفعال مكونات الحراك الجنوبي، بشأن سلسلة اللقاءات التي عقدها العميد ناصر النوبة رئيس أول كيان للحراك الجنوبي، وقيادات جنوبية أخرى، والتي بدأها العميد النوبة بلقاء رفيع بالرئيس عبد ربه منصور هادي منتصف الأسبوع الماضي بصنعاء،واتسمت ردود الأفعال المنتقدة لمساعي العميد النوبة، وبدعم رئاسي شخصي من هادي، بالمتشددة، حيث هاجمت النوبة وقالت إنه "لحق بالركب الخطأ متأخراً"، ووصفت ما يسعى إليه بالتصرف الانفرادي ولا يمت للجنوب أو الحراك الجنوبي بصلة. وقال ل"الأولى" القيادي في الحراك الجنوبي الدكتور عبد الحميد شكري رئيس المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي ل"تحرير واستعادة دولة الجنوب"، إن "المجلس الوطني يؤكد مجدداً أن من يتحدث بأنه قائد الحراك وممثله، عليه أن يدرك أنه يقف هو الآن تماماً وبتلك الصورة التي لا تمت بصلة بالحركة الجنوبية الوطنية التحررية". وأضاف شكري أن "تلك الوقفة المهينة،- في إشارة منه إلى النوبة- التي وقفها من يخون دماء شهداء الجنوب وتضحياته أمام رئيس دولة (...) اليمني, لا صلة لها بمناضلي شعبنا الجنوبي الثابتين على العهد حتى "تحرير الجنوب العربي", وإقامة دولته المستقلة". وفيما يراه مراقبون أن تلك المساعي للقيادي الجنوبي وغيره من القيادات الأخرى تصب في صالح القضية الجنوبية وحلها حلاً عادلاً قد تفضي إلى تحقيق انفصال جنوباليمن عن شماله، قال شكري إن "هناك من يروج في هذا الاتجاه، لا نحسبه إلا خداعاً وذريعة لمن يتخلى عن تضحيات شباب الجنوب، ودماءهم التي سقت في كل ميادين وساحات النضال السلمي الجنوبي التحرري". ويضيف أننا "لن نتخلى يوماً عن مطاردة مرتكبي الجرائم بالجنوب وسفك دماء أبنائه، وتقديمهم للعدالة أياً كانوا، والوطن الجنوبي حق لا خيار". وأعتبر شكري من سماهم ب"الذين" يقفون مع سلطات (..) وباسم الحراك الجنوبي، أنهم يقدمون على "خيانة عظمى" بحق شعب الجنوب، وقال إن " خطابهم المهزوم منذ أن سلموا الجنوب لمصير يجهلونه، بتصرفاتهم تلك تنكشف أنهم ما يزالون يواصلون غباءهم السياسي"، مطالباً شعب الجنوب وقياداته بالداخل والخارج إلى نبذهم، على حد تعبيره. وأضاف أن "إصرارهم اليوم على تشريع (..) اليمني من خلال الدعوة إلى القبول بالمتاح الممكن أو المشاركة في صياغة دستوره القادم، يعني استمرارهم في ارتكاب مزيد من الجرائم بحق شعبنا الجنوبي العربي وشبابه الأبطال, ومناضليه". غير أن عضو الهيئة الوطنية لمتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والقيادي الجنوبي غالب مطلق قال إن "الشعب اليمني بكل فئاته يدعم الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يسعى لبناء الدولة الاتحادية ويخوض مواجهة مفتوحة ضد جماعات الإرهاب والعنف والفوضى". ونقلت صحيفة "14 أكتوبر" عن مطلق قوله إن "الأيام أكدت أن الرئيس هادي قائد حكيم وزعيم استثنائي تحمل المسؤولية في ظروف عصيبة تمر بها البلاد، وكل خطواته تظهر قدراً كبيراً من الحرص والمرونة والحسم للتعامل مع الأشياء والمتناقضات المختلفة". وأكد مطلق أن مخرجات الحوار الوطني تعتبر مكاسب تاريخية لصالح القضية الجنوبية، وموثقة للحاضر والمستقبل في المحافل والمؤسسات الإقليمية والدولية، وأن على جماهير الحراك الاستفادة منها لما من شأنه تحقيق الشراكة، ويعيد الحقوق السياسية والحقوقية للجنوبيين.، حد قوله. وخاطب مطلق من وصفهم ب"بعض المشككين"، قائلاً إن "الوضع السياسي الذي ظلم الجنوب قد طوي وانتهى بإقرار اليمن الاتحادي الجديد، وهناك دستور سيكفل الحقوق، ودعم سياسي كبير من العالم، وعلينا أن لا نضيع الفرصة"، مضيفاً أن "البعض لم يجد أعذاراً بادعائهم أن الأقلمة جاءت لتمزيق الجنوب، لكنهم يتجاهلون أبديات العمل الفيدرالي، وأن الأقاليم لديها مساحة للتنسيق والربط والتعاون". طرف ثالث، بدا ممسكاً بالعصا من منتصفها، وإن كان محسوباً على التيار المتشدد في الحراك الجنوبي، حيث أكد الدكتور صالح يحيى سعد، الذي يعتبر من القيادات المتشددة في مطالب "فك الارتباط"، قال إنه "يجب أن لا ننبذ الآخرين، وأن علينا أن نستمع إلى آرائهم، وعلينا أن نحترم الرأي الآخر، ونأخذ بما يخدم القضية الجنوبية". رئيس الوزراء الأسبق، المهندس حيدر أبو بكر العطاس، أعرب خلال لقائه أمس الأول بأعيان ومشائخ من محافظة شبوة بمدينة جدة السعودية، عن ارتياحه مما سمَّاها خطوات الرئيس هادي في ما يتعلق بالقضية الجنوبية، وقال إن "القادم للجنوب سيكون الأفضل في ظل التأييد الدولي". وأعتبر العطاس إقليمي الجنوب في الدولة الاتحادية القادمة، أبرز ما تحقق خلال المرحلة الفائتة، مؤكداً أنه الأهم عبر التأريخ الجنوبي خاصة إقليم حضرموت، ودعا القيادات الجنوبية إلى التسامح والتصالح، وأن يفكر الجميع بسياسة "فن الممكن والموجود". وقالت صحيفة "السياسة" الكويتية، إن الرئيس هادي تمكن من استقطاب أبرز القوى المؤثرة في الحراك الجنوبي السلمي التي كانت تطالب بانفصال جنوباليمن عن شماله وترفض مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وترفض تحول اليمن بشماله وجنوبه إلى دولة اتحادية من 6 أقاليم. وأضافت الصحيفة أن "قوى الحراك الجنوبي أعلنت من صنعاء و للمرة الثانية خلال أسبوعين تأييدها لهادي ولمخرجات مؤتمر الحوار التي أفضت إلى الاتفاق على دولة اتحادية من 6 أقاليم 2 في الجنوب و4 في الشمال". العصرية نت