أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا ارتفعت إلى أكثر من 45 ألف شخص، في الوقت الذي تجددت فيه الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن من بين هؤلاء 31 ألفا و544 مدنيا، كما قتل 1511 جنديا منشقا و11217 عنصرا من القوات النظامية، إضافة إلى 776 قتيلا مجهول الهوية. وأوضح عبد الرحمن أن هذه الأعداد "هي التي تمكنا من توثيقها، والأكيد أن الأرقام الفعلية هي أعلى بسبب عدم معرفتنا بمصير الآلاف من المفقودين داخل المعتقلات السورية من مدنيين وعسكريين". وأشار المتحدث إلى أن أعداد القتلى في صفوف القوات النظامية والمقاتلين المعارضين هي أعلى "بسبب تكتم الطرفين على خسائرهما الحقيقية للحفاظ على معنويات أفرادهما". ولا يحصي المرصد المقاتلين الأجانب الذين يعلن في بلادهم عن مقتلهم في سورية، كما أن الأرقام لا تشمل "المجموعات المسلحة التي كانت تقمع التظاهرات في بداية الثورة" منتصف مارس/آذار 2011، في إشارة إلى "الشبيحة"، وهم أفراد الميليشيات الموالية للنظام. وقال عبد الرحمن إنه "في حال تم التحقيق في مصير كل هؤلاء، فإن الحصيلة الإجمالية للقتلى قد تتخطى المائة ألف شخص". ويسقط العشرات يوميا في سورية من مدنيين ومقاتلين معارضين وجنود نظاميين جراء أعمال القصف والاشتباكات في مناطق واسعة من البلاد. اشتباكات في مخيم اليرموك ميدانيا تجددت ليل الثلاثاء الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشق بعد أيام من توقفها إثر اتفاق لسحب المسلحين المعارضين للنظام السوري والموالين له. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له الأربعاء إن أجزاء من المخيم شهدت ليل الثلاثاء اشتباكات استمرت حتى الفجر، بين مقاتلين معارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بينهم فلسطينيون، ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية الموالية للنظام. وشهد المخيم في الفترة الماضية سلسلة من أعمال العنف، إذ تعرض للمرة الأولى لقصف من الطيران الحربي السوري في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومرة أخرى في 18 منه، تزامنا مع اشتباكات في عدد من أحيائه التي حقق المقاتلون المعارضون تقدما في داخلها. وأدت هذه الأحداث إلى حركة نزوح كثيفة، ووصل عدد الهاربين منه إلى 100 ألف لاجئ فلسطيني، بحسب أرقام الأممالمتحدة، من أصل 150 ألفا يقطنون فيه. لكن الآلاف من هؤلاء بدأوا منذ الخميس الماضي بالعودة إلى المخيم بعد توقف الاشتباكات، والحديث عن اتفاق بسحب المسلحين من الطرفين لتحييد المخيم عن النزاع. وقال عبد الرحمن "يبدو أن الاتفاق غير المعلن عن انسحاب المقاتلين المعارضين والموالين للنظام لم ينجح"، مشيرا إلى أن الاشتباكات في محيط المخيم وسقوط قتلى في داخله برصاص قناصة "لم تتوقف خلال الأيام الماضية". من جهتها، أفادت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من النظام أن الاشتباكات استؤنفت "بعد عودة المسلحين إلى المخيم". ونقلت الصحيفة عن مصادر فيه قولها إن اليرموك "يشهد بشكل يومي بين الفينة والأخرى اشتباكات بين اللجان الشعبية الفلسطينية والمسلحين الذين عاودوا دخوله بعدما انسحبوا إلى أطرافه"، ما أدى إلى "نزوح الأهالي مرة ثانية".