20 قتيلا في قصف في شمال سورية ومعارك عنيفة في محيط معرة النعمان واشتباكات فجرا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشقبيروت دمشق وكالات: قتل عشرون شخصا على الاقل بينهم ثمانية اطفال الاربعاء جراء قصف للقوات النظامية على قرية في محافظة الرقة في شمال سورية، فيما تجددت ليل الثلاثاء الاربعاء الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشق بعد ايام من توقفها اثر اتفاق لسحب المسلحين المعارضين للنظام السوري والموالين له، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. في الوقت نفسه، تدور اشتباكات عنيفة في محيط معسكر وادي الضيف قرب مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب (شمال غرب) وصفها المرصد بانها 'الاعنف' منذ بدء هذه المعارك قبل اكثر من شهرين، مشيرا الى مقتل حوالي عشرين مقاتلا معارضا فيها. وافاد المرصد عن مقتل 'ما لا يقل عن 20 مواطنا بينهم ثمانية اطفال وثلاث نساء اثر قصف مصدره القوات النظامية السورية تعرضت له مزارع قرية القحطانية' الواقعة على بعد كيلومترات شمال غرب مدينة الرقة. واظهر شريط فيديو التقطه ناشطون وبثه المرصد على موقع 'يوتيوب' الالكتروني، عددا من الجثث بعضها لاطفال بدت عليها بقع دماء على ارض غرفة لم يحدد مكانها. ووضعت على بعض هذه الجثث اغطية بيضاء وغطيت اخرى ببطانيات، بينما بدا شخص برداء ابيض يقوم بتغطية جثث اخرى. واكد ناشطون على صفحة 'شبكة اخبار الرقة' على موقع 'فيسبوك' للتواصل الاجتماعي، 'سقوط جرحى بالعشرات في مزرعة القحطانية وعائلة بكاملها غرب المدينة'، مشيرين الى ان 'اسعافهم الى المشافي تم بالدراجات النارية لعدم توفر السيارات والمحروقات'. وكان المرصد افاد في وقت سابق عن تعرض قرى مزرعة يعرب وربيعة والقحطانية للقصف من القوات النظامية السورية. وشهدت الرقة في الاشهر الماضية تصاعدا في اعمال العنف مع محاولة المقاتلين المعارضين السيطرة على مناطق في هذه المحافظة الحدودية مع تركيا. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الضحايا الذين سقطوا الاربعاء هم من المزارعين. واضاف 'لا يوجد مقاتلون من اي مجموعات منظمة من المقاتلين في هذه المنطقة. الشهداء هم مجرد مزارعين'. في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل 19 مقاتلا من كتائب معارضة عدة واصيب العشرات بجروح في اشتباكات مع القوات النظامية في محيط معسكر وادي الضيف ومراكز وحواجز القوات النظامية النظامية بالقرب من مدينة معرة النعمان وجنوبالمدينة بدأت 'منذ ساعات الصباح الاولى'، بحسب المرصد. واشارت بيانات متلاحقة للمرصد الى 'مقتل وجرح عشرات العناصر من القوات النظامية'، والى قصف بالطائرات استهدف قرى محيطة بالمعسكر. ونقل المرصد عن نشطاء في المنطقة ان 'هذه الاشتباكات هي الاعنف في المنطقة منذ اشهر'. واستولى مقاتلو المعارضة على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في التاسع من تشرين الاول (اكتوبر)، ما اعاق وصول الامدادات الى القوات النظامية في مدينة حلب (شمال). ومنذ ذلك الوقت، تحاول القوات النظامية استعادة السيطرة على المدينة، في حين يحاول المقاتلون المعارضون الاستيلاء على معسكر وادي الضيف، اكبر معسكر للقوات النظامية في المنطقة. وقال المرصد في بريد الكتروني صباح الاربعاء ان اجزاء من المخيم شهدت ليل الثلاثاء الاربعاء اشتباكات استمرت حتى الفجر، بين مقاتلين معارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بينهم فلسطينيون، ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية الموالية للنظام، بحسب ما اوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس. واضاف عبد الرحمن ان 'المخيم كان هادئا حتى ليل الثلاثاء، لكن الاشتباكات اندلعت مساء واستمرت حتى ساعات الفجر الاولى'. وشهد المخيم في الفترة الماضية سلسلة من اعمال العنف، اذ تعرض للمرة الاولى لقصف من الطيران الحربي السوري في 16 كانون الاول (ديسبمر) الماضي، ومرة اخرى في 18 منه، تزامنا مع اشتباكات في عدد من احيائه التي حقق المقاتلون المعارضون تقدما في داخلها. وادت هذه الاحداث الى حركة نزوح كثيفة، ووصل عدد الهاربين منه الى 100 الف لاجىء فلسطيني، بحسب ارقام الاممالمتحدة، من اصل 150 الفا يقطنون فيه. لكن الآلاف من هؤلاء بدأوا منذ الخميس الماضي بالعودة الى المخيم بعد توقف الاشتباكات، والحديث عن اتفاق بسحب المسلحين من الطرفين لتحييد المخيم عن النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا. وقال عبد الرحمن 'يبدو ان الاتفاق غير المعلن عن انسحاب المقاتلين المعارضين والموالين للنظام لم ينجح'، مشيرا الى ان الاشتباكات في محيط المخيم وسقوط قتلى في داخله برصاص قناصة 'لم تتوقف خلال الايام الماضية'. من جهتها، افادت صحيفة 'الوطن' السورية القريبة من النظام ان الاشتباكات استؤنفت 'بعد عودة المسلحين' الى المخيم. ونقلت عن مصادر فيه قولها ان اليرموك 'يشهد بشكل يومي بين الفينة والاخرى اشتباكات بين اللجان الشعبية الفلسطينية والمسلحين الذين عاودوا دخوله بعدما انسحبوا الى اطرافه'، ما ادى الى 'نزوح الاهالي مرة ثانية'. وتخوف عبد الرحمن من وجود 'مخطط لابقاء اليرموك ضمن النزاع السوري، ما قد يتسبب بنزوح عدد كبير من سكانه، او فقدان الكثير من الارواح بسبب الاكتظاظ السكاني' في مخيم هو الاكبر للاجئين الفلسطينيين في سورية، ويقطن فيه كذلك عدد كبير من السوريين. وتحدث المرصد ايضا عن سقوط قذائف ليلا في محيط اليرموك، تزامنا مع اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حي التضامن المجاور له. وقتل 58 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية الاربعاء، هم 26 مدنيا و32 مقاتلا معارضا، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمندوبين في كل انحاء سورية. جاء ذلك فيما عثر على معارض سوري مقتولا داخل سيارته في احدى قرى محافظة حماة في وسط سورية، بحسب ما ذكر المرصد الاربعاء. وقال المرصد 'عثر على المعارض السوري فيصل الحلاق مقتولا في سيارته قرب مدينة السلمية مساء الثلاثاء'، مشيرا الى ان الحلاق 'سجين سياسي سابق بقي لمدة 11 عاما في السجن بتهمة الانتساب الى حزب العمل الشيوعي'. ويبلغ الحلاق من العمر 58 عاما. وجاء في تعليق حول الحادث على صفحة تنسيقية سلمية على موقع 'فيسبوك'، 'بالأمس، وجد الغالي أبو مضر مقتولا في ظروف غامضة قرب مدينتنا سلمية. فيصل كان من اوائل المحاربين منذ عقود، ومات بطلقة ووحيدا بلا معركة متكافئة بين ندين'. واضاف التعليق 'أحد عشر عاما قضاها الراحل فيصل الحلاق في سجون الأسد الأب، كانت اغتيالا رمزيا ومعنويا له في سياق اغتيال السياسة وفصل المجتمع السوري عنها'.