استقطبت موسكو خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، تحركات دبلوماسية ترمي لايجاد حل للأزمة السورية مع الإعلان عن توجه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إليها عبر مطار بيروت الليلة قبل الماضية فيما يزورها الموفد العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي الموجود حالياً في دمشق، بعد غد السبت ووزير الخارجية المصري الذي أعلنت الخارجية الروسية أنه سيبحث قضايا إقليمية بينها الملف السوري. وحل المقداد برفقة أحد مساعديه في موسكو لبحث مقترحات عرضها الوسيط المشترك في حين تحدث مسؤول لبناني مقرب من نظام الرئيس بشار الأسد عن "مناخ جديد..وهناك شيء جيد يحدث". وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف أمس، أن الموفد المشترك إلى سوريا سيصل إلى موسكو بعد غد بناء على طلب منه لإجراء مباحثات حول الملف السوري. وكان مصدر ملاحي في مطار بيروت أفاد بمغادرة نائب وزير الخارجية السوري "يرافقه المسؤول في وزارة الخارجية السفير أحمد عرنوس إلى موسكو على متن رحلة لشركة الطيران الروسية (ايرفلوت) انطلقت من مطار بيروت عند منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء". وذكرت وكالة أنباء "ايتار تاس" الروسية أن "وفداً من الحكومة السورية" سيكون اليوم في موسكو التي يزورها في اليوم نفسه وزير الخارجية المصري محمد عمرو لإجراء محادثات حول الوضع السوري. كما أعلنت الخارجية الروسية أمس، عن زيارة الوزير المصري اليوم للقاء نظيره الروسي سيرجي لافروف وبحث الوضع في سوريا. وكان الإبراهيمي وصل إلى دمشق الأحد الماضي، والتقى الاثنين الرئيس الأسد والثلاثاء ممثلين عن المعارضة السورية في الداخل إضافة إلى وزير الخارجية وليد المعلم. كما التقى أمس، السفير الصيني في دمشق تشانج شيون الذي تحدث عن توافق على أن "الوضع في سوريا خطير للغاية، وهناك حاجة ملحة للحل السياسي"، وعن أمل بلاده في "أن تتعاون الأطراف الدولية لبذل جهود مشتركة" من أجل هذا الحل. وكانت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية قالت قبل أيام إن الإبراهيمي الذي عقد في 6 ديسمبر الحالي، لقاء ثلاثياً مع وزير الخارجية الروسي لافروف ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في دبلن، يحمل معه إلى سوريا مقترحاً بتأليف حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة. وينص الاقتراح، بحسب الصحيفة، على استمرار الأسد في منصبه حتى انتهاء ولايته عام 2014، دون أن يحق له الترشح مجدداً. إلا أن أي مؤشرات على احتمال قبول الأطراف المعنية بمقترحات الإبراهيمي لم تظهر بعد. وقال دبلوماسي في الأممالمتحدة أمس الأول، أن الأسد "لم يتجاوب" مع الوسيط الدولي، فيما مجلس الأمن "بعيد من أن يقدم له الدعم اللازم، في وقت لم يعد المعارضون المسلحون يرغبون الآن بتسوية". وسبق أن أكد لافروف الأسبوع الفائت أنه تحادث هاتفياً مع الإبراهيمي وشدد على ضرورة حث أطراف النزاع على تطبيق اتفاق جنيف في 30 يونيو الماضي، حول فترة انتقالية في سوريا الذي لا ينص على رحيل الأسد. وكان حسن عبد العظيم المنسق العام ل"هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي" المعارضة بالداخل في سوريا، أكد بعد لقائه الإبراهيمي أمس الأول عن بقاء الأخير في سوريا حتى الأحد المقبل للعمل على "تأكيد التوافق الدولي" لحل الأزمة، لا سيما بين روسيا والولايات المتحدة. لكن لجان التنسيق المحلية التي تمثل مجموعة واسعة من الناشطين الميدانيين، رفضت "أي مبادرة تحاول وضع السوريين أمام خيارات تبتز الشعب وتخيره بين قبول تسويات جائرة أو استمرار جرائم النظام بحقه وبحق ممتلكاته وبنية دولته"، مؤكدة أن رحيل الأسد وأركان نظامه "شرط لازم لنجاح أي مبادرة للحل"، رافضة أي خطة تمنحهم حصانة. ونحت جماعة "الإخوان المسلمين" أيضاً في الاتجاه نفسه، متمسكة بحق الشعب "في محاسبة كل مرتكبات نظام الاستبداد والفساد وأدواته"، ومشددة على أنه "لن يكون للقتلة والمجرمين مكان في سوريا المستقبل". وأكدت أن الشعب السوري ماض "في ثورته الى غايتها، في استعادة روح مجتمعه المدني الموحد، في أفق دولته المدنية الحديثة، رافضاً كل التصنيفات والمؤامرات والمناورات". وبدا أن المعارضة في الداخل هي الطرف الوحيد الذي يبدي تفاؤلاً بنجاح المهمة، إذ تحدث رجاء الناصر أمين سر مكتب هيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي التي تغض السلطات السورية النظر عن نشاطاتها، عن "آمال كبيرة" في أن تثمر لقاءات الموفد الدولي عن "اتفاقات أو ايجابيات"، مشيراً ألى ضرورة انتهاء اللقاءات قبل "البت في الانطباع العام". واعتبر أن لا مخرج للازمة سوى بتأليف "حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تقود البلاد إلى بر الامان", اضافة الى ان "الحل السياسي (...) هو حل يقوم على إقامة نظام ديمقراطي جديد وعدم بقاء النظام الراهن".