في تقرير نشرته صحيفة الغارديان تلقي الصحيفة الضوء على الشرخ بين تصور "الجهاديين" الذين توافدوا على سوريا "لمحاربة اعداء السنة" ومن علقوا آمالا محددة على إسقاط النظام. في بداية التقرير يلتقي معده مارتن تشلوف في منزل عائلة سورية في حلب بأبي إسماعيل، وهو جهادي عراقي عبر الحدود الى سوريا "للمشاركة في الجهاد". يقول ابو إسماعيل إنه حصل على المال من "فاعل خير" في مدينة إربيل، واشترى أسلحة من تاجر في الأنبار، المحافظة التي كانت الى عهد قريب البوابة التي يعبر منها "الجهاديون" من سوريا إلى العراق، والتي يستخدمها جهاديون الآن للعبور في الاتجاه المعاكس. يقول أبو إسماعيل إن الحصول على المال وشراء الاسلحة كان سهلا. هدف أبو إسماعيل لا يتوقف على إسقاط النظام، وهو لن يلقي اسلحته بمجرد أن يتحقق ذلك، بل سيستمر في "محاربة أعداء السنة" مشيرا إلى الشيعة. وجد أبو إسماعيل في سوريا من استقبله ورحب به بل ووعد بتزويجه إحدى قريباته، لكن هناك من يتوجسون من وجود ابو إسماعيل وغيره من الجهاديين بينهم. جزء كبير من المعارضة السورية يرى في النظام خصمه، ومعركته موجهة ضده، لا ضد طائفة معينة، لكن الصورة التي كانت واضحة وبسيطة في شهر مارس/آذار عام 2011: "شارع ثائر في مواجهة نظام تعسفي"، لم تعد بتلك البساطة والوضوح. يقول محمود عبدالرازق، وهو صاحب متجر في حلب، "نريد أن نحصل على ما حققته الثورة في مصر وتونس، أن نستمر في حياتنا بعد إسقاط النظام. هناك تحقق هذا الهدف في 19 يوما، أما هنا فما زال لم يتحقق بعد مضي 19 شهرا". يرى مضيفو أبو إسماعيل فيه وفي الجهاديين من أمثاله لب المشكلة، فبالرغم من أنه تقي ومحافظ كما يرون إلا أن أهدافه بعيدة عن تصوراتهم. هؤلاء السوريون في هذا الجزء من مدينة حلب يقاتلون من أجل حق تقرير المصير، ولا يرون عدوا لهم سوى النظام، ولا يشاركون ابو إسماعيل وأمثاله الرؤية حول "أعدائهم". "الرئيس الحذر" أوباما توخى الحذر في قراراته السياسية وفي صحيفة الفاينانشال تايمز نطالع مقالا بعنوان "الرئيس الحذر يستحق فترة جديدة"، يحمل توقيع فيليب ستيفينز. يرى كاتب المقال أن الرئيس باراك أوباما قد ارتكب أخطاء في حملته الانتخابية حيث ركز على الهجوم على منافسه ميت رومني. ربما كان يهدف من ذلك الى تخفيف اثر هجمات رومني عليه، كما يخمن صاحب المقال، لكنه يتساءل عن اهمية ذلك للناخب الذي يريد ان يسمع شيئا عن الاقتصاد وفرص العمل. حين وصل رجل أسود يحمل إسم "حسين" الى أقوى مكتب في العالم لم يكن هذا مجرد نصر عادي للحزب الديموقراطي، كان هذا تحولا ثقافيا واجتماعيا عميقا، ولذلك فان خروجه من مكتب الرئيس بعد فترة واحدة سيكون مدمرا، كما يرى كاتب المقال. ويشبه الكاتب فوز أوباما بالرئاسة بحصول بطل الفيلم المعروف "المليونير المشرد" بجائزة "من سيربح المليون"، حيث صدم ذلك الكثيرين، مما جعل الفتى مضطرا لإثبات أنه حقا فاز بالجائزة، طوال الوقت. هذا هو وضع أوباما، كما يرى الكاتب، فمن يستمع لمحطات الإذاعة الأمريكية يلاحظ أن البعض يتحدثون عن "استيراده قيما إشتراكية أوروبية" بل يستنكر بعضهم مجرد حصوله على جواز سفر أمريكي. كانت الانجازات في الفترة الأولى مخيبة للآمال، فالازمة الاقتصادية العالمية كانت بالمرصاد للوعود الكبيرة، كما أن الرئيس ورث وهن القوة الأمريكية وحربين لا يمكن كسبهما، حسب المقال. ويتطرق الكاتب الى سياسة أوباما الخارجية فيقول ان الحذر المبالغ به وسم سلوكه السياسي بالعجز والشلل، ولم يتبق سوى الخطابة. تجنب المواجهة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لم يتورع عن الاستمرار في بناء المستوطنات في الضفة الغربية متجاهلا احتجاجات الفلسطينيين، وفي إيران أدرك أن هناك حاجة الى المحادثات قبل اتخاذ قرار الحرب لكنه عجز عن اتباع منطقه الخاص. "طائرات في الخليج" وفي الاندبندنت نقرأ مقالا يفيد بان الصحيفة تملك معلومات بان الحكومة البريطانية تدرس تمركز طائرات حربية بريطانية في الخليج، فيما يزداد التوتر في المنطقة بسبب تصاعد المواجهة مع ايران بشأن برنامجها النووي. وتضيف الصحيفة ان احتمال نشر هذه الطائرات يلي محادثات مع دولة الامارات العربية المتحدة لتعزيز الوجود البريطاني في المنطقة في وقت تهدد فيه اسرائيل بتوجيه ضربات عسكرية ضد طهران بالاضافة الى مايمر به معظم الشرق الأوسط من اضطراب اثر الربيع العربي والحرب الأهلية في سوريا. وتقول الاندبندنت ان اتخاذ القرار بشأن إرسال الطائرات في مثل هذا الوقت من عدمه يعود لديفيد كاميرون بعد اجراء المزيد من المحادثات مع حكام دبي وأبوظبي ويتوقع الإعلان عنه في المستقبل القريب. وتعتبر الصحيفة ان هذه الخطوة ستغذي شعور ايران بانعدام الأمن حتى في حال اعطاء ضمانات بأن الايرانيين غير مستهدفين بهذه الخطوة. وتنقل الصحيفة عن وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند قوله أمس إن على الدول الاوروبية ان تكون على استعداد للعب دور أكبر فيما يتعلق بشمال أفريقيا والشرق الأوسط. ونقل عن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الذي يزور لندن حاليا والملف الايراني على رأس جدول اعماله مع القادة البريطانيين نقل عنه القول ان اسرائيل مدركة تماما وداعمة للمناقشات الجارية حول خطوة ارسال الطائرات الحربية البريطانية الى الخليج.