هدى جاسم، وكالات (بغداد) - أُصيب 5 أشخاص بجروح جراء إطلاق قوات الأمن الرصاص في الهواء لتفريق محتجين غاضبين اعتدوا على نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الخدمات والقيادي السني البارز صالح المطلك أمس واتهموه بخيانة السنة ومنعوه من مخاطبة حشد العراقيين السنة المعتصمين على الطريق الدولي الرابط بين العراقالأردن وسوريا في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار غرب العراق. وفي الوقت نفسه، تظاهر آلاف المحتجين في الرمادي، احتجاجاً على استهداف سنة العراق بالاعتقالات والتعذيب في السجون وتهميشهم في العملية السياسية العراقية، مطالبين باستقالة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وإلغاء قانوني «مكافحة الإرهاب» و«المساءلة والعدالة» وإقرار قانون العفو العام وإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء. وقال شهود عيان إن المطلك وصل إلى ساحة الاعتصام صباحاً واعتلى منصة الخطباء فيها لإلقاء كلمة بدأها بالسلام ثم قال «اسمعوني ياشباب»، فقاطعه عدد من المحتشدين بالهتاف في وجهه: «خائن»! و«ارحل.. ارحل». وقذف مئات المحتجين المنصة وموكب المطلك بزجاجات المياه والحجارة والأحذية وأجبروا المطلك على النزول من المنصة وأحاطوا به وأرغموه على التوجه إلى جهة عكس الجهة التي تقف فيها سيارات موكبه، ما دفع حراسه إلى إطلاق النار في الهواء لتفريقهم. وأضافوا أن حراس المطلق شكلوا دائرة حماية حوله، لكن المتظاهرين اخترقوها وأمسكوا بتلابيبه وانتزعوا ربطة عنقه ولكمه أحدهم على فمه حتى نزف الدم منه، وطاردوه لمسافة كليومتر واحد في العراء قبل أن تصل قوة من الشرطة الاتحادية العراقية فرقتهم بإطلاق النار في الهواء واقتادت المطلك إلى سيارة مدنية أعادته إلى بغداد. وذكر مصدر أمني أن 5 من متظاهري الأنبار أُصيبوا برصاصات طائشة جراء إطلاق حراس المطلق ورجال الشرطة النار في الهواء. وأضاف أن قوات أمنية طوقت مكان الحادث ونقلت المصابين إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج. وقال متحدث باسم المحتجين، هو سعيد اللافي، «الآن فقط وبعد مرور سبعة أيام على التظاهرات، يأتي المطلك ليشترك معنا. جاء لتقويض التظاهرة». وحمل محتج اسمه غزوان الفهداوي أظرف طلقات أطلقها حراس المطلك، وقال »هل هذه هي الطريقة للتعامل مع المتظاهرين المسالمين؟ إطلاق النار عليهم؟». وقال المطلك، في بيان أصدره عقب الحادث، إن المحتجين استقبلوه بالترحاب لكن «بعض العناصر المارقة والساعية إلى حرف المحتجين عن مطالبهم المشروعة» حاولت قتله. في غضون ذلك، تعهد قيادي سني بمواصلة الاعتصامات والتظاهرات والعصيان المدني ما لم تستجب استجابة الحكومة العراقية المركزية في بغداد لمطالب المتظاهرين في الأنبار ومحافظتي صلاح الدين ونينوى وسط وشمال العراق. ... المزيد