شهد عام 2012 استمرار ظاهرة إغلاق عدد آخر من مسارح الدولة،لتنضم إلي قائمة المسارح المعطلة منذ سنوات ،مع فقدان المسرحيين لأمل عودة عملها مرة أخري ، في ظل تكرارإعلان مسئولي وزارة الثقافة عن تعثر هذه المشروعات ماليًا لنقص الاعتمادات المقررة من قبل الدولة للوزارة ،وعدم توافر أموال في صندوق التنمية الثقافية للوفاء بهذه الالتزامات المالية تجاه المشروعات المتعثرة وخاصة المسرح القومي الذي يحتاج وحده لأكثر من 30 مليونًا لاستكمال أعمال تطويره وعودته للعمل بعد إغلاقه منذ احتراقه قبل سنوات. في عام 2012 أغلقت قاعة يوسف إدريس ومسرح السلام بشارع القصر العيني والمسرحيين العائم الكبير والصغير بالمنيل وجميعها دور عرض تابعة للبيت الفني للمسرح، دون أي أنباء مؤكدة عن موعد اعادة تشغيلها مرة أخري،وبجانب إغلاق عدد من مسارح الأقاليم الحديثة لعدم توافر اشتراطات الدفاع المدني والأمن الصناعي ،لذلك لم يشعر المسرحيين بفرحة تجاوز المعوقات المالية و استمرار الإنتاج المسرحي في مختلف فرق الدولة سواء في البيوت الفنية للمسرح التي انتجت ما يقترب من 40 عرضًا مسرحيًا بمختلف الفرق التابعة لها بالقاهرةوالإسكندرية،مرورًا بفرق الهواة في الثقافة الجماهيرية التي أنتجت أكثر من 200 عرض ما بين فرق القوميات والقصوروالبيوت الثقافيةإضافة إلي عروض نادي المسرح والشارع والطفل،وفرق مراكز الإبداع التي يرتكز عملها علي عقد الورش التدريبية في فنون التمثيل والآداء بجانب تقديم عرض أو اثنين كنتاج لهذه الورش وهي تابعة لصندوق التنمية الثقافية وتتمركز بالقاهرةوالإسكندرية دون بقية المحافظات، وعروض مركز الهناجر للفنون الذي لم يقدم هذا العام أكثر من خمسة عروض فقط من إنتاجه،مقابل استضافة عدد من عروض الفرق المستقلة والهواة ،وشهد العام تقديم عدد كبير من عروض الهواة في فرق المسرح الجامعي والمستقل وبعض العروض المنتمية لمسرح الإخوان المسلمين والمسرح الكنسي. اللافت في 2012 هو استمرار تجميد المهرجانات المسرحية الكبري التي كانت تنظمها وزارة الثقافة قبل ثورة ينايرحتي الآن،وتحديدًا مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمهرجان القومي للمسرح ،وسط مطالبات لا تتوقف من المسرحيين بضرورة إعادة مهرجاناتهم التي كانت سببًا في انتعاش حركتهم المسرحية حتي قرار توقفها، في الوقت الذي أعادت فيه الوزارة استئناف انعقاد مهرجان القاهرة الدولي للسينما وتقديم دعمها المالي لعدد من المهرجانات المستقلة التي تنظمها مؤسسات المجتمع المدني ،والقيام بتنظيم ودعم عدد من مهرجانات الهواة خصمًا من ميزانية قطاع الإنتاج الثقافي بالوزارة،يأتي هذا في الوقت الذي نجحت فيه الإدارة العامة للمسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة في تنفيذ وإقامة أكثر من مهرجان مسرحي لفرق الأقاليم المسرحية ونوداي المسرح ،دون أن تتأثر بتصاعد حدة الأحداث في الشارع المصري علي مدار العام . ورغم وجود أكثر من عرض مسرحي متميز في عام 2012،أبرزها الجنوبي و رحلة حنظلة وفي بيتنا شبح ، تقدم بعضها للمشاركة في المهرجان العربي للمسرح المقرر افتتاحه بعد أيام في العاصمة القطرية "الدوحة"،وذلك بناء علي ترشيحات اللجنة الداخلية المكلفة من قبل الهيئة العربية للمسرح المنظمة للمهرجان،لترشيح العروض المصرية،إلا أن لجنة المهرجان النهائية قررت عدم وجود أي تمثيل مصري في المهرجان،وهي المرة الأولي التي ينعقد المهرجان فيها دون مشاركة مصرية علامات أنتصار وتأكيد وجود المسرح المصري في 2012 ،رفعت جميعها من قبل الهواة والمستقلين الذين نجحوا في عقد فعاليات موسمهم المسرحي المستقل الذي أقيم علي خشبتي مسرح الهناجر وروابط بالقاهرة، بمشاركة عروض لافتة لفرق مسرحية عملت في ظروف استثنائية دون أن تتوقف،ومهرجان آفاق مسرحية لفرق المسرح الحر،وفي الإسكندرية لم تهدأ حركة عمل مهرجانات الشباب وجميعها يستحق التقدير بحسب رؤي أقلام النقاد،بداية من مهرجان بيرم التونسي ومرورًا بمهرجان إسكندريلا وعدد من الفعاليات التي نظمت بمكتبة الإسكندرية والمراكز الثقافية الأجنبية والمستقلة. وفي تعليقه علي الأزمات التي تواجه المسرح المصري ودور العرض المغلقة وتوقيت أعادة تشغيلها مرة أخري ،قال الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة , قبل ساعات من استقبال عام جديد2013 "لن يستعيد الوطن روحه إلا إذا إضيئت كل المسارح ودور السينما ، الصعاب التي تواجه وزارة الثقافة أكثر مما تتخيل وفي مقدمتها الموارد المالية نظرًا لأن الكثير منها في حاجة إلي إعادة تأهيل فضلًا عن حاجة الفرق المسرحية إلي الأموال ، نأمل أن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة " أخبار مصر - حصاد - البديل