القاهرة: قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي إن علاقة بلاده بمصر قد تطورت كثيراً بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 عن عهد النظام السابق. وفي تصريحات صحافية، عقب لقائه وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو اليوم في القاهرة، أضاف كرتي: "نتحدث الآن في موضوعات لم يكن متاحاً على الإطلاق التطرق إليها من قبل، وكذلك مستويات تعاون لم تكن أيضاً متاحة"، لافتاً إلى أن "الشكوك الكثيرة" التي كانت تشوب العلاقة بين البلدين "أغلقت أبواب معظمها". وتابع: "لا أتصور أن هذا التواصل كان يمكن أن يتم قبل الثورة، فعلى مستوى التعاون السياسي كانت هناك مسائل كثيرة، السودان لا يطرحها على مصر، وحتى إن فعل، فمن باب المجاملة وإبداء الرأي فقط". واعتبر أن "السودان يجد الآن من مصر تجاوباً ومساعدة كبيرة في المحافل الدولية والإقليمية، فمصر بعد الثورة تذكر القضايا السودانية، حتى في غياب السودان عن تلك المحافل". وأشاد الوزير السوداني ب"التواصل الذي يتم الآن بين رئاسة الجمهورية في البلدين، وما يميزه من صدق ووضوح، يشكلان فارقًا كبيرًا جدًا"، مضيفًا: "نحن في انتظار الشهرين المقبلين حتى يظهر الفرق أكثر بين ما كانت عليه العلاقات المصرية والسودانية في السابق، وما هي عليه حاليًا". وتابع: "عملنا يصب حاليًا في كيفية الاستفادة مما هو متاح في العلاقة بين البلدين، خاصة في المجالات الاقتصادية والثقافية، والفرص المتاحة في التعليم والتدريب في مصر، والتي تزداد وتتسع يومًا بعد يوم". وكشف كرتي أنه يحمل "رسالة من الرئيس السوداني إلى نظيره المصري تتناول العلاقات السودانية في دول الجوار الأفريقي، والعلاقة بين البلدين، والعلاقات الأفريقية"، مضيفًا "سنفصح غدًا عن مضمونها". من جانبه قال وزير الخارجية المصري في تصريحات صحافية عقب لقائه بكرتي إنه "تم الاتفاق على تكثيف التعاون المشترك بين البلدين في مجالات عدة، مثل الزراعة والمياه والتجارة، بالتزامن مع قرب افتتاح الطريق البري بينهما". وأردف: "وقد ناقشنا خلال لقاء اليوم موضوع الطريق باستفاضة، حيث يوفر وسيلة لنقل البضائع بين البلدين وتخفيض أسعار منتجات كثيرة تمر بينهما"، مضيفًا "نهتم للغاية بهذا المشروع، وسوف نحرص خلال الأسابيع المقبلة على إنهاء كل الأمور المتعلقة به". ولفت عمرو إلى أن الوزير السوداني يشهد غدًا افتتاح المقر الجديد لسفارة بلاده في القاهرة، مستطردًا: "وسوف نشارك في هذا الحدث".