علي البخيتي [email protected] ركبت سيارة البيجو متوجهاً الى ذمار, كان فيها راكبين وأنا الثالث, استرخيت قليلاً مستغلاً الفراغ, ثم تبادلت أطراف الحديث مع السائق والركاب في القضايا العامة والخاصة, كانت سفرة ممتعة, سائق مرح, ركاب لطفاء وعلى درجة من الوعي, وصلنا نقطة نقيل يسلح التي يشرف عليها الأمن المركزي, وقف السائق, مد أحد الجنود يده اليسرى باتجاه السائق, التفت اليه السائق مستغرباً ماذا يريد, دلك الجندي إبهامه بالسبابة في اشارة الى المطلوب, فهم السائق فقال له أنا راجع الى تعز والركاب هم الى معبر وذمار لو الحملة كاملة " من عيني " قال له " على جنب " قال الله يخليك يا فندم " كم الديك وكم مرقة " " الله يحفظك ما بش معي ركاب " " الله يستر عليك " والجندي يكرر عليه بعد كل عبارة " على جنب " . المهم وقف السائق وهو يبرطم ببعض الكلمات الدالة على انفعاله وقال لنا " حد معه صرف ", نزل يفاوض الجندي فقلت في نفسي يمكن أن يعطي له 100 أو 200 ريال بالكثير, عرض عليه السائق 500 ريال فظننت أن الجندي سيطير فرحاً, لكنه رفض وهو متجهم الوجه وتوجه الى البقالة والسائق يجري ورائه من مكان الى آخر يستلطفه ويتوسل اليه ونحن منتظرون في حر الظهيرة نشاهد فلم الرعب, بعد لحظات عاد السائق قلت الحمد لله قبل الجندي ال 500 ورحم السائق المسكين, تمتم السائق ببعض الشتائم الجارحة, فقلت له كم أخذ منك ؟ قال الف ريال, فقلت له ما معك الا ثلاثة ركاب كم سيبقى لك من الأجرة ؟ فقال " ايش افعل ؟ " صمت وأنا ارى أمامي مشهد ابتزاز وذل لمواطن على أرض وتراب وطنه, ومن من ؟ من جندي يفترض أنه وجد للدفاع عنه وحمايته !! بعد قليل قلت للسائق لماذا يبتزونكم هكذا ؟ فقال لي أنا فعلت فيه خيراً !! معه عيال !! صدمت من اجابته, وقلت له لكنه أخذها منك غصباً فقال " لا والله انه خير", فقلت في نفسي الرجل جنن أو بالأصح أنا المجنون لأنه " سد هو وعقله " فلماذا أجبره أن يعيش مأساته, وتذكرت شتائمه الجارحة للجندي بعد دفعه للإتاوة, وقلت في نفسي السائق تصالح مع نفسة ليتمكن من العيش ودفع الاتاوة في اليوم التالي, لأنه لو ضل يفكر مثلي لأصيب بنوبة قلبية بعد ثلاثة مشاوير فقط من نقطة الأمن المركزي في سمارة . الى اللواء فضل القوسي قائد قوات الأمن المركزي : استبشرنا خيراً بتعيينكم وأشدتُ أنا شخصياً بك في أحد المقالات السابقة بسبب رفضك تنفيذ بعض التوجيهات التي قيل أنها صدرت اليك بإحضار مجموعة " بلاطجة " من الحداء وعمل خيمة أو ما شابه أيام الثورة في 2011 م ليمارس منها الاعتداء على من في الساحات كما فعل بعض القادة العسكريين بل وبعض المسؤولين المدنيين أمثال حافظ معياد للأسف الشديد, صمدتم في تلك الأوضاع وحافظتم على وظيفة البدلة الميري التي تلبسونها . نعلم كذلك بالجهود التي بذلتموها لتحسين الأوضاع المعيشية للجنود بعد تعيينك وغيرها من الأمور التي لا مجال لذكرها هنا, لكن يضل السؤال ما هي إنجازاتكم فيما يتعلق بعمليات الابتزاز العلنية التي يمارسها بعض أفراد وضباط الأمن المركزي في مختلف النقاط وخصوصاً نقطة نقيل يسلح ؟ هل تعلم أن تلك النقاط هي واجهة الأمن المركزي لدى المواطن وأنه يراكم من فتحة برميلها ؟ هل تعلم أن هناك انطباع سيء جداً لدى المواطنين ضد الأمن المركزي يتراكم لديهم كلما مروا من تلك النقاط ؟ لا يمكنكم أن تحققوا أمن طالما ضلت العلاقة بهذا الشكل بينكم وبين المواطن, الابحاث العلمية الحديثة أثبتت أن الأمن بحاجة الى تكامل وود في العلاقة بين المواطن والأجهزة الأمنية لا الى ابتزاز وشغل العصابات . وكحد أدنى اذا لم تتمكنوا من الحد من تلك الظاهرة فعلى الأقل نطالب بعودة أسعار الإتاوات الى سابق عهدها - ما قبل أحداث2011 م - خصوصاً وأن سعر الدولار والريال السعودي هبط عن ما كان عليه أيامها, أم أن الأمن المركزي مرتبط بسلة عملات أخرى ؟ - نقلاً عن صحيفة الأولى اليومية