فلا أحد يتجرأ بعد اليوم ويتكلم باسمه, ولا يزايد عليه بشعارات ما أنزل الله بها من سلطان. علي تلك القيادات الفضائية والزعامات الوهمية أن تكف عن الحديث باسمه, فالشعب لم يعطها تفويضا ولاتوكيلا, ولكنه أعطاه للدكتور محمد مرسي وللدستور الذي اختاره ليكون حكما بينهما, فلا يجوز لأحد بعد اليوم أن يتدخل أو يقحم نفسه بالقوة في تلك العلاقة الشرعية التي كانت علي مسمع ومرأي العالم كله, ولايحق لكائن من كان أن يعلن الحرب علي الرئيس أو الدستور متوعدا بإسقاطهما فهيهات وهيهات أن يفعلوا ذلك وهم يعرفون أنهم غير قادرين علي فعله, وإن حاولوا مرارا وتكرارا ولكنهم لم يجدوا سوي الهزيمة ولم يحصدوا سوي مرارتها فالقطار قد أقلع بعد طول انتظار, وصار في مساره الصحيح ولاعودة للخلف مرة أخري, وعليهم اللحاق به والانضمام إلي باقي الشعب الذي في داخله حتي تلتحم القوي الوطنية معا في بوتقة واحدة تنصهر في حب مصر والعمل لمصلحة هذا الوطن دون سواه. وتسقط كل المصالح الحزبية الضيقة وأحلام الزعامة التي وصلت لحد المرض لدي البعض وأصابتهم بحالة من الحقد والكراهية علي من يجلسون علي سدة الحكم اليوم, وأقصد بالطبع الرئيس محمد مرسي والإخوان المسلمين, ويعملون قصاري جهدهم لتصديرها إلي الشارع المصري كي يصاب هو الآخر بهذا المرض اللعين الذي من شأنه إشاعة الحقد والبغض بين أفراد الشعب الواحد مما يقضي علي هذا الشعب ويدمر الوطن, فالشعوب تعيش بالمحبة والألفة والمودة وبها تحيا الأوطان, هذه قاعدة معروفة ومسلم بها لذا أتعجب من تلك الزعامات الفضائية التي تدعي أنها تعمل لصالح مصر, بينما تثير كل هذه الفتن في ربوعها! أعود فأقول يجب علي هؤلاء أن يضعوا كل أحلامهم وأوهامهم تحت أرجلهم ويسيروا في الركب الوطني لرفعة هذا الوطن وخدمة هذا الشعب العظيم, لامفر من الحوار وتعلم ثقافة الخلاف دون أن يتحول إلي اختلاف داخل إطار العيش المشترك نحن أحوج مانكون إلي بعضنا البعض كي نقوي وننهض ببلدنا الغالية علينا جميعا, فالتركة ثقيلة جدا ولايستطيع أي حزب أوفصيل سياسي حملها بمفرده مهما بلغ حجمه أوقدرته, نحن بحاجة لأن يكمل بعضنا الآخر, وأن نتعلم بعضنا من بعض أيضا, وبقدر ثقل التركة وعظمتها بقدر أحلام الشعب وتطلعاته نحو مستقبل مشرق في ظل دولة يسودها القانون والعدل والمساواة والعيش الكريم بعد ثورة عظيمة دفع ثمنها من دماء أولاده الطاهرة, ولقد بدأنا أولي خطواتها بالأمس بإقرار دستور دائم للبلاد ستبني علي أساسه مؤساسات تلك الدولة التي ننشدها جميعا, لذا فنحن أشد مانكون في هذه اللحظة الراهنة إلي اللحمة الوطنية كي يسترد الجسد المصري عافيته من جديد, ويستطيع أن يخرج هممه وطاقاته الإبداعية وعبقرية سنين خلت, مازالت محفورة في الوجدان, في بناء النهضة الحقيقية لمصر والتي طال انتظارها طويلا.