فيينا - أ ش أ تفاقمت حدة أزمة اللاجئين المعتصمين في كتدرائية " فوتيف " الكائنة في قلب العاصمة النمساوية فيينا مع تدهور الحالة الصحية لعدد ثلاثة منهم مع دخول إضرابهم عن الطعام اليوم السابع عشر بالتزامن مع تهديد المعتصمين بالامتناع عن شرب الماء عقب مطالبة رئيس حزب الأحرار اليميني المتشدد هاينز شتراخر بإطعامهم بالقوة وترحيلهم عن النمسا. طلبت وزيرة الداخلية النمساوية " يوهانا مايكليتنر " من اللاجئين المضربين عن الطعام ، البالغ عددهم 60 شخصا ، العدول عن قرارهم وتناول الطعام بعد أن فقدوا الكثير من وزنهم وأصبحوا غير قادرين على الوقوف على الأقدام في نفس الوقت الذي دخل فيه رئيس حزب الأحرار المعارض اليميني " شتراخر " على الخط مطالبا وزيرة الداخلية النمساوية باتخاذ الإجراءات الخاصة لإطعام اللاجئين بالقوة بهدف نقلهم إلى السجن استعدادا لترحيلهم وهو ما أدى إلى توتر الموقف على المستوى السياسي حيث اتهمت رئيسة حزب الخضر إيفا كلافيشنيج رئيس أقوى حزب يميني معارض بإشعال الموقف على حساب مصير اللاجئين. في المقابل قام عضو البرلمان النمساوي نائب رئيس البرلمان الأوروبي " أوتمار كاراس " بزيارة اللاجئين المعتصمين في الكتدرائية وأمضى معهم ما يقرب من ساعة حيث انتقد موقف الداخلية النمساوية محذرا " لا يمكن تجاهل الأوضاع الطارئة للمحتاجين في بلد غني مثل النمسا " ، وكشف كاراس النقاب أن الاتحاد الأوروبي بصدد إصدار تشريع يتيح للاجئين العمل في الدول الأوروبية المقيمين بها عقب مرور 9 أشهر على إقامتهم في هذه الدول بدءا من العام القادم 2014. جدير بالذكر أن قوات الشرطة النمساوية كانت قد قامت قبل أسبوع بتفكيك مخيم اللاجئين الذي أقاموه داخل كنيسة فوتيف بالقوة مما أسفر عن تنظيم تظاهرات في العاصمة فيينا والعديد من المدن النمساوية تضامنا مع هؤلاء اللاجئين ، الذين حملوا الحكومة النمساوية مسئولية تعرض حياتهم للخطر وسط إصرار شديد على المضي قدما في الإضراب عن الطعام بسبب عدم السماح لهم بالعمل وتأخر الجهات النمساوية المعنية في تقرير مصريهم وحقهم في اللجوء بالنمسا فضلا عن معاناتهم من الظروف المعيشية الصعبة من حيث عدم توفر أماكن إقامة ملائمة خاصة مع دخول فصل الشتاء البارد.