أكد الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة أن هناك أبحاثا تم الإعلان عنها فى المؤتمر العالمى للعلاج بالخلايا الجذعية والذى عقد مؤخرا بفلوريدا، ومنها علاج الإيدز بشكل نهائى، وتقوم فكرة هذا العلاج على أن الفيروس عندما يدخل إلى الدم فإنه يهدف إلى اختراق خلايا معينة، وهى الخلايا التائية المساعدة التى تعد بمثابة القيادة بالنسبة للجهاز المناعى. ويشير مصباح إلى أن الفيروس يخترق جدار هذه الخلايا من خلال الدخول من مستقبلات على هذا الجدار تماما مثلما يدخل المفتاح فى "كالون الباب" بنظام معين للسنون يسمح بدخوله، وهذه المستقبلات تسمى " CD4,CCR5" وقد تبين أن الأشخاص الذين لديهم نقص جينى فى هذه المستقبلات CCR5"" لا يستطيع الفيروس أن يخترقها وأن يتكاثر بداخلها لكى يسبب العدوى وينتشر ليعدى خلايا المناعة الأخرى، ويصيب الإنسان بالمرض، وبالتالى فقد درس العلماء هذه الخاصية وتوصلوا إلى أخذ الخلايا الجذعية من الأشخاص الذين يفتقدون إلى ألجين المكون لهذا النوع من المستقبلات، ثم يتم بعد ذلك حقن الخلايا الجذعية فى نخاع العظام فى مريض الإيدز، فينتج خلايا تائية مساعدة تفتقر إلى هذه المستقبلات التى تسمح بدخول الفيروس وإحداث العدوى، وبالتالى يمكن التخلص من الفيروس الموجود فى الجسم من خلال أدويه تقضى عليه نهائيا، حيث إنه لا يمكنه التكاثر لعدم استطاعته الدخول إلى نواة الخلايا المناعية لكى يتكاثر بداخلها مرة أخرى، وبذلك يمكن علاج مريض الإيدز بشكل نهائى من إصابته بمرض الإيدز. ويقول الدكتور عبد الهادى، لقد تمت تجربة هذه الطريقة على مريض ألمانى كان مصابا بسرطان فى الغدد الليمفاوية والإيدز وتم علاجه من خلال الإشعاع ونقل خلايا جذعية تفتقر إلى هذه المستقبلات "CCR5"، وبالفعل تم شفاؤه نهائيا من الإيدز، وتتم متابعته باستمرار للتأكد من عدم عودة الفيروس مرة أخرى وهذه التجربة حدثت منذ عامين، مازال الرجل حتى الآن خاليا من الفيروس وعاد الجهاز المناعى للعمل بكفاءة تامة، ومن المنتظر تطبيقه خلال الأعوام القليلة القادمة ومازالت التجارب والأبحاث مستمرة على مرضى آخرين من أجل الخروج بنتائج علمية قاطعة على عدد أكبر من المرضى.
