الأربعاء 09 يناير 2013 08:45 صباحاً اللقطة الأولى : مقطع من إحدى الشوارع الرئيسية وقد ظهر نظيفاً بشكل يسر الناظرين ، فتتجه عيناك لرصيف المشاة أو طريق السيارات وقد تم تنظيفه والتقاط حتى أعقاب السجائر الملقاة وبلا مبالاة من المارة .. وفي زاوية الصور تطالع عامل النظافة مرتدياً بدلته البرتقالية وقد أنهمك في استكمال مهمته بإزالة وتنظيف مخلفاتنا وقد عاهد ذاته أن يترجم للآخرين أهمية دوره الكبير الذي لا يمكن لأي مدينة الارتقاء بدونه . تحية لصندوق النظافة وتحسين المدينةعدن ، والسمو بالذوق العام لدى مواطنيها ، ونتمنى المزيد من الاهتمام بالطرقات الفرعية والشوارع الداخلية وملامسة أوضاعها على الواقع وبشكل مباشر . اللقطة الثانية : وأنت تتجه للسوق ، هذا الملتقى الدائم لكل الناس لجلب حاجياته اليومية وتمويناتهم الضرورية .. وقبل أن تصل ترى منظر غير طبيعي – رغم تعايشنا معه منذ حوالي عامين – هذا المنظر وليد الظرف الطارئ .. فترى كل الباعة وقد نقلوا بضاعتهم إلى خارج السوق وعلى قارعة الطريق وقد اقتطع مساحة معينة حسب حاجته لعرض بضاعته للمواطن بشكل إجباري وغير مألوف .. ولم يكتفِ أولئك الباعة بشغل رصيف المشاة فحسب ، بل تطاول في الجرأة لحد الوقاحة ، فقد أنزل طاولته أو مفرشه المزدحم بأنواع الخضار و الفواكه والأسماك بأنواعها إلى الطريق المخصص للسيارات .. يشاركهم بذلك طبعاً باعة القات الذين يحتلون الجزء الأكبر في هذه الحالة الخاصة وعلى جانبي الطريق الواحد وقد تقابل الباعة بمفارشهم تلك تاركين مسافة متر أو مترين على أكبر تقدير كطريق مشترك للسيارات والمارة في آن واحد ، بل وحتى أن هذه المسافة غالباً ما تضيق كثيراً عندما يتوقف بعض الزبائن أو المارة لمعاينة تلك المعروضات أو شراء ما يحتاجونه منها .. وبذلك تكون المساحة المخصصة للسيارات قد شغلت بالكامل وتحولت إلى سوق مفتوح دون حسيب أو رقيب .. أما إدارة العوائق التابعة للبلديات في المديريات فهي في إجازة ضمير مفتوحة حتى انفراج الأزمة .. اللقطة الثالثة : هذه ليست لقطة واحدة ففيها مجموعة من المناظر التي ألفناها منذ فترة غير قصيرة ، وتمتعنا برؤيتها وتعايشنا معها ، تلك هي المساحات الخضراء المزروعة هنا وهناك أو على جانبي الطريق وفي وسطها ، وكذا الحدائق المتفرقة – رغم قلة عددها – والتي تم إعادة تأهيلها وتحويل بعضها لحدائق عامة ، وأصبحت من أهم المتنفسات في محافظة عدن . اللافت للنظر وبشكل ملحوظ ، هو بدء تصحر مساحات كبيرة من هذه المواقع ، واستمرارية تدهورها يوماً بعد آخر ، وكأن ذلك لا يعني أحداً . ويتولد لديك انطباع بأن تلك المشاهد الخضراء الجميلة التي كانت بالأمس ما هي إلاّ مشاريع آنية مؤقتة قد أخذت وقتها وكلفتها المادية وكفى !! فهل لنا أن نتساءل عن إمكانية جهود المختصين في التشجير والحدائق في صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة في إعادة الروح لتلك المواقع – وهي كثيرة – بما فيها الأشجار المزروعة في الطرقات وخصوصاً طريق المنصورة / البريقة وغيرها من الطرقات البعيدة عن أعين القائمين على هذه الخدمة الحضارية لمدينة عدن ؟!