في شارع الرقة حيث قلب دبي النابض بالحياة، والصخب، وضجيج السيارات، وصيحات المرح، وصرخات الإثارة، تكتمل مظاهر الاحتفال بمهرجان دبي للتسوق في الهواء الطلق، بين خليط من الأسر متعددة الألوان والأجناس والأعراق، جمع بينها أحد أفضل مواسم التسوق في العالم، حيث تدب الحركة في أوصال الشارع مع الرابعة عصر كل يوم، السيارات تتوافد بكثرة على الشارع والزائرين يتوافدون خروجاً من محطة مترو دبي لينضموا إلى عالم البهجة والمرح الذي أعلنه شارع الرقة . شاركت الزينات والديكورات التي انتشرت على طول الشارع في ترسيخ مفهوم قديم يتبناه الشارع للاحتفال بمهرجان دبي للتسوق، وتاريخ العلاقة بين المهرجان وشارع الرقة تاريخ طويل كتاريخ العلاقة بين دبي والتفوق، وتوافرت الأضواء على جوانب الشارع تدق طبول الاحتفال، وتدعو الصغار والكبار للمشاركة في الحدث، الذي يوفر عالماً من الفعاليات الترفيهية المتنوعة التي تنشر المرح والفرح والأجواء الاحتفالية في المدينة وتجمع الجمهور من مختلف الجنسيات لخلق ذكريات لا تنسى . وفي الناحية الغربية من نهاية الشارع، يشاهد الزائر منطقة الألعاب الرياضية الشعبية، وهي تتنافس على اجتذاب الزائرين لتجربة مهاراتهم الذاتية في التصويب أو غير ذلك من المهارات، كما تضم المنطقة أرجوحة كبيرة يستخدمها الصغار والكبار أيضاً، ويحتل قطار الصغار جانباً من المنطقة، وتنطلق من صوبه الضحكات الصافية وصرخات الصغار فرحاً بالتجربة التي يخوضها بعضهم لأول مرة، أما السيارات المتصادمة فلها أولوية خاصة لدى الصغار ويتسابق بعضهم للفوز بجولة مجنونة يتصادم خلالها مع أقرانه في محيط الحلبة المحدود . ويعتبر الموقع الوسيط لشارع الرقة بين أهم الروافد التجارية والسكنية والسياحية في دبي من أهم أسباب إقبال الزائرين على الاستمتاع بمرافقه الترفيهية المتعددة، ويشهد على ذلك الإقبال الكبير من العائلات على متابعة الفعاليات والمشاركة فيها، وفي الغالب ما يختار الأطفال شارع الرقة كوجهة ترفيهية ويوجهون العائلة إليها، هناك ينطلق كل منهم إلى لعبته المفضلة، ويختار مشروعه الترفيهي بنفسه . طارق محمد الحارثي، وهو سائح عماني يهتم بالحضور إلى دبي في أثناء مهرجان دبي للتسوق كل عام حتى لا تفوته الفعاليات الترفيهية التي يعشقها طفلاه الصغيران أمل وهيثم، قال وهو يتابعهما بعينيه أثناء ركوبهما الأرجوحة: "لم يجد الصغار متعة في أي مكان في العالم كما وجداها في دبي، هنا في شارع الرقة تتوفر كل أنواع الألعاب التي يفكر فيها هؤلاء، كما توجد المرافق الخدمية التي يرغب في استخدامها الكبار أيضاً، ما يعني أمسية رائعة لا ينقصها شيء، ومن الواضح أن دبي لديها خطة دائمة لتطوير العمل في فعاليات المهرجان، ما يدفع خطها البياني السياحي دائماً إلى الأعلى" . ويضيف الحارثي: "تسوقت قدر استطاعتي خلال الأيام القليلة الماضية، وبعد حصول الأطفال على جرعة مناسبة من اللهو سوف نتوجه لاستكمال التسوق في أحد المراكز التجارية القريبة" . ومن غانا حضر عمر عمر بصحبة أبنائه الثلاثة بسمة ونام وون إلى شارع الرقة لقضاء عطلة ممتعة، ويقول إن المكان يسمح بمزيد من حرية الحركة للأطفال، خاصة أن أماكن اللهو بعيدة عن مسارات السيارات، وتتسع لحركة الأطفال التي قد تتسم في بعض الأحيان بالاندفاع، وقال إنه يفضل التسوق من المراكز التجارية القريبة من شارع الرقة مثل مركز الغرير، لأنه بذلك يستطيع توفير الوقت، وإنجاز أكثر من مهمة في وقت واحد . ويضيف عمر: "أحرص على الحضور إلى دبي خلال أيام المهرجان منذ سبع سنوات، واستفيد من وجودي لشراء بعض البضائع التي أصطحبها إلى بلادي لإعادة بيعها، وقد عاصرت النمو والتطور الذي يحدث في المهرجان كل عام، وأشعر بأهمية الدور الذي يلعبه المهرجان في الاقتصاد، فهو يحفز المدينة لتقديم الأروع، ويسهم في حفز النمو الاقتصادي لدبي" . واختار الهندي دوجراس وأقاربه سينجس ووراكيش شارع الرقة لقضاء ليلة مختلفة بين ألعاب الأطفال التي تتيح الفرصة لمشاركة جميع الأعمار، ويقول دوجراس إنه حريص على متابعة فعاليات المهرجان منذ 15 عاماً، ويلاحظ كيف يتطور المهرجان من عام إلى آخر، وكيف تتجدد الفعاليات كل عام، وأكد أن الأطفال يستمتعون باللهو في هذه المنطقة الفسيحة، مضيفاً أن التخفيضات المشجعة التي تقدمها المراكز التجارية التي تقع في شارع الرقة وغيرها من المواقع تدفع المستهلكين إلى التفكير في استثمار هذه الفرص لشراء كل الاحتياجات خلال هذه الفترة، خاصة مع توافر الماركات التي تحمل العلامات التجارية العالمية .