عاشت الإمارات فرحة استثنائية بعد تأهل "الأبيض" إلى نصف نهائي دورة كأس الخليج الحادية والعشرين لكرة القدم، كأول منتخب ينال هذا الشرف في الدورة الحالية . وكان لافتاً أن وكالات الانباء العالمية اهتمت بما حققه "الأبيض" وقالت إنه كسب التحدي مجدداً بعدما تعود هذا الجيل من اللاعبين على منصات التتويج . على خط آخر، وجه المدرب مهدي علي قائد الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني تحية خاصة إلى المنتخب البحريني على مردوده الميداني الجيد والمستوى الفني الرائع في المباراة بينهما وقال إن "المستوى الجيد الذي قدمه في الميدان يؤكد أنه يستحق التقدير، وأود توجيه التهنئة للبحرينيين على الحالة الفنية اللافتة والأداء القوى وأتمنى التوفيق للمنتخب في المرحلة المقبلة" . ما يحسب للاعبي المنتخب الإماراتي أنهم كانوا في مستوى التوقعات على الرغم من المساحات المغلقة أمام المرمى، فنجحنا في احراز النتيجة المطلوبة على الرغم من أن المنتخب لم يكن في "يومه"، وتوقع الجميع أن نتابع الظهور الجيد في البطولة بعد المواجهة الممتازة في اللقاء السابق أمام المنتخب القطري، لكن الشيء الجيد أننا نجحنا في حسم النتيجة في الوقت الأخير من اللقاء . وتابع: لاحظنا الاهتمام الجماهيري الكبير باللقاء وواجهنا رغبة كبيرة من لاعبي البحرين في الفوز وحصد النقاط الثلاث للدفاع عن حظوظهم في بلوغ الدور المقبل وكنا ندرك أن البحرينيين سيسعون إلى تعديل وضعهم بعد التعادل مع عمان، والمهم أن لاعبي الأبيض نجحوا في تحقيق المطلوب . وحول ترشيحات المراقبين للابيض بإحراز كأس البطولة قال المنافسة على اللقب حق مشروع لكل فريق في ظل التقارب في المستويات وفي الحظوظ ونتمنى ان نوفق في ذلك . وحول الاسباب التي حالت دون ظهور الأبيض بمستواه المعروف مقارنة بما قدمه أمام العنابي قال "مهندس الانتصارات": أعتقد ان مايدور في الملعب يظل بيني وبين اللاعبين وسيكون الحديث حول السلبيات مع اللاعبين . وأكد مهدي علي في المؤتمر الصحفي بعد المباراة أن رغبته في منح بعض اللاعبين راحة عن اللقاء المقبل أمام عمان يوم الجمعة في الجولة الأخيرة من الدور الأول، لايعني محاولة منح الخصم فرصة الفوز، فهذا الكلام غير ممكن، وهذه وجهة نظر خاصة بالمنتخب أن يمنح بعض لاعبيه الفرصة للحصول على قسط من الراحة، وفي المقابل الزج بعناصر جديدة في التشكيل الأساسي، وثقتي كبيرة بجميع اللاعبين لتقديم المستوى الفني المطلوب . وحول المنافسة على التأهل في المجموعتين الأولى والثانية قال :أعتقد أن المنافسة باتت محصورة بين المنتخبين القطريوالبحريني لخطف بطاقة التأهل الثانية وكان "الخليج الرياضي" قد حرص على رصد كل كلمة قالها المدرب الوطني مهدي علي مهندس الانتصارات والبطولات للكرة الإماراتية . وفاقت اللقاءات الصحفية التي أجريت مع المدرب مهدي علي أمس العشرين مقابلة تلفزيونية، حيث حرصت جميع القنوات الرياضية الخليجية والعربية والأجنبية على استضافة مهدي علي عبر شاشاتها رغم انه تحدث في المؤتمر الصحفي . على خط آخر، كتبت وكالة الصحافة الفرنسية أن منتخب الإمارات كسب الرهان بعد تأهله إلى الدور نصف النهائي اثر فوزه على البحرين في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى . وجاء في الوكالة: باتت الإمارات أول المتأهلين إلى نصف النهائي قبل جولة من ختام الدور الأول، بعدما تصدرت المجموعة الأولى برصيد ست نقاط من مباراتين . وكسب منتخب الإمارات أو "فريق الاحلام" كما يطلق عليه بسبب انتماء معظم لاعبيه الى المنتخب الأولمبي الذي حقق انجاز التأهل التاريخي إلى أولمبياد لندن 2012 الرهان، كما أكد ان ثقة الشارع الرياضي في الإمارات به لم تأت من فراغ . ويتفاءل الإماراتيون كثيرا بهذا الجيل من اللاعبين الذين اثبتوا تميزهم من خلال الانجازات التي حققوها عندما كانوا في صفوف منتخب الشباب ثم الأولمبي . وقاد المدرب الحالي مهدي علي هذا الجيل للفوز بلقب كأس آسيا للشباب 2008 في الدمام والتأهل إلى ربع نهائي مونديال 2009 تحت 21 سنة في مصر وإحراز فضية آسياد ،2010 قبل ان يحقق معه الانجاز الاضخم في تاريخ الكرة الإماراتية بعد المشاركة في مونديال 90 بالتأهل إلى أولمبياد لندن 2012 . وستكون كأس الخليج التحدي الجديد للجيل الشاب للصعود إلى منصة التتويج فيها وإضافة لقبها إلى مجموعة الألقاب الأخرى التي حصدوها منذ عام ،2008 والذي سيكون لو تحقق الثاني للإمارات في البطولة بعد الأول عام 2007 في "خليجي 18" الذي استضافته في أبوظبي . وقبل انطلاق البطولة رفع منتخب الإمارات شعار المشاركة من اجل التحضير للاستحقاقات المقبلة ولاسيما التأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2015 في أستراليا، لكن يبدو أن الأمر أصبح مغايراً الآن بعدما أثبت "الأبيض" في أول مباراتين له بأنه يمكنه الذهاب بعيداً . ونالت الإمارات اعجاب وثناء كل المتابعين للبطولة بعد العرض الرائع امام قطر (3-1)، وجاء الفوز على البحرين صاحبة الضيافة ليؤكد قوة تشكيلة المدرب مهدي علي والخيارات المتعددة التي يملكها . وسجل ماجد حسن هدف الفوز للإمارات في الدقيقة 84 بعد نزوله بديلا لعامر عبد الرحمن وعندما كانت المباراة تتجه للتعادل 1-1 . وجاء تألق حسن لاعب وسط الأهلي والذي يعد أحد المواهب الشابة ويقدم مستويات مميزة مع فريقه في الدوري هذا الموسم، ليبرهن تنوع الخيارات عند مهدي علي، الذي يملك منتخبا يمتاز عن المنتخبات الأخرى بوجود صف احتياطي يوازي الأساسي مستوى . وأبقى علي افضل لاعب في الإمارات في السنوات العشر الأخيرة إسماعيل مطر على مقاعد الاحتياط في مباراة قطر الأولى، ولم يدفع به إلا في آخر دقيقتين، كما اشركه في الدقيقة 27 أمام البحرين . كما تضم قائمة الاحتياط وليد عباس ومهند العنزي وسعيد الكثيري وحبيب الفردان وعبد العزيز هيكل، وكلها أسماء صاحبة حضور قوي مع فرقها في الدوري المحلي خلال السنوات الأخيرة . ولأول مرة منذ عام 1996 عندما أحرز "الأبيض" المركز الثاني في بطولة كأس آسيا التي اقيمت في أبوظبي يمكن القول ان الإمارات تملك منتخباً قادراً على الاقناع وتحقيق طموحات جماهيره . كما انها للمرة الاولى منذ فترة طويلة التي تدخل الإمارات بطولة وهي المرشحة الأبرز لاحراز لقبها، وذلك بسبب الثقة الكبيرة باللاعبين ومدربهم مهدي علي . وحتى عندما فازت الامارات بلقب "خليجي 18" لأول مرة في تاريخها فانها لم تمتلك النوعية نفسها في تشكيلتها، واعتمدت بشكل كلي على مهارة اسماعيل مطر الاستثنائية والذي توج بلقبي أفضل لاعب وهداف البطولة برصيد خمسة أهداف . وامتاز منتخب الإمارات في مباراتي قطروالبحرين بامتلاكه لشخصية قوية وتحمله للضغوط التي اختبرها عناصره من خلال البطولات الاقليمية والقارية والدولية التي شاركوا فيها مع منتخبي الشباب والاولمبي . ووجدت الإمارات نفسها متأخرة أمام قطر بهدف خلفان ابراهيم في الدقيقة ،11 لكنها عادلت بعد دقيقتين عبر عمر عبد الرحمن ثم انهت المباراة لمصلحتها 3-1 بهدفين لعلي مبخوت ومحمد أحمد . مبخوت البشرى السارة اختبر "الأبيض" سيناريو آخر أمام البحرين حيث لم يكن الطرف الأفضل ورغم ذلك عرف كيف يخرج فائزاً باعتماده على مهارة الانتقال السريع من الدفاع الى الهجوم، والاستعمال الصحيح لمهدي علي لأوراقه الرابحة على مقاعد الاحتياط . وشكل عمر عبد الرحمن خصوصاً الحضور الأبرز عبر تمريراته الساحرة ومهاراته العالية في التحكم بالكرة، لكن البشرى السارة لمهدي علي جاءت من علي مبخوت الذي سجل هدفين حتى الآن معوضاً التراجع المخيف في مستوى أحمد خليل أفضل لاعب شاب في آسيا عام 2008 .