حوار - سماح جمال «أفرض شروطي... واذا لم تنفذ لا أعمل»، بتلك الجملة البسيطة حددت الفنانة زهرة عرفات موقفها من العمل في أي مسلسل، معتبرة أن طلباتها ليست بالتعجيزية بل منطقية وتدور حول اسمها وأجرها ومواعيد تصوير الأعمال. وكشفت عرفات - في حوار مع «الراي» - عن أنها لا تريد حالياً خوض تجربة الانتاج، فقد استطاعت أن تأخذ مكانها الصحيح «رغم أن البعض نجح بالصدفة وبات في صفوف النجومية». ورأت أن اسمها اليوم بات مطلوباً والمسلسل يسوّق باسمها، معترفة بأنها ليست ممثلة عبقرية بل «طينة» في يد المخرج والكاتب، وأنها تضحك من الاشاعات لأنها اعلان مجاني. لماذا أنت بعيدة عن الصحافة؟ - لا لست بعيدة، فاذا قدمت شيئاً يستحق سيكتبون عني، وأقدّر النقد وأحتفظ به حتى لو كان سطراً واحداً، فلا أنسى ما كتب عني بعد عرض مسلسل «شوية أمل» بأنني «جوكر» الدراما الخليجية، وبعد مسلسل «امرأة تبحث عن المغفرة» بأنني ممثلة خليجية بمواصفات عالمية. هل تفكرين بدخول مجال الانتاج؟ - ليس لديّ هوس بالانتاج، أعتقد أن أمامي سنتين قبل أن أتجه اليه، وحالياً أركز على اسمي ليكون في المقدمة «مو بفلوسي»، فقد أخذت مكاني الصحيح وفرصتي، ولن أكون منتجة الا بعد أن أكون كسبت ثقة القنوات الفضائية بالكامل ليعطوني منتجاً منفذاً من دون تردد. هل تجدين صعوبة في خياراتك حالياً؟ - تُعرض عليّ الكثير من الأعمال والنصوص الجميلة مع مخرجين مميزين ولكنني أخاف مما سأقدمه، فأصبحت أكثر حذراً في خطواتي والى أين ستوصلني في مشواري فأريدها أن تنقلي الى مكان أعلى. لذا ما أقدمه يجب ألا يكون أقل مما تقدمه نجمات جيلي، وأحرص على أن يكون بالقوة نفسها لتبقى المنافسة بيننا. شخصيتك في مسلسل «ويل» معقدة كأدوارك السابقة؟ - العمل اجتماعي بسيط، ومنذ فترة ارتبطت بالشخصيات الكئيبة والحزينة، وأردت تقديم شخصية نقابلها كل يوم، وتحمل لمسات من الرومانسية. هل هو هروب من الشخصيات المعقدة؟ - بدأت أسمع من الجمهور عبارات مثل «خلاص نكد وحزن»، وكأنهم يريدونني أن أقدم شيئاً مختلفاً، ومن ناحية أخرى أبحث كممثلة عن الشخصيات الصعبة وأرغب في تقديم شخصيات تستفزني لأتعب عليها. هل اسمك يسوّق العمل؟ - لا أستطيع انكار الفنانات والنجمات اللواتي شاركن معي في الأعمال التي قدمتها، كما أن اسمي بات مطلوباً، ولهذا أكون حريصة في خياراتي الفنية، وبعد أن قدمت الكثير من الأعمال وباتت المحطات تطلبني بالاسم ويسوّق العمل باسمي، بتّ أخاف حتى لا أجعل ثقة الجمهور تهتز بي. اذاًَ تفرضين شروطك لأن اسمك يسوّق العمل؟ - أفرضها، لكن بعيداً عن بيع العمل أو عدم بيعه، واذا لم تنفذ شروطي لا أعمل. ما شروطك؟ - أجري واسمي ووقت التصوير، وكلها شروط منطقية وغير تعجيزية، وأحرص على الاتفاق على كامل التفاصيل قبل دخول العمل، ويكون هناك اتفاق على العمل ومن يشارك معنا. اسمك أم اسم الهام الفضالة الذي سيتصدر العمل؟ - نحن «سمن على عسل»، واتفقنا على كل هذه التفاصيل. أي الشخصيات تفضلين تقديمها؟ - أدوار المرأة الحقيقية الشعبية التي نقابلها في حياتنا اليومية وليس النماذج البلاستيكية وال «شو» الاعلامي. هل هناك نجوم الصدفة؟ - البعض نجح بالصدفة وصار في صفوف النجومية، ولكن السؤال ماذا بعد؟ وماذا عنك؟ - لا أقول انني ممثلة عبقرية، وأعتبر نفسي «طينة» في يد المخرج والكاتب يشكلها بحسب ما تتطلب الشخصية. فمن الممكن أن أعمل مع مخرج «يطلعني للسما» وآخر «...»، فالموضوع كله بيد المخرج وقد يكون النص قوياً ولكن المخرج لا يخدمني ويقتلني بلقطاته التي قد تظهرني وكأنني في عرض مسرحي، أو يدمرني في مرحلة المونتاج. هل ممكن أن «تُقتلي» الآن من مخرج؟ - ممكن، واليوم نحن نواجه جمهوراً لا يرحم. تعرض عدد من الفنانين الكبار لانتقادات حادة، ولم يشفع لهم تاريخهم، هل أنت مع هذا؟ - لا، فهناك أسماء خط أحمر ويشفع لها تاريخها، وربما تعرضوا لكبوة وليس سقوطاً وهذا أمر طبيعي، وقد يتعرض له كل فنان، لكن هل يعقل أن يكون فنان صاحب تاريخ يريد تقديم عمل ليفشل أو يقدم عملاً سخيفاً مثلاً؟، ولكن قد يكون العمل غير مناسب لشهر رمضان، واذا عرض في وقت آخر يحقق نجاحاً. هل نجمات اليوم أكثر حظاً من نجمات الجيل السابق؟ - على العكس، فالأعمال كانت تُكتب لنجمات والدراما نسائية موجودة، مثل «محظوظة ومبروكة» الذي كتب لسعاد عبد الله وحياة الفهد، وقد نكون محظوظين اليوم بالانفتاح الكبير الحاصل في القنوات الفضائية، وشخصياً أحسد الجيل السابق لأن أعمالهم كانت تتميّز بمنطق مختلف والعمل مبني على الحب. هل اختلف الأمر اليوم؟ - قدمت أعمالاً مع الكبار، وأذكر أننا كنا نأتي وقد حضّرنا بشكل جيد للعمل، أما اليوم فبعض الفنانين الشباب يأتون وهم غير مستعدين. كيف تفسرين هذه الظاهرة؟ - لا أعمّم، وأعتقد أن هذه المجموعة لا تسعى الى التعلّم بل الشهرة، وهناك ممثلات يردن اظهار ملابسهن وتسريحاتهن، ومن تتبع هذه السياسة ماذا ستفعل بعد ذلك؟ وفي الوقت نفسه بعض المنتجين يبحث عن الجميلات سواء أكانت مطربة أم عارضة أزياء ويعطونها بطولة العمل، قبل أن يقيّموا موهبتها لأن المهم لديهم أن تكون «وجهاً ضارباً»، ولكن في النهاية «هذا الميدان يا حميدان». البعض قارن بين مسلسلك «امرأة تبحث عن المغفرة» و«الملكة» لهدى حسين؟ - من يقارن بينهما لم يشاهدهما، ف «الملكة» سلّط الضوء على الحياة العملية للفنانة واقترب من تفاصيل حياتها، أما نحن فركزنا على السجينات وحياتهن السابقة. سيجمعك عمل مع المخرج البحريني محمد القفاص، ما هو؟ - لا أستطيع الافصاح عن تفاصيله، ولكنها التجربة الأولى لنا وهو من المخرجين الذين ينتمون الى المدرسة الواقعية، وبحسب كلامه قال لي «طالما سيعمل معي وأنا في مكانة، فلابد أن يوصلني الى مكان أفضل، حتى لا يقال انه «جاب زهرة وطلعها مثل ما هي» أو أن يظهرني بصورة أقل. ما أسباب قلة الأعمال البحرينية؟ - الأعمال البحرينية من أهم الأعمال التي تقدم، ولا أهتم ببلد العمل بقدر ما تعني لي جودة وفريق العمل المشارك، وقد تكون غائبة كماً ولكن النوع والتميّز الذي تقدمه أمر لا يختلف عليه. وأين الخلل؟ - لا يوجد خلل، بل ينقصها الانتاج، ولكن أخيراً أصبحت هناك قنوات تعطي الكثير من الكوادر البحرينية «المنتج المنفذ». تحرصين على حضور المهرجانات السينمائية؟ - كل فنان يجب أن يكون حريصاً على حضورها كونها فرصة مهمة للتعرف على تجارب أخرى وللالتقاء بالنجوم العالميين، والكثير من أعمالنا قمنا بالاتفاق عليها هناك. وما جدوى وجود هذه المهرجانات في ظل غياب صناعة سينمائية؟ - استطاعت هذه المهرجانات أن تعرض أفلاماً تقدم للمرة الأولى في العالم وتستقطب نجوماً عالميين، وما أتمناه أن نوظف هذه الجهود ونقدم فيلماً عالمياً مشتركاً مع هؤلاء الفنانين وبذلك سنستطيع تحريك عجلة الصناعة، ومن خلال حضوري للمهرجانات أرى أن المخرجين الشباب في الامارات استطاعوا أن يطوّروا من أدواتهم وبات ما يقدمونه من أعمال أفضل لاحتكاكهم بالكوادر السينمائية حول العالم. ماذا عن مشاريعك السينمائية؟ - تلقيت عروضاً للمشاركة في أعمال سينمائية منذ أن بدأت عجلة السينما في الخليج بالدوران، وحتى «روتانا» عندما بدأت بانتاج أفلام خليجية عرضت عليّ أعمالاً، ولكن الى الآن لم أجد دوراً يظهرني بصورة صحيحة لا أن يكون مجرد مشاركة، وحالياً هناك ترتيبات للمشاركة في فيلمين خليجيين أحدهما سيكون في البحرين والآخر سيتم تصويره في الكويت وهو فيلم «أكشن». ماذا عن برنامج «أنا زهرة»؟ - تجربة جميلة، وسعيدة بمواصلتها، وأعتبر أنني أظهر فيها بشخصيتي الحقيقة بعيداً عن «الكراكترات» التي أقدمها في الدراما، ومن خلالها يتعرف الجمهور أكثر على أفكاري والرسالة التي أريد ايصالها، وأجد اهتماماً من المحطة بالعمل، والشركة المنتجة التي أتعامل معها هي واحدة من أفضل الشركات في الوطن العربي، وفريق العمل محترف ويرغب في الوصول الى المشاهد العربي البسيط بعيداً عن التكلف والفلسفة، ونضع في عين الاعتبار أن المشاهدين ليسوا كلهم عباقرة فهناك طبقة بسيطة وربات بيوت يشاهدوننا. ما أكثر قضية طرحتها في البرنامج وأثرت بك؟ - على مدار الحلقات تناولنا الكثير من القضايا والمواضيع الانسانية التي تركت أثراً بي، ولكن ملف العنف ضد المرأة كان له أثر عميق، وكدت أنهار، خصوصاً أننا تناولنا قضايا موت نساء بسبب العنف. هل أخذك التقديم من التمثيل؟ - على العكس أعطاني، فمواعيدي باتت أكثر وضوحاً. ماذا عن علاقتك ب «تويتر»؟ - أصبح لدي أكثر من 38 ألف متابع، وهو المتنفس الذي ألتقى فيه بجمهوري، ولا أستخدم «البلوك» مع المتجاوزين ولا أدخل معهم في جدال عقيم، ولكن أولاً أحرص على الدخول الى حساباتهم للتعرف على تفكيرهم ومعتقداتهم، والمتابعون يعرفون أنني أرفض النصائح الدينية أو الحياتية من منطلق أن هذا الشخص لا يعرفني شخصياً أو يعرف طريقة حياتي. هل تحرصين على توظيف متابعيك في التصويت على الاستفتاءات الفنية؟ - كنت متحمسة في البداية ووضعت الروابط على حسابي، ولكن حدث موقف جعلني أفقد ثقتي بهذه الاستفتاءات واكتشفت أنها مجرد لعبة، وأتذكر أنني انتقلت من المركز الرابع الى الثاني وكنت أجلس مع أولادي ونقوم بالتصويت كل دقيقة من جهاز الكومبيوتر نفسه أو الهاتف، وكل هذه الأصوات تم حسابها مع أنه يفترض أن يكون لكل جهاز صوت واحد يحتسب، وأثبت لنفسي ولأسرتي حقيقة هذه الاستفتاءات. كيف تتعاملين مع الاشاعات؟ - «تعودنا عليها»، وشخصياً أصبحت أضحك عليها وأعتبرها اعلاناً مجانياً، وكل تركيزي منصبّ على عملي وأسرتي فقط. هل خضعت لعمليات تجميل؟ - لم أقدم على عمليات «النفخ»، ولكنني قمت بأخذ «بوتوكس»... فحتى الصغار اليوم يقومون بعمله، وأريد من وراء حقن «البوتوكس» النضارة فقط، ولا أحب أن أغيّر ملامحي و«كراكتري». لكننا لاحظنا في فترة أنك اقتربت بالشكل من الفنانة اليسا؟ - تلك كانت تجربة موقتة ولم أحبها ولن أكررها، فهناك تجميل يكون لفترة موقتة والطبيب الذي أجري عنده حقن «البوتوكس» هو من اقترح عليّ أن أجري نفخاً لشفتيّ، وكانت مادة موقته انتهت بعد ثلاثة أشهر ولم أقم بتصوير أعمال خلال تلك الفترة. ما سّر ربط الكثيرين بينك وبين الفنان خالد أمين؟ - تجاربي التمثيلية معه قليلة وتكاد تُعدّ على الأصابع، ولم نقدم ثنائيات درامية كباقي الفنانين، ولكن اللقاء الذي أجريناه منذ فترة وظهرنا فيه بملابس الزفاف خلق هذا الرابط، وشخصياً تجمعنا صداقة قوية جداً. هل للصداقة مكان بين الفنانات؟ - موجودة، والواثقة من نفسها لا تغار، ولاحظت أن الغيرة موجودة بين بنات الجيل الواحد، ولا تصلح غالباً الصداقة بينهن. قيل انك تعتزمين ادخال ابنتك للمجال الفني؟ - كان ظهورها معي على غلاف احدى المجلات لمناسبة عيد الأم، وهي خجولة جداً وليس لديها ميول فنية.