أدى الانتشار الواسع للمبيدات الحشرية، وسهولة الحصول عليها، إلى تعاقب الكثير من حوادث الإصابة بها من الأطفال، حيث شكلت حادثة وفاة الطفلة حبيبة، البالغة من العمر (سنتين)، وإصابة شقيقها عبد الرحمن (6 سنوات)، بحالة تسمم شديدة ناجمة عن استنشاق مبيد حشري، كانت قد استخدمته عائلة تسكن بجانب شقة ذوي الطفلة حبيبة وشقيقها في إمارة الشارقة، بينما سبقتها حادثة مماثلة في عجمان راح ضحيتها توأم "علي وسهيل"اللذان كان يبلغان من العمر خمسة أشهر، والكثير من الحوادث التي باتت تشكل تهديداً كبيراً لجميع من يستخدم المبيدات الحشرية . تعد المبيدات الحشرية من الضرورات المنزلية لكل ربة بيت، لتكافح بها الصراصير والذباب والبعوض والفئران دون أدنى حرص منها لخطورة ذلك، ويمكننا القول إنه لا يوجد بيت يخلو منها، وتنوعت المبيدات الحشرية بين أقراص توضع داخل جهاز يعمل بالكهرباء، وتحت الأسرة طوال الليل، وبين ما يستخدم بالضغط على زر فتنساب المبيدات في صورة رذاذ في جميع أنحاء البيت لتحقق بذلك لمستخدميها السهولة والفعالية في القضاء على الحشرات . وأشارت الإحصاءات على مستوى العالم إلى أن المبيدات تسببت في عام 1992 في حالات التسمم لما يقرب من 25 مليون شخص في الدول النامية، يموت منهم ما يقرب 20 ألف شخص سنوياً . في حين أظهرت إحصاءات بلدية "دبي قسم مكافحة آفات الصحة العامة«، من بداية العام حتى تاريخه، استقبال 5 حالات تسمم، أربع منها بدبي وواحدة بالشارقة، تمت الاستجابة لها بناءً على طلب رسمي من الإدارة المركزية للطب الوقائي . ويتم عادة الاستجابة لحالات التسمم بناءً على مكالمة هاتفية منسقة بين مركز الاتصال ببلدية دبي وشرطة دبي والمستشفيات بدبي . كما تتم زيارة المصابين بالمستشفيات والاطمئنان إلى حالتهم ومن ثم زيارة مكان سكنهم في موقع سكن المصابين وفي الغرف والشقق المجاورة لسكنهم، للبحث والتحري عن وجود أدلة حول استخدام للمبيدات الحشرية . التأثير في الجسم يقول الدكتور محمد حسين اختصاصي الصدر والحساسية: "يعرف المبيد الحشري بأنه مبيد آفات يستخدم ضد الحشرات في جميع أطوار النمو، كما يتنوع بين العضوية مثل "نيوكوتين، رونتويد"والفوسفات العضوية مثل "مالاثيون، مينازون"أما المركب فيتمثل في "DDT". ويشير إلى أثر المبيدات الحشرية وخطورتها في الجهاز التنفسي، حيث تؤدي إلى أضرار جسيمة في جميع أعضاء الجسم، ومن أعراض الإصابة بالمبيدات الحشرية واستنشاقها، ضيق شديد في التنفس، زيادة ضربات القلب وعدم انتظامها، الكحة المستمرة مع حدوث أزيز في الصدر، فشل في وظائف التنفس، آلام حادة بالصدر، القيء والإسهال المستمر مع آلام حادة بالبطن، بعض حالات النزيف الحاد، أزمة رئوية حادة . ويذكر أن المبيدات الحشرية قد تتسبب في أمراض خطرة على جميع أجهزة الجسم تؤدي بالحالة إلى الوفاة، فقد يتأثر الجهاز الهضمي بالمبيدات الحشرية وتظهر عليه أعراض، كحدوث إسهال، قيء، جفاف، آلام حادة في البطن، التسمم المعوي، ومن ثم سرطان في الكبد . في حين يتأثر الجهاز الدوري والقلب بزيادة في ضربات القلب وعدم انتظامها، أزمة قلبية مفاجئة، اتساع عضلة القلب، فشل عضلة القلب، وسيولة في الدم . وقد تصل الإصابة بالمبيدات الحشرية إلى الجهاز العصبي، مسببة فشلاً في وظائفه، ومؤثرة في جميع الخلايا العصبية وفي الوظائف الحسية والحركية للجهاز العصبي . أما الجهاز التناسلي فقد تكتفي بإحداث عقم لدى الرجال والسيدات، أما في حالات تعرض الجلد والعين للمبيد الحشري، فتحدث حكة جلدية أو أكزيما، مع حساسية في العين والتهابات في القرنية . خلل في الوظائف أشارت الدراسات إلى أن التأثير السمي للمبيدات الحشرية يتمثل في احتواء بعض موادها على مركبات الفسفور العضوية الشديدة السمية، وخطورتها تكمن في تأثيرها في إنزيم "الكولين إستيراز"الموجود في الجسم وتثبيط عملها، هذا التثبيط تزداد نسبته باستمرار التعرض لهذه المبيدات، وخاصة عند المتعاملين معها، حيث إن قياس مستوى الكولين إستيراز في الدم دليل لمعرفة درجة التسمم فانخفاض نشاطها بنسبة 40% يعتبر علامة خطرة للتسمم وبنسبة 60% انخفاض . ويضيف الدكتور محمد حسين: "إذا حدثت زيادة في نسبة المبيدات الحشرية إلى نسبة معينة في الدم، فقد تؤثر بشكل كبير في صحة الإنسان، بما في ذلك جميع الفئات العمرية، حيث تؤدي بالأطفال إلى الشعور بالهلوسة، الهذيان، التشنجات، هبوط الجهاز العصبي المركزي، هبوط التنفس، جفاف الفم والحلق، القيء المستمر والإسهال، وارتفاع في درجة الحرارة، أما بالنسبة لكبار السن من الرجال والنساء فتحدث فشلاً حاداً في وظائف الجهاز التنفسي، وفشلاً حاداً في عضلة القلب، هبوط الجهاز العصبي المركزي، الاكزيما والحكة الجلدية، التسمم المعوي، والالتهابات الرئوية الحادة". الحالات الصدرية وعن كيفية التعامل مع الحالات المصابة بالأمراض الصدرية المزمنة مثل الربو وغيره، أثناء التعرض للمبيد الحشري، يقول: "على مريض الصدر الابتعاد عن أماكن التعرض الموجود بها المبيد الحشري، ونزع الملابس الملوثة بالمبيد الحشري، وبعدها البدء بعلاج الحالات المصابة على الفور، وذلك باستنشاق الشعب الهوائية باختلاف أنواعها، حقن المريض بالمواد المضادة لتلك المبيدات حسب أنواعها، إعطاء المريض بعض المضادات الحيوية في حالة حدوث التهابات رئوية حادة، إجراء أشعة سينية على الصدر، فحص غازات الدم، نقل المريض إلى المستشفى ووضعه في العناية المركزة إذا استدعى الأمر، استخدام أجهزة التنفس الصناعي في حالة فشل الجهاز التنفسي الحاد، ومتابعة العلامات الحيوية للمريض كالضغط والحرارة والتنفس". ويذكر أن الكثير من حالات التسمم تنجم عند استنشاق بعض الغازات أو أبخرة السوائل السامة، حيث تتميز بسرعة وصول السم إلى الدم ومن ثم سرعة حدوث التسمم، لذلك يراعى إسعاف المريض في هذه الحالة في أسرع وقت ممكن قبل الذهاب للمستشفى، إذ تشكل الإسعافات الأولية أهمية كبيرة لصحة الإنسان، وقد تؤثر في حياته في حال الإهمال أو عدم اتخاذها، وتتمثل في إبعاد المريض عن مكان الاستنشاق، نزع الملابس الملوثة برائحة المبيد الحشري، استخدام موسعات الشعب الهوائية بالاستنشاق، إجراء التنفس الصناعي في حالة إصابة المريض بفشل وظائف الجهاز التنفسي أو الدوري، عمل إنعاش القلب في حال توقف النبض والتنفس، الاتصال فوراً بالإسعاف لنقل المريض إلى المستشفى . وقال: أبرز الأساليب الوقائية التي على المستخدمين اتخاذها لحمايتهم من التعرض لاستنشاق المبيدات الحشرية، كترشيد الاستهلاك والاستعمال العشوائي للمبيدات الحشرية، ابتعاد الأطفال عن أماكن رش المبيدات، رش المبيدات على جوانب الأماكن فقط، استخدام الأقنعة والقفازات الواقية، استخدام ملابس خاصة تلبس أثناء رش المبيد الحشري فقط ثم نزعها بعد الانتهاء، وضع المبيدات في أماكن مرتفعة وبعيدة عن متناول أيدي الأطفال، عدم ترك بقايا أطعمة مكشوفة أثناء رش المبيد، تنظيف المياه الراكدة . إجراءات سريعة أما عن عملية حدوث التسمم بالمبيدات الحشرية، فتقول الدكتورة سماح باهي ممارس عام بقسم الطوارئ: "للمبيدات الحشرية مواد أو مركبات عند دخولها جسم الإنسان لا تتكسر وقد تشكل خطورة على صحة الإنسان، ما يستدعي منا وصف "الأتروبين"له وهو دواء يعمل على وقف المستقبل "مادة المبيد الحشري"أو وضع مادة مكسرة كأنزيم "استيل كولين استريز"الذي يعمل على تنشيط المادة ومن ثم تكسيرها". وتضيف: "هناك أعراض عامة تظهر على حالات الإصابة بالمبيد الحشري التي تستدعي منا الإسراع في إسعافه حتى لا يصل إلى مرحلة خطرة، من هذه الأعراض، ارتفاع ضغط الدم، انخفاض في السكر، ارتفاع في ضربات القلب، حدوث تشنجات، ضيق التنفس، تقلصات في البطن، قيء، ومن ثم الدخول في غيبوبة، وتعتبر هذه المرحلة الأخيرة من الأعراض". وعن الحالات التي تم استقبالها والإجراءات المتخذة إزاءها تستطرد: "معظم الحالات التي جاءت تكون من العمال الذين تعرضوا لمواد التنظيف في الأماكن المغلقة وبشكل كبير، ما سبب لهم ضيق تنفس ودواراً، وهذه الحالات يتم إسعافها عن طريق وضع جهاز التبخير الذي يحتوي على مواد تعمل على توسيع الشعب الهوائية، ووضع الأكسجين في حالة انخفاضه عن 94%، مع مراعاة عدم انخفاض الضغط، ومن ثم نقوم بتنشيط العمليات الحيوية لديه وإخضاعه تحت المراقبة لمدة نصف ساعة، وبعدها يتم إبلاغ الشرطة بالحالة حتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة". الإصابة والعلاج ويصنف الدكتور يونس أبو العينين، اختصاصي طب أسرة، المبيدات إلى ثلاثة أنواع: مبيدات حشرية، مبيدات القوارض، ومبيدات الحشائش، أما المبيدات الحشرية فهي تتكون من مركبات الكلور العضوية، المبيدات المصنوعة من مصدر نباتي، النفثالين، مركبات الفسفور العضوية، ومركبات الكرباميت . وفي هذا الصدد يقول: "من مكونات المبيدات الحشرية مركبات الكلور العضوية مثل، "التوكسافين، الجماكسان، DDT«، حيث تبلغ الجرعة السامة في التوكسافين غرامين، بينما تبلغ الجرعة السامة في مادة DDT 20 غرام، وتعود صناعة ال DDT إلى الحرب العالمية الثانية، ونظراً لخطورتها وشدة سمها تم وقف تصنيعها، وتتميز بسرعة ذوبانها في البنزين والدهون التي تساعد على امتصاصها في الجلد". ويشير إلى أعراض التسمم بهذه المركبات، حيث تسبب آلاماً في البطن، قيء، زرقة في الوجه والشفتين، رعشة في عضلات الوجه، وبعدها يحدث تقلص في عضلات التنفس وتدهور المركز التنفسي بالمخ يؤدي إلى تشنجات وغيبوبة يعقبها وفاة . ويتمثل العلاج في غسل المعدة إذا تم تناول المبيد عن طريق الفم، استخدام محلول الشاي المركز في الغسيل لاحتوائه على حمض "التنيك"الذي يساعد على ترسيب المبيد، إعطاء المصاب حبوب الفحم الطبي ليساعد على امتصاص المبيد، علاج التشنجات عن طريق حقن المصاب بالمنومات أو المهدئات ك"الباربيتيورات"و"الفاليون«، إجراء تنفس صناعي واحد، في حالة تلوث الجلد تنزع الملابس ويغسل الجلد بالماء والصابون مع مراعاة عدم حك الجلد، وفي حالة ظهور أي خلل في وظائف الكبد يعطى العلاج اللازم بواسطة اختصاصي كبد، ويمنع من الأغذية التي تحتوي على الدهون . أما المبيدات ذات المصدر النباتي، فيتم استخلاصها من زهرة "البيرسرم"وتباع على شكل أقراص أو سائل مثل الريد، كذلك تصنع مواد شبيهة بهذه المبيدات وتستعمل بكثرة في المنازل للتخلص من الناموس، من أعراض الإصابة بها، ظهور حساسية كالربو، التهاب الجلد، رشح بالفم، والتهاب في الجهاز التنفسي بداية من الحلق إلى القصبة الهوائية . ويعتبر أنه في حالة ظهور مثل هذه الأعراض يمنع استخدام هذا المبيد في المنزل، ويعطى للمصاب مضادات حساسية "الهستامين". أما مادة النفثالين فهي تصنع على شكل كرات بيضاء صغيرة لها رائحة نفاثة، وتستعمل كطارد للعثة حيث توضع في الملابس والسجاجيد المخزنة والتسمم بهذه المادة يحدث عندما يتناوله الأطفال عن طريق الفم، وكذلك الاستنشاق، وذلك لظنهم أنها أحد أنواع الحلوى، وتقدر الجرعة السامة للنفثالين بغرامين، وإذا تم امتصاصه داخل الجسم يحدث تكسر في كريات الدم الحمراء . وعن أعراض الإصابة بهذه المادة، قال: "إذا تم التعرض للمادة عن طريق الفم يحدث هياج للغشاء المخاطي والجهاز الهضمي ويصاب الشخص بغثيان وآلام حادة بالمعدة وقيء، ومن ثم تشنجات وغيبوبة نتيجة تكسر كريات الدم الحمراء والصفراء، وخلل بالكليتين ما يؤدي إلى فشل كلوي". وتأتي مركبات الفسفور العضوية أحد المواد المكونة للمبيد الحشري، التي تتمثل في "الباراثيون"و"الملاثيون"وغيرهما، ويعرف البلاثيون في محال البقالة ب"بوليس النجدة"وتعتبر هذه المبيدات الأكثر امتصاصاً من خلال الجلد والأغشية المخاطية، وتقدر الجرعة السامة في مركبات الفسفور العضوية 20 مليغراماً، وتؤثر مركبات الفسفور العضوية في أنزيم مهم جداً بالجسم يؤثر في الجهاز العصبي محدثاً تنبيهاً شديداً يعقبه شلل . ويعتقد أن الإصابة بمركبات الفسفور العضوية قد تحدث دواراً، غثياناً، ضيقاً في التنفس، رعفاً غزيراً، زيادة في إفراز اللعاب، قيئاً شديداً وإسهالاً، انقباض حدقة العين، حدوث رعشة في عضلات الرقبة والوجه والعينين، ثم تحدث تشنجات وعدم انتظام ضربات القلب وضعفه، هذيان يعقبه غيبوبة ثم تحدث الوفاة في فترة قصيرة . وحسب الدكتور، يتم علاج الحالات المصابة بمركبات الفسفور العضوية بحقنها بالأتروبين حتى يتسع بؤبؤ العين، ويعطى المصاب الترياق النوعي ضد المبيد، ومن ثم يوضع تحت الملاحظة، حتى إن ظهرت عليه علامات التحسن إلى أنه قد تحدث له انتكاسة تتطلب إعادة الحقن، وفي حالة أخذ المبيد عن طريق الفم يتم غسل المعدة، وغالباً ما يحدث هذا نتيجة رش الطائرات للمزارع بالمبيد ما يؤدي إلى تلوث المياه والطعام الذي يتسبب في حدوث تسمم للمزارعين المستهلكين". أما الكرباميت، فهي أحد مركبات الفسفور العضوية وتوجد في محال البقالة والصيدليات مثل "البايجون"و"السيفيد«، حيث تتحد هذه المبيدات بالأنزيم الذي يؤثر في عمل الأعصاب "الاستفيل كولين استريز". وفي هذا السياق يقول: "تسبب هذه المركبات أعراضاً شبه التي تحدثها مركبات الفسفور العضوية السابقة الذكر ولكنها أقل خطورة منها، إذ ينفصل المبيد عن الأنزيم بعد فترة من دخول الجسم، وعلاجها يتم عن طريق الحقن بالأتروبين حتى تتحسن الحالة". ويشير إلى أن أسباب انتشار المبيدات يعود إلى سهولة استعمالها، رخص ثمنها، سرعة مفعولها، واستخدام الطرائق غير السليمة في التخلص من القارورات والحاويات للمبيدات . ويضيف: "يفضل السكن في مساكن يستخدم فيها المكيفات العادية، حيث إن المباني ذات المكيفات المركزية تسبب أضراراً على الآخرين وخصوصاً الأطفال وكبار السن، من خلال انتقال أبخرة ودخان المبيدات الحشرية التي تم رشها في الوحدة السكنية، بانتقالها عبر المكيفات المركزية إلى الوحدات الأخرى وقد حدثت عدة وفيات في الفترات الأخيرة نتيجة ذلك فيجب الحرص من إدارة المباني، وأخذ الحيطة اللازمة عند رش المبيدات الحشرية، كما يجب الحرص عند رش مبيدات الحشرية في حدائق المنازل لاحتمالية تسرب هذه الأبخرة إلى داخل الأماكن ذات النوافذ المفتوحة، ما تسبب في أضرار صحية شديدة على من بداخلها، لذلك يجب غلق التكييف والنوافذ عند رش المبيدات في المباني سالفة الذكر، عن طريق استخدام مفارش سميكة تحتوي على قطعة بلاستيكية داخلية وقماش مبلل خارجي يمنع تسرب المبيد إلى داخل هواء التكييف المركزي، ويجب على من يقوم بالرش مغادرة المكان فوراً بعد إجراء هذه العملية، وعلى أصحاب المنزل عدم العودة للمنزل إلا بعد زوال آثار الرش". كما يؤكد ضرورة تحمل كل من صاحب المنزل، وحارس البناية، وشركة الرش كامل المسؤولية أثناء القيام بعملية الرش، وذلك باتخاذ التدابير اللازمة . شروط وضوابط ومن جهته، يقول محمد الزعابي وكيل الوزارة المساعد لقطاع شؤون البيئة بالوكالة: "إن القرار الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه لله، في يوليو/ تموز الماضي، رقم 27 لسنة 2012 بشأن تنظيم تداول مبيدات مكافحة آفات الصحة العامة، ينص على شروط وضوابط استخدام المبيدات، حيث يشترط على مستخدمي المبيدات الحشرية من العاملين، اتباع الإرشادات والبيانات والتعليمات الموضحة في العبوة، وأن يكونوا على دراية تامة بكل المعلومات المتعلقة بالمبيدات من حيث نسب التخفيف أو الامتزاج، مع توخي الحذر أثناء الرش بألا يكون عكس اتجاه الرياح، والالتزام بارتداء الملابس الوقائية الكاملة". ويحذّر من تزويد الأفراد بالمبيدات المركزة، واستخدام المبيدات السائلة بشكل مباشر على الأسرة أو الملابس أو في خزائن الأطعمة وأدوات المطبخ، ويضيف: "يحظر على العاملين خلط المبيدات داخل المباني التي تتم فيها عمليات المكافحة، بل تجهز في المكان المخصص لهذه الغاية لدى المنشأة، وعند الانتهاء من عملية الرش يتعين إخلاء المكان وضمان عدم التوجه إليه قبل جفاف المواد السامة، كما يمنع الأكل والشرب والتدخين أثناء عملية المكافحة". ويؤكد التزام منشآت مكافحة آفات الصحة العامة بالقرارات المنصوص عليها، حيث يحظر على أي جهة مزاولة أي عملية من عمليات المكافحة ما لم تكن حاصلة على ترخيص من السلطة المحلية بالمزاولة، كما يحظر إصدار نشرات فنية أو نشر إعلانات تجارية بغرض الدعاية عن المبيدات دون أخذ الموافقة من السلطة المحلية التي تقع في دائرة اختصاصها مقر المنشأة . أهمية الترياق وعن أكثر الفئات العمرية تعرضاً للمبيدات الحشرية، يقول الدكتور الماحي التلب جبران اختصاصي دراسات آفات صحة عامة ببلدية دبي: "تقريباً الفئات العمرية جميعها تتأثر بالمبيدات، إلا أن الأطفال أكثر تأثراً بها، وذلك لأن سمية المبيدات تحدد عن طريق الجرعة القاتلة، التي تقاس بغرام أو ملليغرام من المبيد لكل كيلوغرام من وزن الجسم (جم/كغم) أو (ملجم/كغم) . ففي هذه الحالة هناك إمكانية كبيرة جداً لحصول الطفل على جرعة قليلة من المبيد تساوي الجرعة القاتلة بالمقارنة مع وزنه، لهذا السبب فإن الأطفال أكثر تأثراً بالمبيدات من غيرهم". ويضيف: "بعض المبيدات لها ترياق (Antidote) والبعض الآخر ليس له ترياق، وعلى العيادات الحصول على قائمة بالمبيدات المستخدمة في الدولة ونشراتها الفنية وتصنيفها إلى مجموعتين بناءً على وجود الترياق من عدمه، إلى مجموعة لها ترياق ومجموعة ليس لديها ترياق، ويجب على العيادات الاحتفاظ بالترياق المناسب لكل المبيدات، أما في حالة ورود حالة تسمم فعلى الطبيب محاولة معرفة نوع المبيد والحصول على العبوة إذا أمكن ذلك، وتقديم الوصفات العلاجية حسباً لإرشادات الموجودة في العبوة". ويشير المهندس هشام عبدالرحمن رئيس قسم مكافحة آفات الصحة العامة ببلدية دبي، إلى دور القسم وحرصه على سلامة العاملين والجمهور، عن طريق توفير الوسائل والإجراءات الوقاية من التعرض للمبيدات الحشرية عبر تدريب العاملين على الاستخدام الأمثل للمبيد، الاستعانة بأدوات ومعدات الحماية الشخصية (الملابس الواقية، الكمامات، أغطية الرأس، القفازات، أحذية السلامة) غسل الملابس والجسم كاملاً عند نهاية الدوام . كما يشيد بدور القسم في نشر التوعية عن طريق حملات إرشادية توعية مجتمعية عن أضرار ومخاطر المبيدات الحشرية، ويقول: "منذ بداية العام وحتى تاريخه تم تنظيم 32 برنامجاً توعياً وتثقيفياً للجمهور في مراكز التسوق، المراكز الصحية، ومتاجر الأقسام والجمعيات النسائية، والقيام بزيارات ميدانية للمنازل وتوزيع 15000 مطوية تم التركيز فيها على أضرار ومخاطر سوء استخدام المبيدات، وعلى عدم التعامل مع الأشخاص غير المصرح لهم ببيع واستخدام المبيدات في المنازل".
