دار الإفتاء تُجيبنا عن: قرآن الجمعة.. هل هو بِدعة؟ ورد إلى موقع "بص وطل" سؤال من أحد القرّاء يقول: ما حكم الاجتماع بالمسجد للاستماع للقرآن قبل أذان الجمعة؟ وهل يُعدّ ذلك بِدعة؟ وجاء رد دار الإفتاء كالتالي: قراءة القرآن يوم الجمعة قبل الأذان أمرٌ مشروعٌ بعموم الأدلة الشرعية التي جاءت في الحثّ على قراءة كتاب الله والاستماع والإنصات إليه مطلقا؛ كما في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ}، وقوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابهِ" رواه مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، ولم يأتِ ما يُخَصّص قراءة القرآن قبل أذان الجمعة من ذلك. كما أن الاجتماع له مشروعٌ بعموم الأدلة التي جاءت في الحث على الاجتماع على الذكر والقرآن؛ كما في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السّكينة، وغشيتهم الرّحمة وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ولم يأتِ أيضا ما يخصّص يوم الجمعة من ذلك. ومن المقرَّر شرعًا أن الأمر المُطْلَق يقتضي عُموم الأمْكِنة والأزْمِنة والأشخاص والأحوال، فلا يجوز تخصيص شيء من ذلك إلا بدليل، وإلا عُدّ ذلك ابتداعا في الدين؛ بتضييق ما وسّعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم. وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال؛ فإن قراءةَ القرآن قبل أذان الجمعة واجتماعَ الناس على سماعه هو أمر مشروع حَسَنٌ يجمع الناس على كتاب الله تعالى ويُهيّئُهم لأداء شعائر الجمعة، ولا إثم فيه ولا بِدْعة، وإنما البِدْعة في التضييق على المسلمين فيما فَسَح الله تعالى لهم ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم مِن أمر الذكر وقراءة القرآن.