أحمد مراد (القاهرة) - لقب الإمام النسائي بالحافظ الثبت، وشيخ الإسلام، لتأثيره الكبير في مجال علم الحديث، حيث كان من بحور هذا العلم، وكان حسن الفهم والإتقان والتأليف، ومليح الوجه، وحسن الشيبة، حيث يقول عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الداعية الإسلامي الدكتور راغب السرجاني: هو أبو عبدالرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي، صاحب السنن، ولد في «نَسا» سنة 215 هجرية، وتتلمذ على عدد كبير من كبار العلماء والفقهاء والمحدثين. طلب العلم وأضاف: كان النسائي وحيد عصر في علوم الحديث، يحب طلب العلم والترحال من أجل تحصيله، فقد جال البلاد، واستوطن مصر، وخرج إلى الرملة في فلسطين، وكان يجتهد في العبادة، فقد قال عنه أبو الحسين محمد بن مظفر الحافظ: «سمعت مشايخنا بمصر يعترفون له بالتقدم والإمامة، ويصفون اجتهاده في العبادة بالليل والنهار، ومواظبته على الحج والجهاد». كما قيل إنه «كان يصوم يوما ويفطر يوما، وكان له أربع زوجات، وكان حسن الوجه، مشرق اللون». ويتابع الدكتور راغب السرجاني: كان الإمام النسائي من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر، ونقد الرجال وحسن التأليف، رحل في طلب العلم إلى خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام والثغور، ثم استوطن مصر ورحل الحُفَّاظ إليه، ولم يبقَ له نظير في هذا الشأن، وقد تتلمذ على يديه العديد من العلماء أمثال أبي بشر الدولابي، وأبي جعفر الطحاوي، وأبي علي النيسابوري، وحمزة بن محمد الكناني، وأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس النحوي، وأبي بكر محمد بن أحمد بن الحداد الشافعي، وعبدالكريم بن أبي عبدالرحمن النسائي، والحسن بن الخضر الأسيوطي. وقال الحافظ ابن طاهر: «سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه، فقلت: قد ضعَّفه النسائي. فقال: يا بُني، إن لأبي عبدالرحمن شرطاً في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم. قلت: صَدَق فإنه ليَّن جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم». وقال الحاكم: «كلام النسائي على فقه الحديث كثير، ومن نظر في سننه تحيَّر في حسن كلامه». وقال ابن الأثير في أول جامع الأصول: «كان شافعيًّا، له مناسك على مذهب الشافعي، وكان ورعا متحريا». مؤلفات ... المزيد