بروناي دار السلام، وعاصمتها بندر سري بيجاوان، تقع جنوب شرق آسيا على جزيرة بروناي . وعلى الرغم من أن بروناي لا تحتل سوى 1% من مساحة بورنيو ، فهي البلد ذات السيادة الوحيد على الجزيرة وهي تقاسم إندونيسيا محافظات غرب وشرق وجنوب ووسط كاليمانتان ودولتي صباح وساراواك الماليزيتين . تقع بروناي دار السلام على مقربة من خط الاستواء ولكنها تتمتع بطقس معتدل طوال فترات السنة إذ تتراوح درجة الحرارة ما بين 23 و32 درجة مئوية . وتهطل الأمطار بغزارة خلال أشهر يناير/كانون الثاني ومايو/أيار ويوليو/تموز، ويعد شهرا مارس/آذار وإبريل/نيسان الأشد حرارة . بينما تبقى الرطوبة على أشدها طوال العام . تبلغ مساحة بروناي دار السلام 5675 كيلومتراً مربعاً، ويبلغ طول ساحلها 161 كيلومتراً، ولا يزيد عدد سكانها على 390 ألف نسمة . الأعراق واللغة والدين يعيش في بروناي دار السلام السكان الأصليون من شعب الملايو ويبلغ عددهم 259600 نسمة فيما يشكل السكان من أصول صينية نحو 43100 نسمة . ويتحدث السكان الأصليون لغة الملايو أو الباهاسا، وهي اللغة الرسمية فضلاً عن اللغة الإنجليزية التي يتحدثها السكان على نطاق واسع خاصة في مجتمع المال والأعمال . ويعد الإسلام الدين الرسمي للدولة، أما المعتقدات الأخرى فهي المسيحية والبوذية التي تمارسها الأقليات بحرية . ومنذ إعلان استقلاها عن بريطانيا في العام ،1984 تبنت بروناي نظاماً ملاوياً إسلامياً ويتضمن النظام مؤثرات ملاوية ثقافية قوية مع التركيز على العقيدة الإسلامية في الممارسات اليومية وفي الإطار الحكومي مع احترام النظام الحاكم الذي يمثله السلطان . وتتبنى السلطنة مفهوم التسامح الذي يتيح لتعايش الثقافات المختلفة في الوطن الواحد . الاقتصاد يبلغ إجمالي الناتج المحلي 5 .6 مليار دولار، بينما تشكل حصة الفرد من الناتج المحلي نحو 3 .18 ألف دولار، وتعد بروناي من البلدان الغنية بالنفط والغاز الطبيعي ويعيش أغلبية السكان حياة الرغد وبذلك ترتفع نسبة التعليم ومتوسط الأعمار، وتنخفض في هذه البلاد نسبة البطالة والجريمة . وتتحمل الحكومة مسؤولية توفير كل أنواع العلاج الطبي . وتوفر الأرز والإسكان . وتميل الحكومة حالياً نحو تنويع الاقتصاد وتلعب السياحة دوراً مهماً، كما تشجع الحكومة الاستثمار الخارجي . ووضعت هذه الإجراءات استعداداً لمواجهة تحديات المستقبل عندما تبدأ احتياطات الغاز والنفط بالنضوب وتهدف إلى الحفاظ على مستوى المعيشة المرتفع الذي يتمتع به البرونايون . بنية السياحة التحتية يبلغ عدد الغرف التي توفرها خدمات السياحة أكثر من 2500 غرفة تنتشر في 30 مؤسسة تتراوح ما بين بيوت الضيافة والفنادق الفاخرة جداً (7 نجوم) . مثل "إمباير هوتل" و"كاونتري كلوب" . وهناك خدمات تقوم بمساعدة السياح في التنقل . وتلعب البنية السياحية التحتية دوراً بالغ الأهمية في جذب السياح القادمين من الأقاليم المحيطة والزوار الوافدين من بلدان خارجية . وبلغ عدد السياح الذين يفدون إلى بروناي دار السلام سنوياً نحو مليون زائر جلهم من ماليزيا حيث يدخلون إلى البلاد عبر بوابات عدة . ويعد البريطانيون والألمان من أكثر السياح الأجانب ترددا على البلاد . وتبلغ نسبتهم 7% من إجمالي السياح . وتسعى الحكومة لزيادة مدة الإقامة المسموح بها للبلاد كما تستعد لمضاعفة الإنفاق على المشروعات السياحية . وما يجعل من بروناي وجهة سياحية مهمة أنها تقع وسط جنوب شرق آسيا، وتقع فيها خدمة واسعة لشركات الطيران الأجنبية التي تجعل من بروناي في قلب العالم . وتمثل خطوط بروناي الجوية عصبا ممتازا لوصل البلاد بالعالم الخارجي، خاصة الشرق الأوسط وأوروبا عبر لندن وفرانكفورت . ويعد مطار بروناي الدولي نقطة الدخول الجوية الرئيسة للبلاد . سفن الركاب تهتم بروناي دار السلام ببناء أسطول بحري يصل بين بروناي والجزر الماليزية قبالة ساحل صباح وإلى المدن الماليزية مثل لينبانغ ولاواس في ساراواك . الطرق تمتلك بروناي دار السلام شبكة واسعة من الطرق على اليابسة تصل ما بين بروناي وساراواك وصباح ، وترتبط البلاد بشبكة طرق تزيد على 2800 كم . الوضع الصحي والأمن تصنف بروناي على أنها خالية من الملاريا وأمراض المنطقة الاستوائية الأخرى، والأهم أنها تقع خارج حزام الأعاصير ولا تحتوي على جبال بركانية ولا تتعرض لزلازل أو كوارث طبيعية أخرى . وتتمتع البلاد بالاستقرار والرخاء الاقتصادي، وهو سبب رئيس في انخفاض مستويات الجريمة . إجراءات الدخول يطلب من الزائر إلى بروناي أن يمتلك جواز سفر صالح طيلة فترة بقائه في بروناي . ويحتاج مواطنو بلدان كثيرة إلى الحصول على تأشيرة قبل الحضور إلى البلاد بينما هناك بلدان محظور على مواطنيها الدخول . ويسمح لمواطني الإمارات بزيارة البلاد دون الحاجة للحصول على تأشيرة . وتتميز العاصمة المالاوية بندر سيري بيغاوان بالهدوء والأمن وتمزج بين العصرنة والطرز المعمارية القديمة، ويقع فيها أهم النشاط التجاري والاقتصادي، وهي واقعة أيضاً في قلب المشهد الثقافي التراثي . ومن المشاهد التي تسلب الألباب مسجد السلطان عمر علي سيف الدين، وهو شاهد على عمق إيمان السكان الأصليين بالإسلام . وتبقى العاصمة أنموذجاً على زخم التراث والتقاليد في آسيا . ومن أبرز المعالم في المدينة الأبراج الذهبية والنوافير والبلاط المزين بالألوان الجميلة والرسومات وهو ما يجعل العاصمة الأوفر تميزاً بين العواصم الآسيوية . ومن أجمل المشاهد وأكثرها جاذبية قصر السلطان حسان البلقية "استانا نور الإيمان" المطهم بالذهب . ويصنف على أنه القصر الأضخم في العالم ويعكس تماذجاً فريداً للفن الهندسي المعاصر والاسلامي التقليدي .