الدوحة: استولى مقاتلون معارضون اليوم الاحد على حقل نفطي في محافظة دير الزور في شرق سوريا بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية التي قتل وجرح واسر منها حوالى اربعين عنصرا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان "تمكن مقاتلون من لواء جعفر الطيار التابع للمجلس الثوري من السيطرة على حقل الورد النفطي شرق مدينة الميادين بعد حصار استمر اياما عدة، ووردت معلومات عن مقتل وجرح واسر عناصر السرية المكلفة بحراسة الحقل والبالغ عددهم نحو اربعين". واشار المرصد الى ان المهاجمين استولوا ايضا على دبابة وناقلة جند مدرعة وذخيرة وشاحنة عسكرية. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الهجوم على الحقل بدأ فجرا واستمر ساعات عدة، قبل ان يتمكن المقاتلون من السيطرة. وتعرضت انابيب نفط ومحطات ضخ عدة في السابق لعمليات تفجير، ووقعت اشتباكات في محيط حقول نفطية، لكنها المرة الاولى التي يتمكن فيها المعارضون من الاستيلاء على حقل منذ بدء النزاع السوري في منتصف آذار/مارس 2011. ويعتبر حقل الورد من اهم الحقول النفطية في دير الزور الحدودية مع العراق والتي تضم اهم حقول انتاج النفط الخام والغاز الطبيعي في سوريا، وتستثمر هذه الحقول شركات وطنية واجنبية ومشتركة. ويبدأ المجلس الوطني السوري المعارض الاحد في الدوحة اجتماعات مصيرية تستمر اربعة وتهدف الى تعزيز قاعدته التمثيلية في ظل ازمة ثقة مع الولاياتالمتحدة الساعية الى قيام حكومة سورية في المنفى. وسيقوم حوالى 286 عضوا من المجلس الذي كان يعد حتى الآن الكيان الرئيسي في المعارضة الساعية الى اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، بتعديل نظام المجلس لزيادة عدد اعضائه وانتخاب هيئة عامة جديدة الاربعاء. الا ان الانظار تتجه الى يوم الخميس الذي سيجتمع فيه المجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة اخرى في اطار "اجتماع تشاوري" دعت اليه الجامعة العربية وقطر. ويتوقع ان يبحث اجتماع الخميس انشاء حكومة في المنفى برئاسة المعارض البارز رياض سيف. وقال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون لوكالة فرانس برس ان مبادرة قيام كيان معارض موسع في اجتماع الخميس "يبدو ان اطرافا دولية على راسها الولاياتالمتحدة الاميركية تدعمها"، وهي تحت مسمى "هيئة المبادرة الوطنية السورية". وذكر ان هدف اجتماع الخميس هو "جمع كل المعارضة السورية للتفاهم حول اجندة وطنية وتبني وثائق المعارضة المتفق عليها والخروج بهيئة تجمع كل اطراف المعارضة". ويأتي ذلك بعد ان عبرت الولاياتالمتحدة علنا عن تحفظاتها ازاء المجلس الوطني السوري الذي قالت انه لم يعد يمثل كل المعارضة. واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء في زغرب انها تنتظر من المعارضة السورية ان تتوسع الى ما هو ابعد من المجلس الوطني السوري وان "تقاوم بشكل اقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة" في سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.