نظمت وزارة المالية ورشة عمل حول المحفظة الشخصية وآليات الادخار لطلاب 13 مدرسة في منطقة عجمان التعليمية، بهدف دعم مختلف شرائح المجتمع المحلي والحرص على تثقيف الكوادر الوطنية الشابة حول مختلف القضايا المالية الشخصية، وبخاصة الادخار، وقدمت الورشة بعض النصائح للطلاب لتنظيم عملية الادخار، والابتعاد عن الممارسات الخاطئة في الإنفاق، وأطلعتهم على بعض عادات الإنفاق السيئة، التقينا مجموعة من الطلاب ليحدثونا عن حجم الاستفادة التي حققتها ورشة العمل لهم . إيمان العطار في الصف الثاني عشر أدبي، تقول: استفدت كثيراً من ورشة العمل والتي أقيمت في جامعة عجمان، وكان الهدف منها هو تدريبنا على الادخار، وبما أننا مازلنا في مراحل الدراسة ولا نملك غير المصروف اليومي أو الشهري، فتم توجيهنا إلى استقطاع جزء منه لادخاره . تضيف: قبل التحاقي بالورشة لم أكن أفكر في توفير أي مبلغ من المال، ولكنها فتحت عيني على ضرورة التخطيط للمستقبل، واستقطاع جزء من مصروفي اليومي، من أجل تحقيق هدف معين بحيث يكون بإمكاني جعل الأحلام حقيقة . وعلقت زميلتها أمل عيسى على مناقشة الورشة لعادات الإنفاق الخطأ في المجتمع الإماراتي، تقول: الطالبات والنساء الإماراتيات يبالغن عندما يصررن على شراء أي منتج ذي علامة تجارية معروفة، ومعظمنا يركز على شراء الساعات وحقائب اليد المشهورة، على الرغم من وجود مثلها تقريباً في الشكل واللون والخامة، لكن حب استعراض ماركة هذه الأشياء أمام بقية الزميلات يجعل بعضهن يقبل على شرائها بآلاف الدراهم في الوقت الذي من الممكن أن ندخر فيه هذه الأموال للمستقبل . تضيف: ناقشت الدورة السلوكيات الخطأ في مجتمعنا ومنها الإسراف في الإنفاق على الكماليات، والتسوق من أغلى المراكز التجارية في البلد، وشراء كل ما تقع عليه أعيننا حتى من دون وجود ضرورة له . وأكدت زميلتها علياء السويدي ضرورة اتباع النصائح التي ذكرها المحاضرون حتى يمكن تحقيق الرفاهية لأنفسنا، تقول: من الضروري وضع خطة للمصروف بحيث لا يكون إنفاقه بشكل عشوائي، فيقوم الطالب أو الطالبة بكتابة ما يحتاجه من متطلبات رئيسة ومعرفة المبلغ الذي سيحتاجه للشراء، وماذا بإمكانه أن يدخر كل شهر حتى يستطيع شراءه، وضرورة أن يقوم الشخص المستدين بادخار جزء من راتبه الشهري لتسديد الدين بحيث ينتهي منه في فترة زمنية محددة، وعدم الاستدانة من أشخاص لشراء كماليات من الممكن أن يكون في غنى عنها . تضيف: من الضروري أن يكون هناك شكل من التوازن والاعتدال في الإنفاق، بحيث لا نصل إلى مرحلة الإسراف، كما لا يعني الادخار أن يحرم الشخص نفسه من جميع الأشياء التي يحبها، ومن الضروري أن يلجأ الشخص إلى سياسة المكافأة، فعندما يحقق نتيجة طيبة سواء على المستوى الدراسي أو المستوى الشخصي من الممكن أن يكافئ نفسه بفتح حصالته وشراء شيء جميل كان يدخر المال لأجله، وليس من الضروري أن يدخر الشخص كل ما يحصل عليه من أموال، ولكن يحدد جزءاً من المال ويواظب على ادخاره بصفة منتظمة . ويطرح سالم عبيد الطنيجي في الصف الحادي عشر علمي من مدرسة ابن حزم بعجمان، خطوات للتخلص من الدين، يقول: إذا كان الشخص عليه دين لابد من أن يستقطع جزءاً من راتبه الشهري لتسديد الدين، بحيث يحدد نسبة معينة لا تقل عن 30% من راتبه الشهري لتسديد الدين، وينفق الباقي على الضروريات مثل المأكل والمشرب، وبذلك ينتهي من تسديد جميع ديونه في فترة زمنية قصيرة . يضيف: عرض المحاضرون في الدورة نماذج لأشخاص تعرضوا لدخول السجن بسبب تكالبهم على شراء كماليات، مما جعلهم يكتبون على أنفسهم شيكات عديدة، وبعد فترة لم يتمكنوا من تسديدها، وقامت الجهات الدائنة بتقديم بلاغ بها، وحكم عليهم بالحبس سنوات طويلة، كل ذلك جعلني أفكر بجدية في وضع خطة الادخار، وعدم الإنفاق بشكل مبالغ فيه، وقام المحاضرون بوضع خطة الادخار وهي إذا كان مصروفي اليومي كطالب هو خمسة دارهم فعلى الأقل يجب أن أدخر منه درهمين، وهو ما جعلني في آخر العام اشتري الأغراض التي أريدها من دون وضع المزيد من الأعباء على كاهل الأسرة مثل ساعة يد أو هاتف نقال . يوضح أن ورشة العمل أظهرت الفرق بين المال واكتنازه، فالادخار هو توفير المال للمستقبل، بينما اكتنازه هو إمساكه بلا هدف، ومن الضروري أن تكون الغاية من الادخار هي توفيره للمستقبل حتى يمكن تجنب الوقوع في مشكلة مستقبلاً . ويثني الطالب طارق زياد الشاعر في الصف العاشر من مدرسة النعمان بن البشير، على منظمي هذه الدورة، يقول: أفادتنا الدورة كثيراً بخاصة أن مجتمعنا الذي تغلب عليه الرفاهية لا يدرك الصغار فيه معنى الادخار، وهم نظراً لرغد العيش ينفقون بغير حساب، ومعظم طلباتهم مجابة وتكون في إمكانيات الأسرة، ولكن يحدث أن تفاجئنا الأيام بعد ذلك بشظف العيش كأن يمر الأب بأزمة مالية، أو يحال إلى المعاش، وفي هذه الحالة يكون معظمنا غير معتاد على التأقلم مع نظام الحياة الجديد والذي يغلب عليه طابع الاتزان في الإنفاق ونكون غير مؤهلين لذلك، فيتمرد كثير منا، لذلك وضعت الدورة أعيننا على أهمية التخطيط للمستقبل، بحيث لا نفاجأ بمشكلة واجهتنا من دون أن نكون خططنا لها أو لا يكون لدينا القدرة على على مواجهتها وتحملها . وقرر الطالب جمال الدين حسين جمال في الصف السابع بمدرسة المعهد الإسلامي، بعد حضوره الدورة أن يقوم بشراء حصالة، ويدخر فيها ربع مصروفه اليومي بشكل منتظم حتى يتمكن من مواجهة أي ظرف طارئ يحدث للأسرة مستقبلاً . يقول: علمتني الدورة كيف يمكنني أن أدخر من دون أن أشعر بأنني أحمّل نفسي ضغطاً كبيراً، ومن خلال المبلغ الذي سأدخره سأقوم بشراء ما أحتاجه من دون أن أرهق كاهل الأسرة، أو أسهم معها بجزء ولو بسيط، وبذلك أكون قد ساعدتها . وقرر أيضاً سالم أحمد عبدالرزاق العوضي في الصف الأول الثانوي، وهو من الطلاب المسرفين، أن يبتعد عن شراء الكماليات لأنه، كما يقول، يشتري أشياء كثيرة وبعد فترة يكتشف أنه لم يستخدمها، أو ينسى أنه اشتراها ويذهب لشراء غيرها، ولم يكن يدخر للمستقبل، ولذلك قرر أن يدخر 50% من مصروفه بعد ذلك تأميناً للمستقبل .