وذلك علي الرغم من الإجراءات الأمنية غير المسبوقة لمنع المظاهرات. ويطالب المتظاهرون بتعديل النظام الانتخابي والمزيد من الإصلاحات السياسية والتغييرات الدستورية, إلا أن الحكومة تقول إن القادري, الذي عاد إلي باكستان الشهر الماضي بعد أن قضي سنوات في كندا, هو جزء من مؤامرة خطيرة تهدف إلي تأجيل الانتخابات والاستيلاء علي السلطة. واتخذت السلطات إجراءات أمنية غير مسبوقة لمنع المسيرة من الوصول إلي مشارف العاصمة حيث نشرت أكثر من15 ألف جندي لتأمين العاصمة, كما أغلقت المنافذ بخطين من الناقلات علي مداخل المدينة ومخارجها. وشوهدت طائرات الهليكوبتر تحلق في سائر المدينة. واتخذت التدابير لتحصين المنطقة الحمراء التي تضم المقار الحكومية الرئيسية وأغلب السفارات. وصرح وزير الداخلية رحمن مالك بأن حركة طالبان تخطط لمهاجمة المظاهرات وأنه سيتم منع المحتجين من الوصول إلي وسط إسلام آباد. وأعلن القادري إن إدارة مدينة لاهور احتجزت عددا كبيرا من السيارات التي استأجرها حزبه للمشاركين في المسيرة لكنه سيواصل قيادة المتظاهرين الذين قد يصل عددهم إلي مليون شخص. وذكر أن المتظاهرين حملوا أعلام باكستان باللونين الأخضر والأبيض, وكفنا رمزيا يمثل نظام البلاد وأنهم سيعتصمون بشوارع العاصمة حتي تتم الاستجابة لمطالبهم. وأضاف أن هذه المظاهرة الطويلة تهدف إلي إعلاء سيادة الدستور والقانون والقضاء علي الفقر والبطالة في البلاد. واتهم القادري الحكومة بالفساد والعجز, وقال إن علي باكستان تطبيق إصلاحات مفيدة قبل الانتخابات العامة المقرر أن تجري بعد8 أسابيع من حل البرلمان في منتصف مارس المقبل. يأتي ذلك في الوقت الذي أنهي فيه الآلاف من الشيعة في باكستان احتجاجاتهم أمس بعدما أقال الرئيس آصف علي زرداري حكومة إقليم بلوشستان وفرض القانون الفيدرالي في الإقليم الواقع جنوب غرب البلاد استجابة لمطالبهم كما توجه رئيس الوزراء راجا برويز أشرف إلي كويتا عاصمة الإقليم في أعقاب أحد أسوأ الهجمات ضد الشيعة. وأعلن الزعيم الشيعي بستان علي إنهاء الآلاف من الطائفة اعتصام بدأوه منذ يوم الجمعة الماضي في كويتا وسط عشرات من جثامين قتلاهم ضحايا تفجيري الخميس الماضي. في الوقت نفسه, اتهم قائد الجيش الهندي الجنرال بيكرام سينج أمس باكستان بالتخطيط للاشتباك علي طول حدود كشمير المتنازع عليها والذي أسفر عن مقتل جنديين هنديين. وقال الجنرال بيكرام إن الهجوم الذي وقع في8 يناير الحالي كان متعمدا. وأضاف أن الهند تحتفظ بحق الرد في مواجهة ممارسات استفزازية علي الحدود وتختار هي الوقت والمكان. وأكد أنه أصدر أوامره للقيادات التابعة له علي خط السيطرة بالتحفز والهجوم في مواجهة أي استفزاز وإطلاق للنار.