د. علي جمعة: النبي كان أرحم وأعفّ الناس بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومَن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة في هذا التواصل على موقع "بص وطل" نجيب فيه عن أسئلتكم التي ترد إلينا. سؤال يقول: شاهدت فيديو لأحد الشيوخ يقول فيه إن الله يسبّ ويشتم في القرآن الكريم، وأن الرسول كذلك، واستشهد بقول الله: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارا}، وقوله تعالى: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ}؛ فما رأيكم في هذا؟ أنا لا أعرف لماذا وصفته بأنه "شيخ"؛ هل لكبر سنّه أم لهذه "الهرتلة" الكلامية التي تصدر منه، هذا تمزيق للكلام (هَرَت، يَهْرِت، هَرْتًا)؛ أي مزّق، فإذا مزّق كلامه فلم يعد له معنى ولا طعم ولا رائحة ولا لون، نقول عنها بوسيلة النحت -وهي ظاهرة في اللغة العربية- "هرتلة"؛ مثل: "بسم الله الرحمن الرحيم" نقول عنها "بَسْمَلة"، و"الحمد لله رب العالمين" نقول عنها "حَمْدَلة"، وكذلك هرت الكلام؛ يعني مزّق الكلام تمزيقا؛ فهي هرتلة فهذا يمزّق أوّله آخره. كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لست بلعّان ولا شتّام ولا سبّاب ولا طعّان".. النبي -صلى الله عليه وسلم- في أُحُد قالوا له ادعُ على المشركين؛ جاءوا عدوانا.. ضربوه وآذوه في جسده.. قتلوا أصحابه.. أرادوا كل بلية، فقال: "اللهمّ اغفر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون".. النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أرحم الناس، وقال عنه ربه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، وكان أعفّ الناس، وقال عنه ربه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. النبي لما جاءه المنافق فأمسك بتلابيبه وخنقه، وقال له: أرسلني.. أرسلني، النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أحلم الناس، النبي كان أصبر الناس. في مرة من المرات كان الإمام السيوطي وقد تُوفّي في 911، قام رجل وقال لشخص آخر: "يا ابن راعي الغنم" كأنه ينتقصه؛ فقال هذا الرجل: أتعيّرني بأن أبي كان يرعى الغنم ورسول الله كان يرعى الغنم؛ فعرض أمره على العلماء؛ فألّف الأمام السيوطي كتابا أسماه "تنزيه الأنبياء عن تشبيه السفهاء"، وقال إن هذا الرجل الذي صدرت منه هذه المقولة، وقال كان أبي يرعى الغنم وكان النبي يرعى الغنم، يؤدّب ويُضرَب؛ لأنه قد تجاوز حد الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما بالك بهذا الذي يقول إن الله يسبّ وإن الرسول يسبّ؟؟ إننا نخاف عليه في دينه، وأقل ما يُقال إذا صدر ذلك منه جهلا أن يؤدّب وأن يُضرَب؛ لأنه قد ارتكب كبيرة من الكبائر، وأدخل نفسه في حدّ السفهاء، لو أن رجلا قال إني أميّ وكان النبي أميا هذه مصيبة كبرى، النبي كانت أميته معجزة والأمية في حق هذا الإنسان منقصة وليست معجزة، والأمية انحطاط وليس علوا، ولكنها كانت في حق النبي معجزة من الله -سبحانه وتعالى- أن يأتي إلينا بهذا الكتاب الشريف الكريم وبهذه السنة النبوية الشريفة المنيفة المطهّرة، حسبنا الله ونعم الوكيل هذا هو تعليقي. وإلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: