سادت فرحة كبيرة جداً عموم بلاد النهرين بعد أن نجح "أسود الرافدين" في حجز مقعد لهم في نهائي "خليجي 21" في البحرين إلى جانب شقيقهم المنتخب الإماراتي بالفوز على البحرين بركلات الترجيح 4-2 . ورغم أن الوقت كان متأخراً نوعاً ما والطقس بارد جداً، إلا أن هذين الظرفين لم يمنعا الكثير من العراقيين من الخروج إلى الشوارع والاحتفاء بالفوز العراقي على شقيقه البحريني بفارق ركلات الجزاء الترجيحية، حيث تجول العراقيون بسياراتهم الخاصة في شوارع مدنهم وهم فرحون جداً بالفوز التاريخي والوصول التاريخي إلى نهائي الخليج . كما أن الوسط الرياضي العراقي هو الآخر كان فرحاً جداً بتأهل "أسود الرافدين" إلى نهائي "خليجي21"، وأكد المدرب عبد الإله عبد الحميد على أن وصول منتخب العراق إلى نهائي "خليجي21" يمثل إنجازاً كبيراً للكرة العراقية، مشيداً بالروح العالية للاعبين والطاقم التدريبي . مطلقاً لقب "غيارى العراق" على المنتخب الحالي . وبين أن المباراة النهائية ستكون صعبة جداً بسبب تقارب مستوى المنتخبين العراقي والإماراتي . لافتاً إلى أن المدرب العربي أثبت أنه مؤهل تماماً للنجاح وتحقيق الإنجازات إذا ما وجد الدعم والرعاية . موضحاً بأن صعود المنتخب العراقي تحت إشراف المدرب المحلي حكيم شاكر والمنتخب الإماراتي تحت إشراف المدرب المحلي أيضاً مهدي علي إلى المباراة النهائية في "خليجي21" وخروج المنتخبات التي يشرف عليها مدربون من مدارس عالمية مختلفة يؤكد بالدليل القاطع على أن الكفاءة العربية تستطيع النجاح والتفوق . داعياً إلى الاهتمام بالمدربين المحليين . أما مدرب المنتخب العراقي الأسبق أنور جسام فقد أشاد كثيراً بالفوز الذي حققه المنتخب العراقي على شقيقه البحريني، مشيداً بالمستوى الجيد الذي قدمه اللاعبون وخصوصاً يونس محمود ونور صبري، لافتاً إلى أن المباراة النهائية ستكون قمة كروية كبيرة جداً بسبب تقارب المستوى الفني والبدني بين المنتخبين العراقي والإماراتي . أما لاعب نادي الزوراء السابق عبد الأمير ناجي، فقد أشاد هو الآخر بما قدمه لاعبو المنتخب العراقي من مستوى جيد في مباراتهم مع البحرين، لافتاً إلى أن المنتخب العراقي عرف كيف يتعامل مع ظروف المباراة . وذكر ناجي أن المباراة النهائية ستكون قمة كروية كبيرة جداً بسبب تقارب المستوى بين المنتخبين العراقي والإماراتي، مشيراً إلى أن المنتخب الإماراتي أبهر المتابعين ل"خليجي21" بمستواه الفني والبدني المتصاعد . بينما أبدى لاعب نادي الزوراء السابق علي هادي سعادته الكبيرة بتأهل المنتخب العراقي إلى نهائي "خليجي 21"، مبيناً أن تأهل المنتخب العراقي إلى النهائي بعد طول غياب سيجعل اللاعبين العراقيين يبذلون قصارى جهودهم من أجل العودة إلى بغداد ومعهم كأس البطولة، مستدركاً بأن المنتخب الإماراتي سيكون نداً قوياً، لأنه من أفضل المنتخبات المشاركة في البطولة ومستواه يتصاعد من مباراة لأخرى . أما المدير الإداري السابق للمنتخب العراقي رياض عبد العباس فقد ذكر أن المنتخب العراقي كان على قدر المسؤولية وكان لاعبوه الكبار يونس محمود والحارس نور صبري وبقية اللاعبين في مستوى رائع جداً وأسهموا بفرحة الشعب العراقي من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق، مشدداً على أن لعبة كرة القدم باتت تمثل الفرحة الوحيدة للعراقيين . أما كابتن المنتخب العراقي يونس محمود، فقد أبدى سعادته الكبيرة بالفوز الذي تحقق على المنتخب البحريني الشقيق . وأوضح محمود أن تنفيذه لضربة الجزاء بالطريقة التي تمت كان الهدف منه إعطاء دفعة معنوية للاعبين الشباب، لافتاً إلى أن الحارس نور صبري أدى المهمة الملقاة على عاتقه بشكل رائع جداً . على خط آخر كان لدورات الخليج المتتالية الفضل الكبير في إبراز الكثير من المواهب الجيدة في المنتخبات الخليجية وتقديمها إلى الأضواء والشهرة، حيث يشير الكثير من المتابعين أنه لولا دورات الخليج لما تعرف جمهور المنطقة على الكثير من الأسماء اللامعة في المنتخبات الخليجية . كان مدافع منتخب العراق سابقاً والمدرب الحالي ناظم شاكر يعد من اللاعبين العراقيين القلائل جداً الذين شاركوا في أربع دورات خليجية متتالية . حيث كانت بداية مشاركاته في دورات الخليج قد انطلقت من الدورة الخامسة التي جرت في بغداد عام ،1979 والشيء اللافت للنظر أنه سجل هدفاً جميلاً في مباراة الافتتاح التي جرت بين العراق وشقيقه البحرين وانتهت لمصلحة العراق بأربعة أهداف مقابل لا شيء عبر تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء لم يتمكن الحارس البحريني المعروف حمود سلطان عمل أي شيء لردها، إذ اكتفى بجلبها من شباكه بحسرة كبيرة جداً . كان ناظم شاكر أحد فرسان العراق في "خليجي5" الذي لم تهتز شباكه سوى بكرة واحدة سددها اللاعب الكويتي محبوب جمعة من خارج منطقة الجزاء . وشارك ناظم شاكر في "خليجي6" الذي أقيم في أبو ظبي عام1982 وكان اللاعب الأبرز في تشكيلة العراق بعد أن حافظ على مستواه الفني والبدني، حيث تمكن من إحباط محاولات نجوم المنتخبات الخليجية بكل قوة حتى إن أحد الصحفيين العرب كتب عنه مقالة جميلة جداً تحدى فيه كل مهاجمي العالم بمدافع عراقي اسمه ناظم شاكر، ورغم انسحاب العراق من تلك البطولة إلا أن ما قدمه بعض اللاعبين ومنهم ناظم شاكر بقي خالداً في ذاكرة أبناء الخليج . وفي "خليجي7" الذي أقيم في سلطنة عمان عام 1984 تواجد ناظم شاكر للمرة الثالثة على التوالي في دورات الخليج، وكان من أبرز اللاعبين في تشكيلة العراق حتى المباراة مع المنتخب القطري التي أصيب فيها، ولم يعد يركز كثيراً داخل الميدان . وفي "خليجي 8" في المنامة كان اللاعب ناظم شاكر متواجداً مع المنتخب الرديف الذي مثل الكرة العراقية، لكن ناظم شاكر تعرض إلى موقف إداري صعب جداً أثر في نفسيته وعلى معنوياته كثيراً مما جعله لا يظهر بمستواه المعروف ولعب فقط مباراة واحدة وشوط واحد من المباراة الثانية، وهذا الموقف يتمثل بسحب شارة الكابتن التي كان يحملها باعتباره أقدم لاعب في المنتخب، لأنه مثل المنتخب منذ عام 1978 ومنحها إلى اللاعب الشاب في حينها باسم قاسم، أزعج هذا القرار ناظم شاكر كثيراً وجعله ينسحب من المنتخب بصيغة تدريجية، لتكون تلك المشاركة هي الأخيرة له في دورات الخليج والتي كانت مشاركات مثمرة جداً تمثلت بالمساهمة بإحراز المنتخب المركز الأول لمرتين، كما تمكن من تسجيل هدفين جميلين رغم موقعه الدفاعي . ناظم شاكر كان يمثل عقبة كبيرة جداً لخيرة مهاجمي منتخبات الخليج الذين أكدوا في أكثر من محفل على أن المدافع العراقي ناظم شاكر هو أصعب مدافع واجهوه في دورات الخليج، لأنه يمتلك بنية جسمانية قوية ترافقها الشجاعة والقدرة على انتزاع الكرات العالية . حمود: النهائي أفضل ختام للبطولة سيطرت السعادة وعلامات الرضا على وجه ناجح حمود رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم بعد أن ابتسمت ركلات الترجيح لأسود الرافدين على حساب الأحمر البحريني صاحب الأرض والجمهور . وأكد حمود أن هذه المباراة ستكون أفضل ختام ل"خليجي 21" نظراً للمستويات الرائعة التي قدمها المنتخبان العراقي والإماراتي على مدار مبارياتهما في البطولة . وقال حمود: "أهنئ الشعب الإماراتي على تأهل منتخبه للنهائي، كما أهنئ شعبنا العراقي على الوصول للمباراة النهائية التي ستكون بلا شك مباراة رائعة تليق بقيمة المنتخبين والبطولة في الوقت نفسه" . وأكد "أشعر بالسرور لأننا سنقابل منتخباً يستحق أن تلعب معه في النهائي . نقاط مشتركة تجمع بين المنتخبين مثل الفوز في جميع مبارياتهما بالدور الأول، كما يشرف على كل منهما مدرب وطني أثبت قيمته وجدارته ويضم كل منهما لاعبين شبان متميزين، نتمنى أن تقدم إلينا الإمكانات الرائعة في المنتخبين ما يسرنا ويبهرنا، والنتيجة ستكون للأجدر شك" .