أعلنت اليمن وبشكل رسمي عن تورط أيادٍ إيرانية في دعم عناصر وجماعات التمرد الحوثي في صعدة بالمال والسلاح وبقية أشكال الدعم الإعلامي، وهي تمتلك أدلة دامغة تؤكد ذلك سوف تُكشف في الوقت المناسب كما صرح بذلك وزير الخارجية أبو بكر القربي مؤخراً. واليوم وأمام ما كشفه نائب رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" والباحث المتخصص في الشؤون اليمنية الدكتور حسن ابو طالب عن قيام الملحق الثقافي الإيراني بالقاهرة بدور مشبوه في تجنيد بعض طلاب اليمن الدارسين في مصر، يضاف تأكيد ودليل جديد إلى دلائل أخرى عن وجود دعم إيراني لعناصر التمرد والتخريب والإرهاب الحوثية في صعدة. ولسنا هنا بصدد الوقوف طويلاً أمام هذا الدليل الجديد، الذي سيضاف إلى الكثير من الدلائل الدامغة من الداخل والخارج لتفضح (مجتمعة) النوايا الإيرانية التي بدأت منذ فترات طويلة للتدخل في الشؤون الداخلية لليمن والعبث فيه، والذي هو جزء من مخطط لا يستهدف اليمن وحدها، بل يستهدف المنطقة العربية برمتها. وعندما تصرح اليمن رسمياً على لسان وزير خارجيتها بالتدخل الإيراني في شؤونها الداخلية، فهي لم تكن الوحيدة في ذلك فقد سبقها أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، وكذا الرئيس المصري محمد حسني مبارك الذي طالب إيران صراحة أن تكف عن تمديد أياديها في المنطقة، وهو الأمر الذي يؤكد النوايا والمساعي الإيرانية للعبث في المنطقة العربية برمتها وليس في دولة دون سواها، حيث أن الجميع يدرك ماذا تفعل إيران داخل العراق التي كانت المستفيد الأول إن لم تكن الوحيد من ضرب العراق وتفتيته لتنفيذ مخططاتها المرسومة منذ سنوات طويلة؟! وأيضاً أياديها وتأثيرها على الشأن اللبناني والفلسطيني وخلافاتها مع الإمارات وتدخلاتها بشكل غير مباشر في مملكة البحرين، إضافة إلى العداء الواضح والصريح منها تجاه مصر والمملكة العربية السعودية وهو ما يظهر بوضوح في إعلامها الرسمي وكذا الإعلام المحسوب عليها، ليؤكد ذلك في المحصلة المخطط الإيراني المشبوه الذي يستهدف المنطقة العربية كاملة ويعلن عن دولة إقليمية توسعية سواء كان بالتمدد السياسي أو عبر تصدير أفكارها السياسية والدينية المذهبية إلى دول المنطقة العربية وربما إلى غيرها من الدول الإسلامية الأخرى. إن الجمهورية اليمنية، أعلنت مراراً وتكراراً أنها ستظل ملتزمة بكل الأعراف والمواثيق الدولية في علاقاتها مع بقية دول العالم القائمة على احترام كل الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية بأية صورة أو شكل كان وهو ما تؤكد عليه في علاقتها بالطبع مع إيران، لكنها تريد من الطرف الآخر أن تكون معاملته بالمثل كمبدأ سياسي ودبلوماسي لا لبس فيه.. أما التمادي في التدخل في شؤون الآخرين وإثارة الفتن والقلاقل داخل تلك الدول، فإن ذلك لا يخدم المصالح المشتركة أو يحفظ العهود والمواثيق بين الدولتين، بل سيرمي بظلاله السلبية على كل دول المنطقة العربية والإسلامية على حد سواء.