يصادف اليوم السبت (7/7/2012م) الذكرى الثامنة عشرة للانتصار للوحدة الوطنية في السابع من يوليو 1994 حيث هب أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه للوقوف صفاً واحداً إلى جانب أبطال الجيش والأمن بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح ووزير الدفاع – حينها- الفريق عبد ربه منصور هادي، الذي هو اليوم رئيساً للجمهورية برتبة مشير، ليواصل مشوار الإنجازات الوطنية التي حققها سلفه علي عبدالله صالح وأبرزها منجز الوحدة الوطنية في ال22 من مايو 1990م والحفاظ عليها وترسيخها في ال7 من يوليو 1994م. وتلت هذا اليوم العظيم قرارات جمهورية أصدرها الرئيس علي عبدالله صالح للملمة الجراح التي خلفتها حرب صيف 1994م في كثير من النفوس، وتأكيداً بأن المصلحة العامة هي فوق الجميع فأمر بإغلاق ملف الحرب نهائياً بإصدار العفو عن قائمة ال16 وإلغاء عطلة 7 يوليو ومعالجة ملف المتقاعدين. ورغم عظمة ال7 من يوليو 1994م الذي صنعه أبناء الجنوب قبل أبناء الشمال وأكد الجميع تمسكهم بالوحدة الوطنية، إلا أن الممارسات غير المسؤولة من قبل بعض القوى والشخصيات العقائدية الدينية والعسكرية والقبلية التي خاضت الحرب لمشاريع شخصية بعيدة كل البعد عن المشروع الكبير "الوحدة الوطنية" آثرت على عظمة هذا المنجز وكانت سبباً في ظهور الأصوات المطالبة بالانفصال. معارضة الوحدة في الوقت الذي كان الرئيس علي عبدالله صالح يعمل جاهداً لتحقيق الوحدة الوطنية في ال22 من مايو 1990م كان حزب الإصلاح بقيادته الدينية والقبلية والعسكرية يعارضون مشروع الوحدة بين الشمال والجنوب واعترف بذلك الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في مذكراته.. وكانت نظرة حزب الإصلاح وخصوصاً المتشددون دينياً للحزب الاشتراكي قبيل الوحدة بأنهم كفرة مفسدون في الأرض يعملون على استباحة كل شيء مما حرم الله حسب قول القيادي الإخواني عبدالوهاب الديلمي- ووصل الأمر إلى درجة استدعاء مليشيات المجاهدين في أفغانستان بالعودة إلى اليمن لقتال الشيوعيين الاشتراكيين.. وبعد تحقيق الوحدة في 22 من مايو 1990م وما تلاه من اشتراك المؤتمر والإصلاح والاشتراكي في السلطة والحكم عام 1993م صمت حزب الإصلاح عن تكفير الاشتراكيين بحجة أنهم – أي الاشتراكيين قبلوا بالشريعة الإسلامية، وبمجرد أن أعلن علي سالم البيض الانفصال عام 94م ظهر الإخوان المسلمون على حقيقتهم ووجدوا في حرب الدفاع عن الوحدة فرصة لتحقيق مآربهم فأصدر القيادي الإخواني عبدالوهاب الديلمي الذي كان يعمل حينها وزيراً للعدل فتواه الشهيرة بتكفير الحزب الاشتراكي وأبناء المحافظات الجنوبية ووجوب الجهاد ضدهم واستباحة أراضيهم ومنازلهم وممتلكاتهم، ووقع على تلك الفتوى عدداً من عملاء الإصلاح على رأسهم عبدالمجيد الزنداني.. ولتحقيق هذا الغرض فقد وجهوا مليشياتهم التي استقدموها من أفغانستان واستغلوا وجود علي محسن صالح على قيادة الفرقة الأولى مدرع- فأنشئوا المعسكرات لمليشياتهم وأعطوهم الضوء الأخضر – بفتوى دينية- لاستباحة الجنوب بشكل عام، وفعلاً أتت فتوى الزنداني والديلمي أكلها حيث اعتبر الإصلاحيون عدن وعدداً من المحافظات الجنوبية غنيمة حرب. ورغم مرور 18 عاماً على حرب الانفصال إلا أن القيادات الدينية المتشددة في حزب الإصلاح لا يزالون حتى اللحظة يدافعون عن فتواهم التفكيرية ضد أبناء الجنوب في تبرير لحالات النهب والسلب التي تعرضت لها عدن على أيديهم. اعترافات وتوضيحاً للعامة فإننا حين نتحدث عن حقيقة تكفير أبناء الجنوب واستباحة ممتلكاتهم بفتوى دينية من قبل علماء الإصلاح لا نريد بذلك نبش الماضي أو التأجيج للكراهية، كما قد يزعم البعض، وإنما هو توضيحاً للحقائق التي حاول الاخوان إخفائها طوال السنوات ال18 الماضية والتي كانت سبباً رئيسياً لدفع الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية للمطالبة بفك الارتباط.. وحتى لا يقال بأننا نتجنى على الإخوان المسلمين وممارساتهم التي أضرت بالوحدة الوطنية فإننا سنترك الحديث هنا لعدد من قيادات الإخوان المسلمون الذين شاركوا في حرب 94م وكانوا قادة ميدانيين لمن كانوا يسمون ب"المجاهدين" وفوق ذلك كانوا شاهدين على عمليات السلب والنهب التي قام بها الإخوان المسلمون. "الجمهور" التقت بهم في حوارات متفرقة خصصت جزءاً منها لمعرفة حقيقة غنائم 1994م.. فاعترفوا صراحة بكلما شاهدوه، معلنين عبر صحيفة "الجمهور" براءتهم من تلك الأفعال. وفي الجانب الآخر نفرد مساحة لجزء من تقارير رسمية للجان برلمانية ووزارية كشفت بالأسماء عتاولة الفيد وكان من الطبيعي أن يتصدر تلك الأسماء مشائخ ورجال أعمال وقادة عسكريون ومسؤولون من المنتمين للإخوان المسلمين.. القيادي الإصلاحي الشيخ عبدالسلام البحري القائد الميداني للفرق القبلية المقاتلة في حرب صيف 94 ل"الجمهور": نهبنا مخازن عدن وعلماء الإخوان أباحوا لنا دماء وأملاك أبناء الجنوب * أين كنت في حرب صيف 94م. - أنا كنت القائد الميداني للفرق القبلية المقاتلة في حرب صيف 94..وكان جنبي اثنين قياديين ميدانيين على أساس ان احنا كنا نتبادل القيادة الميدانية لكي يأخذ كل واحد منا قسط من الراحة .. * إلى أين وصلت مع مجموعتك؟ - إلى ان دخلنا عدن ووضعت يدي انا على مبنى محافظة عدن بالكامل ووزعت فرق للحفاظ على المنشآت حسب ما قد وصلت لنا الفتوى انه جائز ما كان ملك للحزب الاشتراكي ان نقوم بنهبه. * انتم قاتلتم بموجب فتوى أباحت لكم دماء وأملاك أبناء الجنوب؟ - بدون شك وفتوى مفسرة وموقعين عليها علماء الإصلاح كلهم بمن فيهم الزنداني. * طبعاً عدن حينها تعرضت للنهب من قبل المجاهدين الذين اعتبروها غنيمة؟ - بدون شك بدون شك.. حتى انه حينما قمنا بالنهب اختلفت مع عبدالولي الشميري لأن القيادة حقي كانت في مبنى النقل البري في الشيخ عثمان وكان هذا المبنى مليء بالمخازن.. يعني مخازن قطع غيار وأشياء بلا حساب.. جاء عبدالولي الشميري قدام المكتب وأنا داخل المكتب في يده عصا وجنبه اثنين مرافقين وركز العصا على الباب وقال لي عليك ان ترفع قواتك من هنا إلى المشاري يعني خارج عدن.. سألته ايش السبب يا فندم.. قال انت تنفذ أمر ارفع قواتك من هنا إلى المشاري.. قلت له قد الفتوى وصلت عندي ولن أسمح لك تأخذ حتى طفاية واحدة.. قال لا الفتوى موجودة معي أنا وسوف آخذ.. قلت له والله اني سوف اعملها و"أطيفر" دمك انت ومن معك هنا وسط الصالة واخليك عبرة ونكون احنا كقيادة اخوانية عبرة لغيرنا بأننا اقتتلنا على النهب.. فتدخلوا وتوسطوا بيننا الاخرين وكان يظن ان علاقتي مباشرة بعلي محسن.. طبعاً انا كانت علاقتي بعلي محسن علاقة حميمة وكان ما حملت من منهوبات يعطيني التصاريح التي أريدها. عبدالولي الشميري استولى على كل الغنائم..أخذها كلها بقاطرات.. أنا وضعت الغنائم في تعز وكانت على حراسة مني.. الغنائم كانت عبارة عن معدات مدنية وعسكرية وسيارات وقطع غيار ومعدات شيولات ومعدات ثقيلة وكل الأنواع.. طبعاً الموضوع كان بالنسبة لي أنا بصدق وأمانة ما عندي نوع من الالتفاف أو الاحتواء لكن عبدالولي الشميري حملها إلى قريته لأن القرية قريبة من مدينة تعز.. حملها كلها إلى عنده في القرية واستولى عليها استيلاءً مطلقاً كاملة. * هل خاطبتموه بعد الحرب؟ - لم يتم التخاطب معه والاخوان غضو الطرف لأنه كان سيدخلنا في أتون مشاكل لا حد لها من الاختلافات والاطماع والاهواء ففضلوا ان يتم السكوت عن الجميع. عضو شورى الإصلاح السابق قائد إحدى كتائب الجيش الشعبي علي العوبلي ل"الجمهور": الاصلاحيون اعتبروا عدن غنيمة حرب ونهبوا كل شيء شاركت في حرب الانفصال بقيادة عبدالولي الشميري بعدن.. وقالوا لنا : هؤلاء اشتراكيون وهؤلاء شيوعيون لينينيون ماركسيون، مجاهدتهم من الواجب. وكانت هذه فتوى من الزنداني والعمراني والضبياني . كنت قائد كتيبة.. جيش شعبي عدد أفرادها - 140 كلهم اصلاحيين..ثم تكونت في دار سعد ورجعت لذلك لم احصل على أرضية - ولا على شيء من اللي تفيدوها.. الاصلاحيون اعتبروا عدن غنيمة حرب يعني النهب بشكل عام في عدن كان حاصل والاصلاحيون شاركوا فيه..- نهبوا مسدسات ونهبوا أسلحة.. كنت حارساً وكانوا حاطين عندي 140 سيارة ذي قد هي غنايم للاصلاح.. كانوا يقولون احنا سواسية.. و حطوني حارساً عليها..كانوا يشوفوني رجلاً أميناً.. وبعد أن تكونت بزوها ولا زد ذكروني.. أدوا لي آخر شي (شميزر) من هذاك ابو صحن. قائد دبابة تي 55 التي أسقطت بقذيفتها طائرة مدرعة في العند الرائد منصور عواض ل"الجمهور": عناصر الإصلاح اقتصر دورهم على الفيد والشميري كذاب كنت حينها عام 1994م قائداً لسرية دبابات تتبع اللواء الثالث مدعم، فقمنا بالهجوم على قاعدة العند يوم 25/5/94م وتمكنا من إسقاط القاعدة خلال معركة استمرت عدة ساعات.. وبعد ذلك فوجئنا بالإصلاحيين يروجون بأن الذين اقتحموا قاعدة العند هم جماعة الزنداني، وهذا كلام لا أساس له من الصحة، لأن جماعة الزنداني أو من كانوا يسمون بجماعة عبدالولي الشميري لم يكن لهم أي دور في اقتحام وإسقاط العند، وهؤلاء للأسف كان وجودهم يأتي بعد قوات الشرعية، يعني مجرد متفيدين حتى أن أحدهم حاول أن يتفيد دبابة.. وكل الكلام الذي ألفه الشميري في كتاب ألف ساعة كذب.. أنا أسميه هكذا، كان كله كلام مغلوط وكذب، لأنهم كانوا شوية متفيدين، ولم يكن لهم أي دور في المعارك غير "الفيد" ونحن مستعدون أن نواجه أي واحد يقول غير هذا الكلام. عضو شورى الإصلاح سابقاً وأحد قيادات اللجان الشعبية علي محمد سنان حمزة الإخوان كانوا يهدفون للقضاء على الاشتراكي فأفتوا بوجوب تطهير البلاد منهم في حرب صيف 94م شاركت في اللجنة الشعبية للتوعية آنذاك وكانت تتبع الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام، وتدربنا على يد ضباط ينتمون للإخوان المسلمين في الشرطة العسكرية والفرقة الأولى مدرع.. وكان اندفاع المقاتلين من حزب الإصلاح مبني على فتاوي علماء الإخوان في تكفير الاشتراكيين ووجوب جهادهم.. وكان يتم الترويج في المعسكرات أن الاشتراكيين يبيحون الخمر ويرتكبون المعاصي، وأن عدن تحولت إلى فسق وجور ويجب أن تطهر البلد منهم.. وأيضا كان للإخوان المسلمين هدف آخر من القضاء على الحزب الاشتراكي، وهو البداية لتأسيس الدولة الإسلامية المنشودة التي كانوا يطمحون لتحقيقها في 1997م