أثارت حملة "سندهم" الإماراتية الموسومة ب"إنقاذ الشعب اليمني من الجوع" موجة عارمة من غضب وسخط اليمنيين على حكومتهم الوفاقية برئاسة محمد سالم باسندوة.. والتي حولت اليمن بحضارتها وعزة نفس شعبها إلى مجرد اسم على صناديق للتسول في أكثر من 167 مركزاً لجمع التبرعات في جميع أنحاء الإمارات الشقيقة، بالإضافة إلى عدد من الحسابات البنكية والفضائيات والإذاعات المحلية الإماراتية ومعها شركات الاتصالات هناك التي أطلقت نحو 5 ملايين رسالة تناشد فيها أبناء الإمارات والمقيمين فيها التبرع والمشاركة في إنقاذ شعب اليمن من الجوع!!. ووصف الملايين من أبناء اليمن في الداخل والخارج حملة (سندهم) الإماراتية بالمقززة والمسيئة والمهينة لكافة اليمنيين، سيما وأن هذه الحملة وما رافقها من هالة إعلامية ضخمة، قد أظهرت الشعب اليمني بصورة تتنافى مع واقعه، وبالغت في عرض الوضع الاقتصادي في اليمن على نحو يشابه المجاعة في الصومال وصورت اليمن للعالم بأنه شعب يعاني من حالة جوع جماعي. موضحين أن مشكلة سوء التغذية مشكلة تعاني منها معظم الدول العربية ودول العالم، وأن الجوع الذي ألصق حصراً باليمن، لا يعني أن 5 ملايين مواطن يمني مهددين بالموت جوعاً، كون المجتمع اليمني مجتمع تكافلي بل أن اليمنيين عرفوا على مدى التاريخ بأنهم أعزة وأنهم أهل المدد للعرب والمسلمين في كل أصقاع الأرض منذ قديم الزمن. وعبر اليمنيون عن اعتزازهم وتقديرهم لمواقف الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، الداعمة لليمن في كوارثه ونوائبه، واتهموا حكومة باسندوه بالكذب والتغرير على الأشقاء الإماراتيين الذين اندفعوا بحسن نية لتنظيم حملة "سندهم" ودعمها بتغطية إعلامية واسعة ومكثفة في شبكات فضائياتهم ووسائل إعلامهم، تجاوباً مع حكومة باسندوه، دون علمهم بأن ما نقلته لهم هذه الحكومة مغاير للواقع، وهو ما نتج عنه إظهار اليمن واليمنيين بصورة مشوهة. فيما ذهب البعض إلى اتهام باسندوه وحكومته بمحاولة إثارة اليمنيين ضد قيادة وشعب الإمارات وإحداث شرخ في العلاقة الأخوية الوثيقة بين الشعبين الشقيقين. وحمل الشارع اليمني حكومة الوفاق برئاسة محمد باسندوه المسؤولية الأكبر عما وصفوه "مهرجان التسول" والتشهير والإهانة للشعب اليمني.. منوهين بأن حكومة باسندوه لم تعرف منذ تشكيلها سوى لغة التسول وجرّت معها شعباً بأكمله – دون علمه- إلى مهنة "الشحاذة" وإراقة ماء وجه أكثر من 22 مليون مواطن في الداخل والخارج وتسولت باسمهم وأشركت القنوات الفضائية الرسمية في حملة حولت ما يعرف ب"مهرجان التسوق" في الإمارات إلى مهرجان التسول" والتصدق على اليمنيين الذين أظهرتهم هذه الحكومة بمظهر المعوزين والجوعى لتشحت بهم ممرغة بكرامتهم، في حين أن أبناء الشعب اليمني وإن كان منهم من يعاني الفقر إلا أنهم تعففوا وأغلقوا أبوابهم ولم يسألوا الجيران والأصدقاء إلحافاً.. وعبر آلاف اليمنيين عن خيبة أملهم في هذه الحكومة التي كانوا يأملون فيها أن تخرج الناس من أوضاع الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار، لكنها فشلت في ذلك بل وقدمت اليمنيين إلى العالم الخارجي بصورة مهينة، مدللين على ذلك بأن المبلغ الذي تم تحصيله في أوج زخم حملة "سندهم" وتحديداً في أيامها الأولى لم يتجاوز 22 مليون درهم وهو مبلغ لا يتجاوز قيمة إحدى الصفقات التي أبرمها باسندوه مع أحد رجال الأعمال المقربين في المشترك نظير توريد مولدات كهربائية إسعافية!!.