*المنشقون عن النظام السابق يحتشدون للانقضاض على السلطة ودفعها إلى دروب الحروب والفتن *خطيئة علي عبدالله صالح انه حاول تجاوز الدور المرسوم له من علي محسن والشيخ الأحمر *تحشيد الزعامات القبلية وخطاب صادق الأحمر دعوة صريحة للعودة مجدداً إلى تحالف حرب 94م *السعودية أعاقت الحل الثوري وتدعم تجار الحروب في اليمن *منذ تشكيل الحكومة والسعي حثيث لسن قوانين مكبلة للحرية وقامعة للرأي *والانتقاص من الهامش الذي تحقق بفضل قيام دولة الوحدة لوزير الإعلام: - احتلال "الداخلية" ونهب أسرارها الأمنية وقتل العشرات في ميدان السبعين جرائم تستحق الانتقاد - لماذا يصمت إعلامكم صمت القبور عن عسكرة الجامعة وإثارة النزعات الطائفية والقبلية ويغض الطرف عن التعاطي المحموم لإشعال الفتن والحروب في صعدة والجنوب؟!! - لماذا يغيب إعلامكم عن نهب الأراضي ويسكت عن جرائم ترتكب في تعز وإب؟!! 3تسيدت القوى التقليدية والدينية والعسكرية المشهد السياسي والإعلامي في البلاد خلال الأسابيع القليلة الاخيرة، حيث احتشد عدد من المشائخ إلى العاصمة صنعاء لعقد اجتماع لما يسمى "تحالف قبائل اليمن" بزعامة صادق الأحمر.. وأثار ذلك الاجتماع الغضب لدى القوى القبلية الأخرى وبينهم الحوثيون والشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف- شيخ مشائخ اليمن. وتوعد صادق الأحمر في هذا الاجتماع الحوثيين والحراك الجنوبي بالحرب في حال رفضهم الدخول في الحوار. وقبل ذلك توعد الشيخ طارق الفضلي- صهر المتمرد علي محسن الأحمر وأحد المتهمين بالارتباط بتنظيم القاعدة الإرهابي- توعد الاشتراكيين بالابادة الجماعية. وتزامنت تلك التصريحات مع تصريحات أخرى للشيخ عبدالمجيد الزنداني وعضو مجلس النواب عن حزب الإصلاح الشيخ محمد الحزمي، حملت تهديدات غير مباشرة للحوثيين والحراك الجنوبي. وكشفت التصريحات جميعها- بحسب مراقبين- عن نية مبيتة لتلك القوى (الدينية والقبلية والعسكرية) للانقضاض على السلطة والدفع بالبلاد إلى الحروب والفوضى، بشكل يخالف الأهداف التي خرج الشباب من أجلها إلى الساحات، ومن ابرزها "الدولة المدنية الحديثة". وفي هذا الصدد حذر المفكر اليساري الأستاذ عبدالباري طاهر من طموح بعض القوى في تصفية الحزب الاشتراكي وإعادة تحالف حرب 94م والدفع باليمن إلى دروب الحروب والفتن.. مدللاً على ذلك بتصريحات الشيخ طارق الفضلي التي توعد فيها الحزب الاشتراكي بالتصفية الشاملة، وكذلك تصريحات الشيخ صادق الأحمر التي لوَّح فيها بالحرب ضد الحوثيين والحراك الجنوبي. وقال الأستاذ عبدالباري طاهر في حديث مع "الجمهور": "طارق الفضلي ليس الوحيد الطامح إلى تصفية الاشتراكي وإعادة تحالف حرب 94م، فتحالف القبائل يعني ذلك أيضاً ويعني أكثر تصفية الثورة الشعبية". وأضاف طاهر: "خطيئة علي عبدالله صالح أنه حاول تجاوز الدور المرسوم له، فالتراتب القبلي الذي قام عليه النظام أو السلطة هو الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر كمرجعية للحكم (الأب) في النظام العشائري، ثم علي محسن الأحمر باعتباره من رؤوس سنحان وله مرجعية إسلامية (كيماوي مزدوج) أما علي عبدالله صالح فمجرد واجهة النظام القبلي صارم التراتب". وبحسب الأستاذ عبدالباري طاهر فإن خطيئة الرئيس صالح أنه حاول تجاهل ذلك التراتب داخل القبيلة سنحان والمرجعية الأكبر حاشد، "فالشيخ عبدالله الأحمر يرحمه الله- والكلام لا يزال لعبدالباري طاهر- كان ينظر إلى اليمن كمزرعة وإلى اليمنيين كأقنان وفي أحسن الاحوال (رعية) وإلى علي عبدالله صالح كواحد من القبيلة الصغيرة (قبيلي)". ويضيف المفكر اليساري عبدالباري طاهر في حديثه مع "الجمهور" قائلاً: "التحق المنشقون عن النظام بالثورة الشعبية التي روعتهم كمناصرين ومؤيدين، وهذا ما صنعوه في ثورة سبتمبر 62م، ولكنهم سرعان ما تواطأوا على اقتسام السلطة كفيد وأسلاب.. وهم الآن يتحشدون للانقضاض على السلطة ودفعها في المسار المعتاد (درب الحروب والفتن)". مشيراً إلى ان هؤلاء المنشقين قادوا في اليمن ما يقرب من اربعمائة حرب، أهمها حرب 1994م التي قال انها مشتعلة حتى اليوم، وحروب صعدة "التي يحرص كل أطرافها على بقاء جذورها مشتعلة فهي الوسيلة الوحيدة لديهم لحكم اليمن" حد قوله. وأوضح المفكر اليساري طاهر ان تحشيد الزعامات القبلية في هذه الظروف بالذات وخطاب الشيخ صادق الأحمر دعوة صريحة للعودة مجدداً إلى تحالف حرب 1994م. وقال طاهر: "استطاعت المبادرة الخليجية إعاقة الحل الثوري، وتعمل الأطراف المختلفة حد الاحتراب على إعاقة الحل السياسي ودفع البلاد مجدداً إلى حروب هي إرثهم الحضاري ونهجهم الأبدي في حكم اليمن". ويضيف: "المتحاربون الثلاثة- زعماء القبائل والقادة العسكريون ذوو الانتماءات القبلية، والاسلاميون أصحاب الفتوى الجهنمية في حرب 94م- يتنادون للحرب". كما يرى الأستاذ عبدالباري طاهر ان التحشيد القبلي هو شكل من اشكال الضغط ضد رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى حرصهم على بقاء أوضاع ما قبل "الثورة الشعبية" وتهيئة الأجواء لنهج الحرب المستدامة، يعتبر الوسيلة المثلى لاستمرارهم في حكم اليمن وابتزاز دول الجوار التي- وفقاً لطاهر- قد يكون تخوفها من انتصار ثورة شعبية سلمية اكبر من خوف تجار الحروب اليمنيين، وتضخيم الأرصدة. واتهم المفكر عبدالباري طاهر المملكة العربية السعودية بدعم تجار الحروب في اليمن قائلاً: "تجار الحروب لا يستطيعون اشعال الحروب والتجنيد لها والتحشيد ما لم يكن هناك دعم سعودي".. وأضاف متسائلاً: "هل تخلت السعودية عن مبادرة التعاون الخليجي بعد ان اعاقت الحل الثوري؟!!". وعودة إلى تصريحات الشيخ القبلي صادق الأحمر المتوعدة الحوثيين وعناصر الحراك الجنوبي بالحرب، قال عبدالباري طاهر: "يتغاضى الشيخ صادق عن كل جرائم القتل.. قتل جنود الأمن المركزي في ميدان السبعين وجرائم أنصار الشريعة في أبين واغتيال قادة الجيش الجنوبي، سالم قطن وعمر بارشيد، والمحاولات المتكررة لاغتيال قادة الاشتراكي وتجنيد الشباب لاشعال الدمار الشامل في سوريا كدأبهم في أفغانستان والعراق و... الخ". مضيفاً بالقول: "أين صادق الأحمر مما يجري في بني حشيش؟!!.. أليس ذلك أولى من القتال في سوريا، فالسوريون لا يحتاجون للمقاتلين وانما هم بحاجة لدعم مادي ومعنوي وللسلام وليس الحرب" في إشارة إلى البيان الختامي لتحالف قبائل اليمن الذي حرض على دعم المقاتلين السوريين ضد بشار الأسد. وفي سياق آخر انتقد المفكر اليساري عبدالباري طاهر السياسة التي تتبعها وزارة الإعلام في إدارة الإعلام الحكومي، وتسخيره في تصفية الحسابات مع خصوم الوزارة، وتجاهله لقضايا وطنية هامة. جاء ذلك تعليقاً على تجاهل وسائل الإعلام الحكومية- المقروءة والمسموعة والمرئية- تغطية فعاليات معرض صنعاء ال28 للكتاب الذي اختتم فعالياته السبت الماضي 6/10/2012م، وتعمد قناة "اليمن" الفضائية في خبر حول انتهاء معرض الكتاب الإشارة إلى انه تعرض لانتقادات واسعة تتعلق بالتنظيم والمشاركة وسوء الإدارة. وفيما اعترف الأستاذ عبدالباري طاهر- رئيس الهيئة العامة للكتاب- بأن هناك قصوراً واخطاء صاحبت معرض صنعاء ال28 للكتاب، إلا انه علق على ذلك ساخراً بقوله: "يبدو ان التلفزيون- تلفزيون ما قبل الثورة- قد أدرك هذه الأخطاء قبل بدء المعرض فحذف تصريحي وصورتي في الافتتاح". ووجه رئيس الهيئة العامة للكتاب خطابه إلى وزير الإعلام علي العمراني قائلاً: "تجاهلت جل وسائل اعلامكم المقروءة والمسموعة والمرئية نشر خبر الافتتاح مجرد الخبر، كما قاطعت تغطية الأنشطة الثقافية والأدبية على هامش المعرض، إلا ما ندر". وعبر طاهر عن سعادته بانتقاد الفضائية اليمنية لأوجه القصور والأخطاء التي صاحبت معرض صنعاء للكتاب، لأن (الوظيفة الأساسية لإعلام حر ومستقل ومتعدد، هي انتقاد أعمال الحكومة والدولة ومؤسساتها باعتبار الإعلام ملكية عامة ممولاً من المال العام، وجزءاً من الرقابة الشعبية).. وأضاف قائلاً: "اعتقد ان مصداقية مثل هذا الانتقاد تقتضي ان يكون عاماً وشاملاً لكل التجاوزات والأخطاء.. واعتقد ان احتلال وزارة الداخلية، ونهب أسرارها الأمنية وبيع كرسي الوزير ب6 آلاف ريال، جريمة تستحق الانتقاد، وقبل ذلك قتل العشرات في ميدان السبعين من جنود الأمن المركزي يستحق البحث وإجراء التحقيقات والكشف عن أبعاد مثل هذه الجرائم والإشارة إلى القصور فيها وتحديد المسؤولية". واستطرد قائلاً: "هل يقول لنا الإعلام أو يتجرأ على الحديث أو الكشف عمن اغتال القائد بطل النصر في أبين سالم قطن؟!.. وعن سر أو اسرار تسليم محافظة أبين بكاملها للعصابات الإرهابية؟!!.. وعن اغتيال مهندس هيكلة الجيش عمر بارشيد؟!!.. ومن يقف وراء المحاولات المتكررة لاغتيال وزير الدفاع وواعد باذيب ووزير النقل والدكتور ياسين سعيد نعمان وعيدروس النقيب ومحمد احمد المخلافي؟!!.. ولماذا يصمت الإعلام (المرسم) صمت القبور عن عسكرة الجامعة والاعتداءات المتكررة على الطلاب الثائرين المطالبين بعدم عسكرة جامعتهم". وأضاف عبدالباري طاهر في ذات السياق قائلاً: "الإعلام- المرسم- الذي ظل وأضحى وأمسى إعلام الجمهورية العربية اليمنية، لا ينتقد ما يجري في الجنوب والدعوات الإرهابية لتصفية أعضاء الحزب الاشتراكي وتقتيلهم، ويصمت صمت القبور عن إثارة النزعات الطائفية والقبلية والجهوية، ويغض الطرف عن اشعال الفتن والحروب، وعن النشاط المحموم للعودة إلى إشعال الحرب ضد الجنوب وصعدة، واحياء تحالف حرب 94م وتحشيد القبائل، وصرخات الفضلي للجهاد؟". وحول إن كانت لمقاطعة وسائل الإعلام الحكومية لأنشطة معرض الكتاب وغياب التغطية الحقيقية إلا فيما ندر، علاقة بمواقف عبدالباري طاهر ضد مشروع قانون الإعلام "السمعي البصري" الذي تقدمت به وزارة الإعلام ومطالبته المستمرة بإلغاء وزارة الإعلام، قال الأستاذ عبدالباري طاهر: "أخشى ان يكون ذلك صحيحاً".. موضحاً بأن "النقد الصائب والصحيح ينبغي ان يمتد وان يعم ويتجرد، ولا يكون مجرد رد فعل أو تصفية حساب ضد مطالبتي بإلغاء وزارة الإعلام وتحويل مؤسساتها إلى مؤسسات عامة تشرف على اداراتها هيئات منتخبة من قبل أصحاب المهنة، ولا تكون تابعة لحزب أو قبيلة أو تحالف، وفق شروط وضوابط يحددها الاعلاميون العاملون في هذه المؤسسات". وأكد المفكر اليساري ورئيس الهيئة العامة للكتاب الأستاذ عبدالباري طاهر بأنه "منذ تشكيل حكومة الوفاق والسعي حثيث لسن قوانين مكبلة للحرية وقامعة للرأي، وتحاول فرض رقابة على الصحافة والإعلام والانتقاص من الهامش الضيق الذي تحقق بفضل قيام دولة الوحدة في ال22 من مايو 1990م".