في كل بلدان العالم بشعوبها الحية نجدهم يتمسكون بحزمة من الثوابت والمسلمات الوطنية , ويلتفون حولها جميعاً دون استثناء مهما اختلفت الرؤى وتباينت الشرائح الاجتماعية وتعددت ألوان الطيف السياسي , وتعتبر وبإجماع لا يرتقي له شك , إنها تمثل خطوط حمراء ومناطق خطرة لا يمكن ولا ينبغي الاقتراب منها , أو وضعها في مواضع المزايدة والمتاجرة والتكسب السياسي , أما من تسول له نفسه سواء كانت جماعة أو أفراد من الشعب بتجاوزها بأي شكل أو تحت أي ظرف كان – وتلك حالات نادرة – تصبح هذه الجماعة أو الأفراد ملفوظين ومنبوذين من كل أفراد الوطن والمجتمع , قبل أن تلاحقهم المساءلة القانونية , كون ذلك الفعل يمثل اختراق للمحرمات ومس بمقدسات الوطن والشعب . ومع كل التحديات الكبيرة التي يتعرض فيها الوطن لما يهدد أمنه وسلامته واستقراره ونسيجه الاجتماعي سواء كان من الداخل أو الخارج يهب الجميع ويحتشدون في اصطفاف وطني شامل وكامل لدرء الخطر وحماية الوطن والمجتمع , وكلهم على قلب رجل واحد , وتسقط حينها كل الانتماءات السياسية والحزبية والمناطقية والطائفية , ولا تشغلهم المصالح الذاتية الضيقة , لان الثقافة السائدة بينهم أن الوطن فوق الجميع ولا يعلو عليه شيء .. فهكذا فطنوا وجبلوا وتربوا . لكن الأمر عندما يختلف ويأخذ مناحي تدعوا إلى الاستغراب وتثير دواعي الدهشة والحيرة , أن نجد من أبناء الوطن من يشذون عن القاعدة ويخرجون عن الإجماع , وهو النموذج الذي ينفرد به جماعة ما يسمي باللقاء المشترك الذين لا يماثلهم مثيل في العالم حيث أن الوطن والشعب والتحديات الكبيرة التي تواجه البلاد والمجتمعات هي عندهم محل محل نظر ... وهي ساحة للفيد والتكسب الحزبي والانتهاز السياسي في أبشع صوره . كثيرة وعديدة هي النماذج التي يقدمها اللقاء المشترك في هذا الباب , فعلى سبيل المثال لا الحصر , عند تعاملهم مع قضية الفتنه والتمرد والإرهاب والتطرف الحوثية في صعده يغيبون عقولهم عن عمد ومع سبق الإصرار والترصد , فرغم الإجماع الوطني المسنود من الخارج خاصة العربي بان جماعة الحوثيه هي فئة متمرده ومارقة وإرهابية متطرفة لأنها ترفع السلاح في وجه الدولة وتنتهك الأعراض وتبيح القتل والاغتيال وتروع الأمنيين وتدمر وتخرب الممتلكات العامة والخاصة وتستهدف الأبرياء العزل ولا تفرق بين طفل أو امرأة أو شيخ كهل وتقصى الآخرين وتصفي كل من لا يؤمن بفكرتها وتعيث في الأرض فسادا . غير أن جماعة اللقاء المشترك الذين تغيب عنهم الوطنية ونوازع الانتماء الحق لهذا الوطن , لهم وحدهم رأي أخر مخالف للجماعة فهم يسوقون الأعذار لتلك العصابة الإرهابية المتطرفة , بل يذهبون إلى ابعد من ذلك عندما يطالبون الدولة بإيقاف الحرب ويشطحون كثيراً ( كذااااك ) في الأمر عندما يطالبون بان يكون لهذه العصابة المارقة الإرهابية المتطرفة مقعداً على طاولة الحوار الوطني - هكذا وبكل بساطة – يريدون أن يجلس شرفاء اليمن وأبناءه مع القتلة والسفاحين والمأجورين على طاولة واحدة للحوار . وحتى نبين الأمر بشكل جلي وواضح , فإننا لا نطالب من جماعة المشترك بان ترتقي إلي مصاف النماذج الحية والراقية من أطياف المعارضة في العالم , فذلك صعب وعصي عليها لان فاقد الشيء لا يعطيه , ولكننا نكتفي بالتساؤل هنا فقط ... تري إذا كانت أحزاب المشترك في السلطة كحزب حاكم هل كان لها أن تقبل وتجلس مع جماعة الحوثة المارقين عن الدستور والقانون والرافعين للسلاح في وجه الدولة ؟؟ .. ( نترك الإجابة والاستنتاج للقارئ الحصيف ) . لكن علينا أن نذكر هنا بأننا عندما قلنا أن جماعة المشترك شذت عن القاعد وخالفت طبيعة الأشياء فان ذلك لم يأت من فراغ , لان الشعب اليمني قدم النموذج الراقي والحي وهو يلتف حول قيادته السياسية وقواته المسلحة والأمن ضد هذا التمرد الغاشم المستهدف لليمن شعباً وأرضاً , الساعي لضرب أمنها واستقرارها ووحدتها وديمقراطيتها , وإزالة الحياة من عليها . ذلك في الحقيقة هو الفارق الكبير بين الشيء وضده , وبين الحق والباطل , وبين الحقيقة والخيال , وبين العافية والمرض , بين الوطنية والعمالة , .. وبين الشعب والمشترك .